إيذي : رؤيتنا واضحة وطموحنا قوي لبناء مركزيتنا بمشاركة الجميع
زوبدي: يجب تضافر الجهود للنهوض بالجهة اقتصاديا وفلاحيا
لعبايد : نقول اليوم وبشكل رسمي إن هناك عملا نقابيا غير نبيل
شهد المركب الثقافي محمد السادس بخريبكة، عرسا نضاليا فيدراليا، صباح أول أمس الأحد، بحضور مناضلات ومناضلي الفدرالية الديمقراطية للشغل وضيوفها، في مشهد احتفالي بين قيدومي العمل النقابي والسياسي والجمعوي والشبيبي بالإقليم، والمناضلين الحاليين المزاولين في صفوف الطبقة العاملة، يتقدمهم عضو المكتب السياسي، عبد الله الصيباري، ونور الدين زوبدي الكاتب الجهوي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وأعضاء المكتب المركزي للفيدرالية الديمقراطية للشغل، وأعضاء المكاتب الوطنية للقطاعات المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل، والعديد من مسؤولي الاتحادات المحلية بالجهة والقريبة من الإقليم، وشهد هذا العرس التنظيمي حضورًا وازنًا لممثلي مختلف القطاعات الفيدرالية، حيث تجسدت التمثيلية القوية للمدن العمالية بالجهة، بما في ذلك خريبكة، بولنوار، بوجنيبة، حطان، وادي زم، وأبي الجعد.
وافتتح المؤتمر الإقليمي للفيدرالية الديمقراطية للشغل، يوسف إيذي الكاتب العام للفيدرالية، بكلمة عبر فيها عن اعتزاز الفيدرالية الديمقراطية للشغل التي بدأت في رص صفوفها وإعادة اللحمة التنظيمية إلى أجهزتها، ومحطة اليوم هي استمرار للبناء، وتأتي بعد المحطة الأولى التي نظمت بمدينة الجديدة، وسنستمر في هيكلة المؤتمرات الإقليمية في الأسابيع المقبلة .
وأضاف الكاتب العام في افتتاح المؤتمر الإقليمي بخريبكة تحت شعار: ” العمل النقابي قاطرة للتنمية ورافعة اجتماعية لربح رهان المستقبل”: اليوم نتوجه إلى المستقبل، لقراءة الماضي بقراءة نقدية، ونحن نقول وضعنا اليوم ونحن خارج التمثيلية فيه جزء من الذاتي والمسؤولية الجماعية . نحن جميعا لم نتحمل المسؤولية كما ينبغي تجاه مناضلينا .
وأضاف يوسف إيذي أن الفيدرالية الديمقراطية للشغل تتعرض للإقصاء بسبب الخلفية السياسية، لأن حزبا قاد الحكومة مدة 10 سنوات عنده عداء للفيدرالية ولحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يريد استئصال كل الأذرع الموازية لمناضلي الحزب والنقابة، بالرغم من حرصنا على أخذ مسافة من الحزب، فنحن لسنا نقابة حزبية، بالرغم من أن مكونات مناضليها ومناضلاتها تنتمي إلى الاتحاد الاشتراكي وهذا فخر لنا، لكن نحن لم نقفل الباب في وجه التيارات السياسية الأخرى التي تشتغل داخل الفيدرالية الديمقراطية للشغل وفي وجه المستقلين.
هذه نقابة المغاربة جميعا بمختلف التلاوين والانتماءات السياسية، نحن نسعى إلى تقوية التنظيمات القطاعية والوطنية وإعادة ترميم العلاقة مع الحزب، لتكون سليمة وبالوضوح والتعاون المتبادل .
رؤيتنا واضحة وطموحنا قوي لبناء مركزيتنا بمشاركة الجميع، ونحن نتصدر الصدارة في القطاع العام لكننا نقصى من الحوار الاجتماعي، فبالرغم من قوتنا في قطاع العدل والتعليم والشبيبة والرياضة..إلا أننا نحرم من المشاركة في الحوار الاجتماعي .
