ما يعيشه الشعب الفلسطيني اليوم من مجازر وإبادة جماعية وتجويع وحصار، يفرض على المجتمع الدولي التحرك العاجل لوضع حد لهذه الغطرسة
الأخت زينب بناني كانت أول امرأة اتحادية رئيسة قادت مدينة سيدي قاسم، في أحلك الظروف وأصعبها، أواسط السبعينيات
عبر إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عن إدانته القوية واستنكاره الشديد للاعتداء الإسرائيلي السافر على دولة قطر الشقيقة، مبرزا أن “الغطرسة الصهيونية تعود مرة أخرى للاعتداء على دولة عربية وهذه المرة دولة قطر الشقيقة، عبر أساليب دنيئة استهدفت مواطنين عزل كانوا مجتمعين لمناقشة مقترح وسبل وقف الحرب، على غرار ما يقع يوميا في قطاع غزة”.
كما شدد الكاتب الأول إدريس لشكر في كلمته خلال أشغال المؤتمر الإقليمي الرابع لسيدي قاسم، مساء أول أمس الثلاثاء، على أن المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني حاليًا من مجازر وإبادة جماعية وحصار يفرض على المجتمع الدولي التحرك العاجل لوضع حد لهذه الغطرسة، ووقف هذا التصعيد، مؤكدا على تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
كما جدد لشكر التأكيد على التضامن الجماعي التام كاتحاديين واتحاديات مع الشعب الفلسطيني الشقيق، في مواجهة ما يتعرض له يوميا من قتل وتجويع وإبادة وحصار، من طرف الهجمة الشرسة والغطرسة الصهيونية التي قامت بها إسرائيل بضربها دولة بعيدة عنها بدون أي سبب يدعو إلى ذلك، موجها تحيته للشعب الفلسطيني الصامد.
ولم يفت الكاتب الأول التذكير بمسار الحزب بالإقليم وبرموزه وما قام به لصالح المنطقة والوطن، وبالمسار الذي تركه الاتحاديات والاتحاديون قائلا: ” لا بد ألا ننسى امرأة اتحادية، قدمناها كنموذج لأول امرأة اتحادية تترأس بلدية في المغرب هي الأخت زينب بناني، كانت الرئيسة الوحيدة في بلادنا التي قادت مدينة سيدي قاسم، في أحلك الظروف وأصعبها، وفي السنوات الصعبة في أواسط السبعينيات”.
كما تعود بنا الذاكرة إلى أسماء اتحادية، يقول الكاتب الأول، “حيث كان لي شرف ترؤس المؤتمر الإقليمي السابق بسيدي قاسم، وكان لي الشرف أكثر، للاجتماع بإخواننا في هذا الإقليم بمقرات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وفي بيوت المناضلين، وأذكر عائلة الحاج بوسلهام السويكت، رحمة الله عليه، كما أذكر عدد الاجتماعات والقرارات التي اتخذت هنا، كما يتواجد معنا في هذا المؤتمر ابن المرحوم علال السويكت، دون أن ننسى عدد المرات التي كنت بصحبة أخينا عبد الوحد الراضي أو محمد اليازغي، فكل القادة التاريخيين للاتحاد كانوا حريصين على أن يزوروا بيت السويكت، لأنه كان قلعة النضال إلى جانب كل الأسماء الكبيرة، ولا يجب أن ننسى كل كتاب الأقاليم الذين تحملوا المسؤولية إبان السنوات الصعبة، كأخينا حموش عبد السلام أطال عمره، عبد الخالق اللحياني، والعديد منهم وكذا الأدوار التي قاموا بها” .
واسترسل الكاتب الأول قائلا: “نحن الآن واليوم بالإقليم من أجل إعادة مجده بتمثيلية حقيقية داخل المجالس المحلية وبالبرلمان، والعودة بالحزب إلى سابق عهده في الإقليم، وقد تأتى لنا ذلك بفضل الأخ محمد لعسل الذي اقتنع بمرجعية الاتحاد الاشتراكي وقيمه، فهو مناضل لا يخشى قول الحق. كما أن سيدي قاسم تتواجد في الخط السككي بين الدار البيضاء والرباط المتوجه إلى طنجة، وتتميز بتواجد نعمة الماء الكبيرة، رغم أن بجواركم من لم يصل شربة ماء من أجل إرواء عطشه، فأين يوجد العيب؟ وسيدي قاسم تقع أيضا بجانب مدينة القنيطرة ومنطقتها الصناعية، وبفضل ذلك بدأت الخيرات تنعم عليها”.
