في الذكرى 25 لرحيل أحد أعمدة مجموعة «ناس الغيوان» العربي باطما

يا من هو باز ف لقفاز
يا من هو فروج عل الكندرة و نشر  جناحه
يا من هو تليس أعطى ظهرو لتغراز
عمرني ماريت لغزال تمشي بلمهماز
و فراخ الخيل عادو  سراحو
عمرني ماريت النخلة تعطي حب  الغاز
بعد الثمر و تبلاحه
يا من هو ديب ف لغياب كثر صياحه
أليام  أليام يابتي مالك عوجا..
هذا جزء من مطلع أغنية «فين غادي بيا» للمجموعة الغنائية الرائدة «ناس الغيوان» الذي أداه العربي باطما بصوته الصداح، الشجي و القوي، العربي الذي حلت يومه الإثنين 7 من هذا الشهر (فبراير) الذكرى 25 لرحيله. هذا الفنان الشعبي الذي ساهم بقوة في تأسيس هذه المجموعة الكبيرة والمتميزة التي ذاع صيتها وتجاوز المغرب إلى العالم العربي وكل القارات، والتي كانت انطلاقتها مطلع السبعينيات من القرن الماضي، والتي يعد الر احل إحدى ركائزها الأساسية، وكان رفقة عمر السيد والمرحوم بوجميع أصحاب فكرة التأسيس قبل أن يلتحق بهم آخرون.
العربي، الذي ارتبط اسمه بمنطقة الشاوية ثم الحي المحمدي وبدور الشباب والمسرح البلدي والعمل الجمعوي الذي انخرط فيه مبكرا، نجح في تكوين نفسه بعصامية، تفتقت مواهبه المسرحية، الشعرية والغنائية والموسيقية والسينمائية إلى جانب كتابة السيناريو و القصة و الرواية..، وتميز بصوته الرنان والساحر المتميز بنبرة قوية وخاصة.
ظهور هذه المجموعة كان بمثابة تحول في مسار الأغنية الشعبية، حيث عملت على تأسيس أسلوب فني جديد، إذ أن أغانيها كانت معبرة وجادة وهادفة تصل الى القلوب، تعبر عن معاناة الطبقات الدنيا، الحيف و الحرمان وحملت أحلام جيل بأكمله، «مهمومة»، «غير خودوني»، «ياصاح»، «ضايعين»، «ماهموني»، «فين غادي بيا»، «يابني الإنسان».. كما غنت المجموعة عن فلسطين..، ورغم وفاة بوجميع سنة 1974 ظلت المجموعة تخطو خطواتها الأولى، حيث واصلت مسيرتها بنجاح رغم العراقيل.
كتب العربي باطما الجزء الأول من سيرته الذاتية صدر بعنوان « الرحيل « سنة 1995، و قبيل وفاته ترك مسودة جزءها الثاني التي وضع لها عنوان « الألم «، صدرت في السنة الموالية لفقدانه، كما ترك مجموعة أعمال متنوعة من مجموعة عوالم التي اهتم بها.
رحل العربي إلى دار البقاء يوم 7 فبراير 1997، تاركا وراءه مدرسة كبيرة خالدة هي «ناس الغيوان».. رحمه لله.


الكاتب : الخميسات: أورارى علي

  

بتاريخ : 07/02/2022