في الفصل الاحتفالي العاشر لجمعية أصدقاء غوتنبرغ:الإشادة بالتمثيل النسائي القوي داخل «أصدقاء غوتنبرغ – المغرب»

أبرز الضابط الكبير، رئيس جمعية أصدقاء غوتنبرغ – المغرب، خليل الهاشمي الإدريسي، مساء الجمعة 6 ماي الجاري بالدار البيضاء، في كلمة ألقاها بمناسبة الفصل الاحتفالي العاشر لجمعية أصدقاء غوتنبرغ – المغرب الذي جمع مهنيين في مجال الكتابة ملتزمين بتعزيز وتطوير القراءة والثقافة في المملكة، أنه « في المغرب، هناك طموح ملموس للثقافة، وشغف حقيقي بالفعل الثقافي يحملهما جلالة الملك محمد السادس».
وأضاف الهاشمي الإدريسي، أن «الفضاء المغربي، في كل أراضيه، يسطع بإنجازات ثقافية ومعمارية متميزة تمنح لبلادنا، بفضل الأوراش الملكية، وزنا إقليميا مهما». وأبرز الهاشمي الإدريسي، أمام مجموعة من الشخصيات المغربية والأجنبية المرموقة، أن « المسارح الكبرى في الرباط والدار البيضاء، التي تعد منشآت ثقافية ذات مكانة دولية، ومتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، وازدهار المتاحف في جميع أنحاء المملكة، والمهرجانات الحديثة التي يضفي انتظامها إيقاعا خاصا للحياة في المدن، والدعم المالي الشامل والسخي، لفائدة الفاعلين الثقافيين في جميع المجالات، تشكل جميعها ركيزة لسياسة ثقافية تقارب النضال الحازم».
وفي هذا السياق، أشار أيضا إلى أن أكاديمية المملكة المغربية، باعتبارها مؤسسة «استراتيجية» تعكس بشكل تام، الطموح الملكي في ما يخص المجال الثقافي، والتي تعمل على استعادة حقيقية للحياة الثقافية، وتجديد لا يمكن إنكاره للفكر، مع اتباع نهج إنساني يوحد البلدان والقارات.
وأبرز في هذا الإطار، أنه «من خلال نشاط تحريري مكثف، وتنظيم لقاءات وندوات أكاديمية متعددة، أصبحت هذه المؤسسة محورا عالميا لإعادة بناء الحضارات من خلال المعرفة، والاحترام المتبادل، والتعايش الثقافي المثمر».
من جانب آخر، عبر الهاشمي عن فخر جمعية أصدقاء غوتنبرغ – المغرب، بأن تكون في خدمة الثقافة والمساهمة في خلق جسور التفاهم والصداقة بين الشعوب، مؤكدا في السياق ذاته أن «فخرنا بأن نعمل في خدمة الثقافة لا يضاهيه سوى فخرنا بالمساهمة في التفاهم والصداقة بين الشعوب». وأضاف: «نحن نعتبر انتسابنا الدولي ضمانة للغنى الثقافي، والسلام والتعايش بين الجميع وفي كل مكان، في إطار الحضارة المغربية التي تعود إلى قرون».
من جهة أخرى، أكدت العديد من الشخصيات البارزة المنتمية إلى عوالم الأدب والثقافة والفنون والإعلام، التي حضرت الاحتفالية، على الثراء الثقافي والتنوع والتعدد الذي يعرف به المغرب اليوم كنموذج للانفتاح على الآخرين.
وأوضحت هذه الشخصيات المرموقة، خلال مشاركتها في الفصل الاحتفالي العاشر لجمعية أصدقاء غوتنبرغ – المغرب، الذي نظم بعد توقف استمر حوالي ثلاث سنوات بسبب وباء كوفيد، أن عقد هذا الفصل الاحتفالي العاشر يعكس الالتزام الراسخ للأعضاء المغاربة في الجمعية لصالح الإنسانية والتعددية وقبول الآخر، والقيم التي يجسدها غوتنبرغ.
وفي هذا الصدد، أبرز الأستاذ الأكبر لجمعية أصدقاء غوتنبرغ، فيليب جوردان، في تصريح ل M24 القناة الاخبارية لوكالة المغرب العربي للأنباء، الثراء الثقافي والتنوع في المغرب.
وأكد جوردان أن المملكة «تتمتع بثقافة متنوعة وغنية جدا»، قائلا إنه «مسرور» بالعودة إلى المغرب لحضور هذا الفصل الاحتفالي العاشر المهيب، بعد توقف دام قرابة ثلاث سنوات.
وأشار جوردان إلى أن مهمة الجمعية تكمن في «إبراز الشخصيات التي تنخرط في الثقافة والتواصل»، مضيفا أن شخصيات جديدة تنضاف كل سنة الى «رفقاء غوتنبرغ»، و»الشيء الرائع في المغرب هو وجود تمثيل نسائي قوي».