ودعا إدريس لشكر إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والإنصاف في المنطقة، وإلى تحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية لسكان سيدي قاسم والقرى المجاورة، وقال في هذا الصدد: ” عندما نعرج على مدينتي سيدي سليمان وسيدي قاسم نبدأ في التساؤل: أين حق أبناء وبنات سيدي قاسم من الثروة والعدالة المجالية والإنصاف؟ لا يعقل ولا يمكن أن نقبل هذه الأوضاع، خصوصا أن الإقليم يتواجد بالقرب من العرائش ومدن الشمال، وما تتميز به هذه المدن من تقدم وتنمية، لكنه لا يزال يعاني من التهميش في بنيته التحتية، إن أكبر كثافة سكانية للقرية المغربية توجد بسيدي سليمان وبسيدي قاسم، فأين حقهم من الطريق السيار والملاعب الرياضية والقطار السريع المتجه إلى مراكش، لابد من عدالة مجالية وإنصاف حقيقي لهذا الإقليم…”.
نحن مطمئنون لاستراتيجية بلادنا، يردف الكاتب الأول، لأن جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، هو من يقودها، فهو يتحدث عن استراتيجية الماء وبلادنا واجهت سبع سنوات من الجفاف ببناء السدود، لكن العيب في هذه الحكومة التي لا تدبر التدبير الجيد، ولا تعمل على الحفاظ على قنوات الماء وإيصالها إلى الدواوير والبحث عنها وإيصالها إلى الساكنة. نفس الشيء يعاني منه التعليم والصحة.
استراتيجية المغرب لا يمكن إلا أن نكون معها في قضية وحدتنا الترابية، ها أنتم ترون الدعم العالمي، ولم نعد في تلك الوضعية التي ننتظر فيها من أجل اجتماع مجلس الأمن لأخذ حقنا، الآن لم يعد لدينا ذلك التخوف على أبنائنا وبناتنا، اليوم من موقع قوة لنا أن نعتز أن جلالة الملك محمد السادس في خطاب العرش الأخير يمد يده وقال تعالوا لنفتح المجال لشعبينا للتطور والنماء بحل هذه المشاكل التي تم توريثنا إياها من قبل الأنظمة السابقة لجيراننا. نحن مع كل ما يتعلق بقضيتنا الاستراتيجية، فالمغرب استطاع أن يحافظ على استقراره ووحدته الترابية في وقت كانت فيه دول شقيقة تعيش أزمات وحروبًا وانقسامات، لقد أنجزت بلادنا مشاريع كبرى جعلت العالم يتحدث عنها، لكن هناك عيوب في التسيير وقلة المعقول لدى بعض المسؤولين، حيث أبان بعضهم عن جشعه الكبير، وتواجدنا بالمعارضة لننبه إلى أخطائهم ونراقبهم ونحملهم المسؤولية .
لا تنظروا إلى الأمور بتشاؤم، بل أدعوكم إلى تحمل المسؤولية كمعارضة مسؤولة ووطنية، نحن واعون بما حققته بلادنا من مكاسب استراتيجية، لكننا نقولها بكل مسؤولية، لن نسكت عن قول الحق وسنستمر في نضالنا”.
من جهته ألقى رشدي جبارة كلمة الكتابة الإقليمية في الجلسة الافتتاحية، جاء فيها: ” كما لاحظتم وتابعتم عبر كل وسائل التواصل فحزب القوات الشعبية يشهد منذ عدة شهور انطلاق مسيرة تنظيمية هائلة بهدف إعادة الروح إلى الهياكل الحزبية من خلال تجديدها أفقيا وعموديا حتى يصبح الحزب مؤهلا تنظيميا للقيام بدوره كاملا في الحقل السياسي الوطني”.
وأضاف أن الدينامية التي يعرفها الحزب والعمل المتواصل على كل الواجهات من طرف الأجهزة الوطنية، تحت قيادة كاتبنا الأول إدريس لشكر، تؤكد أن حزبنا انبعث من جديد بمنهجية تدبيرية جديدة وفعالة حققت، في الآجال المحددة، ما تم تسطيره، بنجاح متميز ولافت.
