الوزير محمد بنعبد القادر: ضرورة الفصل بين التواصل السياسي والتواصل العمومي ودور الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي
قال محمد بنعبد القادر لا يمكن للفاعل السياسي الحكومي أن يبقى منغلقا في اتخاذ القرارات، واقتراح البرامج دون الانفتاح، والتفاعل مع التطورات ومستجدات البحث العلمي داخل المؤسسات الجامعية، والجامعات هي الأخرى، مطالبة اكثر من أي وقت مضى بالانفتاح على محيطها الاقتصادي والاجتماعي بما في ذلك الوزارات والإدارات العمومية.
وأضاف محمد بنعبد القادر وزير إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية يوم أمس في افتتاح الندوة العلمية الثانية، التي تنظمها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، حول «التواصل العمومي والسياسي وسبل كسب رهان التحدي الرقمي»، أنه ليست المرة الأولى التي تحضر فيها الوزارة في جامعة أو كلية، بل ساهمت في العديد من اللقاءات بجامعات المغرب حول مواضيع مختلفة مرتبطة بالحكامة الجيدة في القطاع العمومي أو مجالات الموارد البشرية و العلوم الإدارية، واليوم حول التواصل العمومي والسياسي ورهان التحدي الرقمي.
وأوضح المسؤول الحكومي أن هذه الندوة التي يحضرها أكاديميون وخبراء دوليون ومسؤولون عن التواصل بالإدارات العمومية والمؤسسات العمومية، مناسبة سانحة لتبادل الخبرات والتجارب وإثراء الحوار حول الحدود الفاصلة بين التواصل في شقيه العمومي والسياسي، ودور الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي في المجال.
وبالموازاة مع ذلك، سجل بنعبد القادر أهمية التواصل العمومي بالنسبة للإدارات العمومية والمؤسسات العمومية، باعتباره أحد الركائز الأساسية في الإصلاح التحولي للإدارة المغربية، وإرجاع الثقة للمواطن المغربي فيها لتكتسب المصداقية المطلوبة، مسجلا في الوقت ذاته أن التواصل العمومي من صميم الديمقراطية التشاركية، وجعل المواطن مواكبا ومتتبعا لكل المستجدات والتطورات والخدمات التي تقدمها الإدارة المغربية في انسجام تام مع قانون الحصول على المعلومة. وأبرز بنعبد القادر أن وزارة إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، قد أدمجت البعد الرقمي في الخطة الوطنية لإصلاح الإدارة، حيث اعتبرت ان التحول الرقمي واستعمال التكنولوجيات الحديثة رافعة أساسية في دعم الإصلاحات الإدارية وتطويرها، وكسب رهان تسريع الإصلاح في مجال الحكامة الجيدة العمومية، والعلاقة مع المواطن في الاخبار وتوفير المعلومة وتقريب الإدارة من المواطن.
ودعا الوزير بنعبد القادر المؤسسات العمومية والإدارة العمومية إلى تطوير التعامل مع التحول الرقمي، بما يتماشى والتطورات التكنولوجية المتسارعة، بما يتيح تواصلا عموميا ناجعا وفعالا، بإمكانه أن يساهم في شفافية الإدارة و تنفيذ الاستراتيجيات العمومية والسياسات العمومية.
واستعرض بنعبد القادر عددا من المشاريع الرقمية التي أنجزتها وزارة إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية في مجال التواصل العمومي والتحول الرقمي ك «ادارتي» و»شكاية.ما» ، هذه المشاريع التي تهم تحسين ظروف الاستقبال أو معالجة شكايات المواطنين. هذا فضلا عن المنصة المعلوماتية الموحدة للبيانات.
ومن جهة، أبرز جمال الدين الناجي عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس الرباط، في نفس الجلسة الافتتاحية للندوة، ان المغرب قد قطع أشواطا كبيرة في تطور التعامل مع التكنولوجيات الحديثة والرقمية، خاصة في مجال العلاقة ما بين الإدارة والمواطن، حيث يتأكد يوما بعد يوم المجهود ات المبذولة في هذا المجال.
وبعد أن استعرض التطورات المتسارعة للتكنولوجيات الحديثة في العالم وانعكاسها بشكل إيجابي على كل المجالات والميادين، أشار إلى أن هذه التطورات الرقمية تفتح للمواطن آفاق المشاركة والاقتراح عبر الوسائط والشبكات الاجتماعية، محذرا من الانخراط فيما هو سلبي،وذلك عبر استغلال هذه الثورة الرقمية في ممارسات لا تعود بالنفع على المواطن خاصة والبلاد عامة.
وفي هذا السياق، حذرعميد الكلية من تمييع التواصل السياسي عبر الاخبار الزائفة او المثيرة «الفاك نيوز» التي من شأنها بعث روح البلبة وتغليط الرأي العام، داعيا في هذا الاطار الجميع للتحلي باليقظة والحذر والتمتع بالروح النقدية.
كما أكد الهاني على أن هذه الندوة التي يشارك فيها خبراء من الجزائر وفرنسا وكندا والمغرب بمثابة ملتقى للنقاش وتبادل الخبرات لإغناء مدارك وقدرات الطلبة الباحثين في المجال والاستفادة ميدانيا من تجاربة مختلفة تساهم في تطوير أبحاثهم ودراساتهم في هذا المجال.