من جهة أخرى، سلط جوردان الضوء على «أواصر الأخوة الكبيرة» التي توحد أصدقاء غوتنبرغ الفرنسيين والمغاربة.
من جهته، أشار الرئيس الفخري لجمعية أصدقاء غوتنبرغ – المغرب، محمد برادة، في تصريح مماثل، إلى أن هذه الجمعية تهدف إلى تعزيز الثقافة وتشجيع الكتابة والقراءة من خلال عدة أعمال، مستشهدا على وجه الخصوص ببرنامج «كيف أن القراءة غيرت حياتي»، بالإضافة إلى الورشات التمهيدية حول مختلف جوانب الثقافة بالمعنى الواسع.
وأضاف برادة أنه بعد الإغلاق بسبب الوباء «يسعدنا أن نعود ببرنامج نقوم بوضعه لمحاولة تحقيق الأهداف التي وضعناها لأنفسنا في خدمة ثقافة بلدنا وثقافته العالمية».
من جهته، أشار مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية محمد الفران، وعضو الجمعية، إلى أن هذا الفصل المهيب يعد مناسبة بعد انقطاع أصدقاء غوتنبورغ لأكثر من سنتين للقاء المهتمين بالكتاب والثقافة على وجه العموم، وفرصة للحديث عن المستجدات عالم النشر والكتابة والإبداع.
وتابع الفران أن هذا الفصل سيشكل فرصة جديدة للتعرف على الإشكالات والإكراهات المتعلقة بالثقافة في بلادنا والمرتبطة بالنموذج التنموي بوصفه خارطة طريق للتنمية الثقافية، سواء على المستوى الوطني وبالخصوص على المستوى الجهوي بما يفرضه ذلك من تحديات على المستوى التنموي.
وتم خلال هذا الحفل، انضمام خمس شخصيات إلى «أصدقاء غوتنبرغ». ويلتزم هؤلاء الأعضاء الجدد المنتمون إلى قطاعات التعليم، والأدب، والفنون والإعلام، كل من مجال عمله، بالدفاع عن الإنسانية والتعددية وقبول الآخر، و بنشر الثقافة المغربية واللغة العربية والدفاع عنهما، بالإضافة أيضا إلى اللغة الفرنسية، التي تعد اللغة الرسمية للجمعية. وأدى هؤلاء الأعضاء القسم أمام الأستاذ الكبير للجمعية، فيليب جوردان، متعهدين بالعمل على بناء عالم عادل، تسوده الأخوة، في إطار احترام الثقافات الأخرى ، ويتعلق الأمر ب:نادية البرنوصي ، الخبيرة في القانون الدستوري، شاركت في صياغة دستور 2011 ، وكريم العيناوي، رئيس مركز التفكير، مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، وعميد كلية الحكامة والعلوم الاقتصادية والاجتماعية، الذين عينوا برتبة ضابط، في ما تم تعيين كل من أمينة المنصوري (بائعة كتب)، وبهاء الطرابلسي (صحفية وكاتبة)، وسعاد الطيب ((مديرة راديو مونتي كارلو الدولية)، برتبة فارس. كما تميز الفصل العاشر للجمعية بالارتقاء بعدد من الأعضاء إلى مناصب رفيعة على يد الأستاذ الكبير للجمعية، اعترافا بتفانيهم وأعمالهم الجديرة بالثناء، في الدفاع عن قيم غوتنبرغ.
وهكذا، ارتقى إلى رتبة ضابط كبير كل من محمد مباركي، المدير العام لوكالة تنمية أقاليم جهة الشرق، والعربي بلعربي، المدير العام السابق للقناة الثانية، ويوسف بنجلون التويمي، مهندس ومخطط عمراني. ومن جانبهم، تم رفع رتبة كل من الصديق معنينو الكاتب الصحفي، وعبد الحميد الجماهري مدير تحرير صحيفة «الاتحاد الإشتراكي»، وإدريس اجبالي وسيط وكالة المغرب العربي للأنباء، ، إلى درجة ضابط.
وشكل الفصل الاحتفالي العاشر مناسبة لتعيين كل من عبد الجليل الحجمري أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة، ومحمد نبيل بنعبد الله الوزير السابق، برتبة قائد، وهي أعلى رتبة تمنحها الجمعية.
وتضم جمعية أصدقاء غوتنبورغ – المغرب، والتي رأت النور في أبريل 2010، من خلال توأمة مع جمعية أصدقاء غوتنبورغ – فرنسا، مجموعة من الشغوفين والمهتمين بالكتابة، بهدف المساهمة بشكل فعال في تعزيز وتطوير القراءة والثقافة، من خلال المساهمة في بناء عالم عادل تسوده روح الأخوة والاحترام لكافة الثقافات.
تجدر الإشارة إلى أن جمعية أصدقاء غوتنبورغ، أنشأت بفرنسا سنة 1979، قبل أن يتوسع مجالها من خلال عمليات توأمة على المستوى العالمي.


بتاريخ : 09/05/2022