فقدت الأسرة الطبية 6 أطباء في أقل من أسبوع، بعد أن فارقوا الحياة متأثرين بتداعيات إصابتهم بفيروس كوفيد 19 الذي يواصل زحفه على الأجساد مؤديا إلى المزيد من الخسائر البشرية، متسببا في اتساع دائرة الحزن والألم والتداعيات المتعددة الأبعاد بشريا، صحيا، اقتصاديا واجتماعيا.
وشملت لائحة الضحايا الجدد للفيروس المنتمين للجسم الطبي الدكتور محمد سعيد الكوهن وهو طبيب عام في القطاع الخاص بالدارالبيضاء، والدكتور ابراهيم افروخ الاختصاصي في أمراض العيون بسطات، إلى جانب كل من الدكتورة ادريسي عمراوي طبيبة عامة في الرباط والدكتور محمد غيلان اختصاصي أمراض الجهاز التنفسي بآيت ملول، ثم الدكتور محجوب فليفلي الاختصاصي في جراحة العظام باليوسفية والدكتورة أمال البوساليمي الطبيبة العامة في الدارالبيضاء، فالدكتور عبد المجيد بودالي، الاختصاصي في جراحة العظام بفاس.
الأطباء الذين خلّف رحيلهم صدمة وألما واسعا في أوساط مهنيي الصحة بشكل عام، وكل الذين كانت لهم صلة بهم، زاد فقدانهم في تعميق الجراح التي يعاني منها كل العاملين في القطاع الصحي الذين يئنون تحت الضغط وباتوا مهددين بالموت في كل لحظة جراء الإصابة بالعدوى، التي تواصل انتشارها وتتسع رقعتها، والتي يشدد الجميع على أنه لا يمكن تحجيمها إلا بإطلاق حملة التلقيح الوطنية المرتقبة، حيث من المنتظر أن تشمل 127 ألفا من مهني للصحة بالقطاعين العام والخاص، على الصعيد الوطني، إلى جانب باقي الفئات المستهدفة الأخرى، للوصول إلى سقف 80 في المئة من المغاربة الملقّحين ضد الفيروس حتى يتسنّى تشكيل مناعة جماعية في مواجهة الفيروس والعودة إلى الحياة الطبيعية.
حملة وطنية للتلقيح ضد كوفيد 19، تركت وزارة الصحة تفاصيلها رهينة مواقع التواصل الاجتماعي والتخاطب الفوري، مما سمح بخلق وتناسل الإشاعات التي غذاها الترقب وصمت الوزارة التي لم تقدم أية توضيحات أو معطيات دقيقة بشأنها كما لم تحدد موعد انطلاقتها رسميا، مما جعل الكثيرين يعلنون عن مواعيد لم تتحقق، في الوقت الذي يواصل فيه الفيروس زحفه على أجساد المرضى مستغلا حالة واسعة من التراخي التي بات الجميع يعاينها في الشارع العام وفي مختلف الفضاءات التي تحتضن تجمعات بشرية مهمة، مما يزيد من العبء على المؤسسات الصحية وعلى مصالح الإنعاش والعناية المركزة على وجه التحديد؟