في بيان مشترك لاجتماع وزراء التحالف الدولي لهزيمة «داعش» المنعقد بمراكش

التحالف متحد في تصميمه على الحيلولة دون تذوق الأجيال القادمة مرارة المعاناة التي سببها تنظيم «داعش»

 

شدد المشاركون في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة داعش، الذي انعقد بمراكش يوم الأربعاء 11 ماي الجاري، على ضرورة التصدي للتهديد العالمي الذي يمثله تنظيم داعش من خلال تنسيق كلي وشامل للجهود التي تشمل مبادرات مقدمة من الفرق العاملة في التحالف، بما في ذلك الاتصالات، ومكافحة تمويل داعش، والمقاتلين الإرهابيين الأجانب وتحقيق الاستقرار.
ورحّب وزراء التحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش في البيان المشترك الصادر في ختام اجتماع مراكش، بعقد هذا الاجتماع في إفريقيا مؤكدين من جديد تصميمهم المشترك على مواصلة قتال التنظيم من خلال كل من الجهود العسكرية وتلك التي يقودها المدنيون، والتي تساهم في الهزيمة الدائمة للجماعة الإرهابية.
كما أقر الوزراء أهمية إيجاد حلول مستدامة للأسباب الجذرية للإرهاب والتطرف العنيف والتي تشكل تربة خصبة للإرهاب، وشددوا على أهمية ضمان الإدماج والمشاركة الهادفين للنساء، والشباب والفئات السكانية المهمشة الأخرى في هذه الجهود، ملاحظين الدور الحيوي للمجتمع المدني، بما في ذلك المنظمات النسائية والمنظمات التي يقودها الشباب، في منع ومحاربة الإرهاب والتطرف العنيف الذي يفضي إلى الإرهاب.
وأكد وزراء التحالف سوية على أولوية حماية المدنيين مشددين على ضرورة التمسك بالقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي، فضلاً عن قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، في جميع الظروف.
وجدد الوزراء التأكيد على أهمية تخصيص الموارد الوافية للحفاظ على جهود قوات التحالف والشركاء الشرعيين. كما أن الجهود التي يقودها المدنيون، بما في ذلك جهود الردع، تحقيق الاستقرار، مكافحة التمويل الإرهابي، الخطاب المضاد، مقاضاة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، وإعادة التأهيل وإعادة الدمج تمثل جميعها ضرورة متزايدة لتحقيق هزيمة دائمة لتنظيم داعش.
كما أكد الوزراء على الحاجة إلى تعزيز قدرات مكافحة الإرهاب، التي يقودها المدنيون في العراق، مشددين على ضرورة ضمان حلول مستدامة وطويلة الأجل لمقاتلي وعوائل تنظيم داعش في شمال شرق سوريا، بما يشمل الإجراءات القانونية المناسبة لضمان محاسبة المذنبين بارتكاب الجرائم.
وأكد المشاركون في اجتماع مراكش أن ضمان الهزيمة الدائمة للتنظيم في العراق وسوريا هو الأولوية الأولى للتحالف. وشددوا على أنه بالرغم من الانتكاسات الكبيرة التي عانت منها قيادة داعش على مدار السنوات الماضية، لا تزال الجماعة الإرهابية تواصل هجماتها في العراق وسوريا، مما يمثل تهديداً مستمراً، كما ظهر في الهجوم واسع النطاق على سجن الصناعة في شمال شرق سوريا في يناير 2022.
وأبرزوا وقوف التحالف مع الشعب السوري في دعم تسوية سياسية دائمة تماشياً مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254، ومواصلته دعم التعافي والاستقرار المحليين بشكل شامل في المناطق المحررة من تنظيم داعش بالإضافة إلى جهود المصالحة وإعادة الدمج لتأمين الظروف المواتية لحل سياسي للنزاع يشمل سوريا كافة بموجب ثوابت قرار مجلس الأمن رقم 2254.