اليوم يجب أن تكون هناك رجة في العمل النقابي، لا يمكن أن يبقى المشهد النقابي هكذا، في الوقت الذي بذلت الدولة مجهودات بشكل كبير لترسيم وتقنين المشهد السياسي،لكن العمل النقابي في جانب لا يسأل عنه أي أحد.
قيادات نقابية منفصلة عن العمل النقابي، وتقاعدت منذ 10 سنوات لكنها لا تزال تقود المركزيات النقابية، ويجب على الدولة أن تكون واضحة في التمويل العمومي ولا يمكن أن يبقى هذا الدعم بدون محاسبة لأنه مال عام.
عندما استدعينا للحوار حول قانون مشروع الإضراب كان مطلبنا واضحا هو مناقشة قانون النقابات، لما تناقش الفيدرالية الديمقراطية للشغل قانون النقابات كأنه «طابو»، وهو بالنسبة لنا أولوية ولا يمكن الحديث اليوم عن المنطق الذي يأتي به قانون الإضراب والحديث عن ممارسة الإضراب بدون نقابات، وهذه النقابات هي خارج القانون، ليس هناك قانون للنقابات بالبلاد. وبالتالي نحن اليوم في الفيدرالية الديمقراطية للشغل نتوجه إلى المستقبل بهذا النفس الجماعي والإصرار.
وختم يوسف إيذي بالقول إن “حليف الفيدرالية الديمقراطية للشغل السياسي هو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، نحن لا نسعى إلى جعل الفيدرالية الديمقراطية للشغل نقابة حزبية ونقابة الحزبيين، أبدا، نحن نتحالف تحالفا موضوعيا واستراتيجيا مع حزب القوات الشعبية، وهو تحالف نعتز به، لأنه في لحظات من مسارنا التنظيمي تمت محاولة إقصائنا من الحوار الاجتماعي القطاعي، لولا الحليف السياسي وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي وقف ودافع وترافع ومكننا لنبقى، على الأقل، محافظين على تواجدنا في هذه الواجهات.
عندما نناقش قانون مشروع الإضراب لا نناقشه بالمزايدات، نحن واعون كل الوعي بأن بلادنا اليوم محتاجة لقانون تنظيمي للإضراب، وأن إخراج قانون الإضراب اليوم أولوية وطنية فيها حماية لحق الأجراء وحماية المقاولة الوطنية، ولكن في نفس الوقت نعتبر أن سعي الحكومة إلى إحاطة ممارسة هذا الحق بسياج من الإجراءات الشكلية والعقوبات والترهيب، يمس في جوهر هذا الحق.
نحن شركاء موضوعيون في مناقشة القانون التنظيمي للإضراب، وسنكون نقابة شرسة في المطالبة بإخراج قانون النقابات، بشكل مستعجل، ونكون أكثر شراسة في المطالبة بضمان حد أدنى من التنافس الشريف بين مختلف المركزيات النقابية العاملة في المشهد الاجتماعي لضمان سلاسة وشفافية المصادر المعتمدة في انتخاب مناديب الأجراء في القطاع الخاص، لضمان الولوج العادل والمنصف للتمويل العمومي”.
من جهته قال نور الدين زوبدي، الكاتب الجهوي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في المؤتمر الإقليمي للفيدرالية الديمقراطية للشغل بخريبكة، إن وجودنا هنا اليوم يأتي في سياق ضرورة تعزيز الوحدة والنضال المشترك من أجل تحسين أوضاع العمال وحقوقهم المشروعة، وفي سياق دفاعنا المستمر عن حقوق الطبقة العاملة التي تعد الركيزة الأساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.
حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية،انسجاما مع المبادئ الكونية التي يؤمن بها ، يؤكد على دعمه الكامل والمطلق للنضال النقابي الذي تخوضه الديمقراطية للشغل، وهو نضال لا يقتصر فقط على تحسين الظروف المعيشية والعمالية بل يشمل أيضًا ضرورة التصدي للتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه هذه الفئة من العمال.
