في الذكرى 20 لرحيله: إبراهيم العلمي المغربي الذي تغنى بجمال مناطق مغربية.. أيت أورير نموذجا

 

يعتبر الفنان و المطرب المغربي إبراهيم العلمي، الذي حلت ذكرى رحيله يوم 24 من شهر أبريل الماضي، من جيل الرواد الذين أرسوا قواعد و أسس الأغنية المغربية، و واضعي لبناتها الأولى، نذكر منهم، أحمد البيضاوي،عباس الخياطي، عبدالوهاب أكومي، محمد بنعبد السلام، محمد فويتح، محمد المزكلدي، عبد القادر الراشدي، عبد النبي الجراري.. الذين حملوا على أكتافهم عبء الأغنية المغربية بصدق فني كبير.
إزداد الفنان إبراهيم العلمي سنة 1930، و ظهر ميوله القوي للموسيقى منذ صغره، و كان شغوفا بالإستماع للأغاني الشرقية، و خاصة قطع محمد عبد الوهاب و أم كلثوم، كما كان لأخيه محمد عزيز العلمي، الذي اكتشف موهبته، الفضل في الدفع به في الميدان الفني و ساعده على تنمية معارفه الموسيقية..
التحق إبراهيم العلمي بالمعهد الموسيقي في 1953- 1952، و رغم العراقيل التي كان يضعها الفرنسيون آنذاك في وجه المغاربة، فإنه، ورفقة مجموعة من الشباب الطامح لإثبات قدراته الفنية، استطاعوا تخطي هذه العقبات، و رسم طريقهم الناجح، بالمشاركة مع الجوق العصري بإذاعة الدار البيضاء، حيث تضلعوا بالمعرفة الموسيقية، وفي هذه الآونة انتقل العلمي من عازف على الناي إلى عازف على العود داخل الجوق العصري.
و واصل مساره بعد الاستقلال بالاعتماد على ما اكتسبه سابقا من معارف و على موهبته كباقي فناني جيله، و كانت المحطة الأولى أداؤه لقطعة « ليالي العيد « بمناسبة عيد الفطر سنة 1958، و تواصل إنتاجه و إبداعه بأداء العديد من القطع صارت على كل لسان، أغاني تناولت مواضيع مختلفة منها التي تغنى بها عن مناطق مغربية و ما تتميز به من جمال و سحر طبيعي كمدينة إفران بالأطلس المتوسط، و أيت أورير بالأطلس الكبير .. ، أغانيه ظلت مرتبطة بوجدان المستمعين و عواطفهم، نذكر، « خليني بعيد «، « ياللي صورتك بين عيني «، « هدا شحال « ، « الله يسامحك «، « غضبان عليا «، « ياسلام «، « شغلت بالي و مشات «، « امساك امساك «، « يالناسي العهد «، « يالساخي بيا «، «يا البيضة «..، وكان يكتب الكلمات و يلحن و يغني، كما لحن لمجموعة من المطربين، كما ترأس جوق إذاعة الدار البيضاء من 1966 إلى 1990، و كان حريصا على أن تتميز الأغنية بالجودة.
نعود إلى أيت أورير، المدينة الواقعة بإقليم الحوز، التابع لجهة مراكش – أسفي، و التي توجد على بعد كيلومترات من المدينة الحمراء مراكش في اتجاه مدينة وارزازات وعند قدم الأطلس الكبير، و التي تتميز كمنطقة بجمالها الآخاذ، و تنوع تضاريسها، و طبيعتها الخلابة و طابعها لفلاحي الذي يميزه وجود الأشجار المثمرة.. و عنها قال العلمي.
يا طير غني وزيد فغناك
ورقص وطير هنا وهناك
تمتع بكل منظر جميل
فرح بالريش اللي غطاك
أنا لما سولوني على الجمال
قولتليهم هي أيت أورير
عروسة جميلة فرحانة
عندها فكل حقل سرير
الماء صافي ديما يحلم
كل صباح بنهار كبير
مابين شعاب وجبال
وادها مالو نظير
اللوزة نورات والخوخ  بزهارو نشوان
أيت أورير بلاد الخير منظر جميل
والليمونة زهات والفلاح بظلها فرحان
أيت أورير بلاد الخير منظر جميل
والشمس خيوطها ذهبية
تتكلم على الورد والريحان
طلعت كل صباح
يلبس من كل التيجان.
انتقل إبراهيم العلمي إلى دار البقاء يوم 24 أبريل 2002 بعد مسار زاخر بالعطاء..


الكاتب : الخميسات: أورارى علي

  

بتاريخ : 11/05/2022