كما أقرّ وزراء التحالف في البيان المشترك بالحاجة إلى مواجهة التهديد المتغير الذي يشكله تنظيم داعش في إفريقيا، ورحبوا بالاجتماعات الثلاثة الأولى لمجموعة التركيز الخاصة بإفريقيا، والتي عقدت في بروكسل، روما ومراكش. مبرزين أنه تحت رعاية التحالف الدولي، ستساند مجموعة التركيز الخاصة بإفريقيا قدرات مكافحة الإرهاب التي يقودها الأعضاء الأفارقة في التحالف، من خلال الاعتماد على التجارب في العراق وسوريا، وعبر الاستفادة من الدروس المستقاة من حملة هزيمة التنظيم، لصالح قارة إفريقيا حسب الاقتضاء. وتشمل هذه الجهود تبادل التقييمات حول تهديد تنظيم داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى في قارة إفريقيا، والتنسيق والتعاون بشأن الطرق الأكثر فعالية وكفاءة لمقاربة هذه القضايا، بما في ذلك تبادل المعلومات وإدارة الحدود بشكل استباقي. فضلاً عن مشاريع تحقيق الاستقرار، والردع ومنع التطرف. وشدد الوزراء على ضرورة أن تعمل مجموعة التركيز الخاصة بإفريقيا على تضافر الجهود والمبادرات الأخرى القائمة على الصعيد الدولي والإقليمي وشبه الإقليمي، لمكافحة الإرهاب في القارة الإفريقية.
وزراء التحالف أكدوا أيضا أهمية مواجهة القضايا الكامنة وراء انعدام الأمن في إفريقيا، مع التأكيد مجدداً على أن أي حل دائم يعيق توسع تنظيم داعش في هذه القارة سوف يعتمد بالأساس على السلطات الوطنية، فضلاً عن الجهود والمبادرات الإقليمية وشبه الإقليمية والتي تعترف بدوافع الصراع السياسية والاقتصادية وتتصدى لها.
كما لاحظ الوزراء بقلق نشر قوات من قبل شركات عسكرية خاصة مزعومة في الوقت الراهن في منطقة الساحل مما قد يزعزع الاستقرار ويزيد من هشاشة البلدان الإفريقية ويمهد الطريق لتنظيم داعش والمنظمات الإرهابية والمتطرفة العنيفة الأخرى في نهاية المطاف. ووجه الوزراء التحية لدولة بنين لانضمامها لتحالف هزيمة تنظيم داعش، ممَّا رفع عدد الدول الأعضاء إلى خمسة وثمانين.
وأقر الوزراء وجهة النظرة السائدة بأن جماعة داعش-خراسان تمثل تهديداً متصاعداً لمنطقة جنوب آسيا وآسيا الوسطى. وأدانوا بشدة هجمات داعش-خراسان المروعة خلال شهر رمضان وعطلة العيد في أفغانستان والتي استهدفت مدنيين، لا سيما مجموعات تنتمي إلى أقليات، وأكدوا أهمية البقاء عازمين في مواجهة تهديد داعش-خراسان في أفغانستان، من خلال الفرق العاملة في التحالف والمبادرات الفردية للدول الأعضاء من أجل ضمان هزيمة دائمة لتنظيم داعش في جنوب آسيا وآسيا الوسطى، وحيثما وُجدوا في هذا العالم.
كما أعرب الوزراء مجدداً عن التزامهم الدولي للناجين ولعائلات ضحايا جرائم تنظيم داعش، بمحاسبة قادة التنظيم والجناة فيه. وأقروا بأن الفظائع التي ارتكبها تنظيم داعش، بما في ذلك العنف الجنسي والعنف القائم على الجنس، تعتبر من أشد الجرائم الدولية خطورة.
وأكدوا أن التحالف متحد في تصميمه على الحيلولة دون تذوق الأجيال القادمة مرارة المعاناة التي سببها تنظيم داعش، معبرين عن عزمهم البقاء في منتهى الحذر، ضمن إطار التحالف لهزيمة تنظيم داعش ضد تهديد الإرهاب، بكافة أشكاله ومظاهره.
وانعقد هذا الاجتماع،  بدعوة مشتركة من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة وكاتب الدولة الأمريكي، أنطوني بلينكين، وحضره ممثلو 85 بلدا ومنظمة دولية، ناقشوا الجهود الجارية في الحملة الرامية لتحقيق الهزيمة الدائمة لداعش، وسبل مواصلة الضغط على فلوله في مختلف أنحاء العالم، ومنع عودة ظهور التنظيم في العراق وسوريا من خلال إرساء الاستقرار في المناطق المحررة فضلا عن مواجهة شبكات التنظيم في القارة الإفريقية وأماكن أخرى، كما انكب المشاركون على تقييم الأولويات ذات الصلة بالاستقرار والمقاتلين الإرهابيين الأجانب وتمويل مكافحة داعش.


الكاتب : مكتب مراكش: عبد الصمد الكباص

  

بتاريخ : 13/05/2022