رغم صعوبة المرحلة ، وتزايد المخاطر التي تهدد الطبقة العاملة ، في ظل بلقنة المشهد النقابي ، فإننا نراهن على التنسيق مع منظمتكم ، لتحقيق المطالب ،ولنا اليقين بأن القيادة النقابية ستبدل كل في جهدها لبلورة وحدة الشغيلة ، وتنظيمها لبلوغ الأهداف المتوخاة.
اذا كانت الحكومة من خلال مبادراتها لا تراعي حقوق الطبقة العاملة ، وهذا أمر طبيعي ، أولا لطبيعة تشكلها من أحزاب ليبرالية مدافعة عن الراسمال ، وتتبنى توجهاته ، ثانيا عدم انساجمها الناتج عن قصور في فهم متطلبات المرحلة والتحديات الراهنة .
إننا في الحزب نؤمن بأن الأزمات لا يمكن تجاوزها إلا بتضامن الجميع، بالخصوص من خلال تعزيز دور النقابات المستقلة، مثل الفيدرالية الديمقراطية للشغل، في الدفاع عن حقوق الشغيلة والعمل على تحسين الأوضاع في مختلف القطاعات.
وأكد زوبدي على ضرورة خلق بيئة عمل لائقة، تتسم بالشفافية، وتحترم حقوق الإنسان، مع ضرورة تحسين السلامة المهنية وتوفير ظروف عمل تحترم الكرامة الإنسانية. كما ندعو إلى تطوير سياسات اقتصادية تواكب التطورات العالمية، وتضمن العدالة الاجتماعية للجميع، خاصة في هذا الاقليم العمالي .
إن هذه اللحظة تتطلب منا جميعًا تعزيز الجهود، والتمسك بقيم النضال المشترك، من أجل قطاع فسفاطي مزدهر، وحقوق عمالية محمية، وحياة كريمة لكافة المواطنين.
من جهته، قال عبد الرحيم لعبايد، باسم الاتحاد المحلي، نقول اليوم وبشكل رسمي إن هناك عملا نقابيا غير نبيل تقوم به مجموعة من النقابات، ويجب علينا تحصين العمل النقابي من هؤلاء الذين يريدون تمييع الساحة النقابية وتبخيس العمل النقابي، فالعمل النقابي النبيل هو التأطير والمساهمة في اقتصاد البلاد وفي الدفاع عن المطالب الحقيقية للطبقة العاملة “.
وختم لعبايد بالقول إن الفيدرالية الديمقراطية للشغل تؤمن بتغطية كل الطبقة العاملة وكل الشغيلة، ومواجهة حكومة التغول ومساسها بمكتسبات العمال، وهي السد المنيع ضد كل الجهات والنقابات التي لا تمارس العمل النقابي النبيل .
تخلل المؤتمر الإقليمي للفيدرالية الديمقراطية للشغل بخريبكة، تكريم هرمين من مناضلي العمل النقابي، ويتعلق الأمر بكل من المناضل بلعيد حوليش أحد الأطر الصحية وحكيم النقابة الوطنية للصحة العمومية وأحد مؤسسي البديل النقابي.
كما تم تكريم المناضل إدريس مناع، أحد الأطر النقابة الوطنية للفوسفاط بخريبكة، مناضل نشيط بنى القطاع إلى جانب تلة من الفيدراليين والفيدراليات، وبتكريمهم تحتضن الفيدرالية الديمقراطية للشغل أبناءها وتعترف بما قدموه من تضحيات في بناء الصرح النقابي الفيدرالي، وبمساهماتهم القيّمة في خدمة الشغيلة والدفاع عن حقوقها.
وقدم لهما درع التكريم الكاتب العام يوسف ايذي والأمين المركزي عبد الرحيم لعبايد، حيث تمّت الإشادة بعطائهما النضالي وإخلاصهما في العمل النقابي، وهو تكريم يعبّر عن الوفاء والتقدير لمسارهما الحافل بالتضحية والنضال من أجل تحسين أوضاع العمال وتعزيز دور النقابات في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وقد شكّل هذا التكريم لحظة اعتراف بمجهودات المناضلين الذين كرّسوا وقتهم وقوتهم في سبيل الدفاع عن حقوق الشغيلة، وتعزيز مكانة العمل النقابي كقوة اقتراحية وشريك في مسار التنمية.