والدليل الواضح على نجاح ما نحن بصدده في المجال السياسي والتنظيمي هو حدة السعار الذي أصاب الخصوم لدرجة أنهم أصبحوا يلجؤون لأساليب تتميز بالخبث والكذب والتلفيق للنيل من حزبنا وقيادته معتقدين أنهم سيوقفون مسيرة الاتحاديين والاتحاديات، لكنهم يجهلون أن حزبنا اختار أن يكون حزب الجماهير الشعبية، يناضل إلى جانبها ومن أجلها، ويعبر عن همومها وتطلعاتها، ينصت إليها ويتعلم منها، كما يسهر على تأطيرها وتفعيل طاقتها النضالية”.
وأضاف جبارة: ” إننا بإقليم سيدي قاسم انخرطنا بدورنا في هذه المسيرة التنظيمية بتشكيل لجنة تحضيرية عملت في ظروف مناخية كانت في بعض الأحيان صعبة ومتعبة، لكن رغبة الإخوة أعضاء اللجنة وعزمهم على إنجاح هذه المحطة النضالية الهامة جعلتنا الآن نفتخر بهذه الأجواء الرائعة بوجود قيادتنا الحزبية وبوجودكم جميعا.
إن اختيارنا لمدينة مشرع بلقصيري لعقد مؤتمرنا الإقليمي الرابع يعتبر تكريسا لثقافة الاعتراف، اعتراف من كل مناضلي الحزب بالإقليم بتاريخ هذه المدينة المناضلة وصمودها أمام جميع المحاولات التي استهدفت التنظيم الحزبي طيلة العقود الماضية لكن، وباعتماده على قيادات محلية أبلت البلاء الحسن في التأطير والنضال، وفي الصمود والعطاء طيلة سنوات القمع والحصار والتاريخ يشهد أن العديد من إخواننا في فرع بلقصيري والفروع المجاورة ( النويرات – الصفصاف – الحوافات – سيدي الكامل – خميس الرميلة – دار الكداري – دار العسلوجي ……… ) أبانوا عن روح عالية في التضحية ونكران الذات في سبيل حماية الحزب وترشيد العمل السياسي والاجتماعي، ورفع صوت الاتحاد الاشتراكي عاليا في البوادي والمدن .
إن ثروات هذا الإقليم كثيرة ومتنوعة من شأنها أن تجعل من ساكنته تعيش بكرامة إذا تظافرت الجهود وحضرت العزيمة القوية لوقف النزيف وتجفيف منبع الفساد، الذي ينخر جسد الإقليم، في غياب أية محاسبة أو مراقبة. فعلينا كحزب خرج من رحم الشعب ومن أجل الشعب أن يعمل على تشكيل جبهة تضم كل الهيئات التي تتقاسم معنا نفس الهموم من أجل تكاثف الجهود التي من شأنها أن تجعل الوعي بضرورة إصلاح الأوضاع يرتقي إلى درجة أعلى لدى المواطنات والمواطنين، ولجعل البرامج المقررة على الصعيد الرسمي ترتقي إلى أكبر نسبة مما تتطلبه وتستلزمه حاجيات عموم السكان”.
وختم الكاتب الإقليمي: ” إن المدخل الرئيسي من أجل تنمية مجالية عادلة ومنصفة هو محاربة الفساد بمختلف تجلياته، إننا لسنا في حاجة لبذل مجهود كبير لإقناعكم بأن إقليمنا هو أحسن مثال لإبراز الانعكاسات السلبية للفساد على الساكنة من الناحية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، لأنكم تعرفون جيدا الأوضاع التي توجد عليها مدننا وقرانا، تعرفون كذلك نوع المسؤولين الذين تعاقبوا على تسيير هذا الإقليم وكيف مهدوا الطريق بشتى الوسائل لأشخاص لا كفاءة لهم، ولا يملكون أية غيرة وطنية تحفزهم على العمل من أجل توفير الظروف والشروط التي من شأنها أن تجعل مدن وقرى هذا الإقليم تعرف الطريق إلى التنمية “.
**************************
انتخاب رشدي جبارة كاتبا إقليميا لسيدي قاسم
**********************
تكريم رموز الحزب بالإقليم
شهد المؤتمر لحظة وفاء بامتياز، وعربون محبة وصدق لكل مناضلي الاتحاد الاشتراكي الذين ظلوا على العهد أوفياء لتاريخ الحزب الكبير ولشهدائه وقادته ممن عاشوا التعذيب والمنافي في سبيل النبل السياسي.
لحظة تم خلالها تكريم رمزي لعدد من مناضلي الحزب منهم من قضى نحبه ومنهم من لازال قابضا على الجمر رغم تقدم السنون لأن الاتحاد فكرة والفكرة لا تموت.