في تظاهرة نوعية قادتها جامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء : أسبوع لإدماج الطلبة في وضعية إعاقة ومواكبتهم وتذليل الصعاب أمام مسيرة تكوينهم

أكدت الدكتورة فاطمة الزهراء علمي، نائبة رئيس جامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء، المكلفة بالشؤون الأكاديمية والحياة الجامعية، أن النسخة الأولى من الأسبوع الجامعي للإدماج الذي نظمته الجامعة، عرف برمجة مجموعة من الأنشطة والورشات التي احتضنتها كل المؤسسات التابعة لها، مبرزة أن هذه الخطوة تندرج ضمن المخطط الاستراتيجي لتحويل منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بغاية تكريس دعائم المسؤولية المجتمعية للجامعة، التي تعد ركيزة أساسية لتعليم سوي ودامج.
وأوضحت المتحدثة خلال تصريح لها، بأن من بين مخرجات هذا الأسبوع الجامعي، التوصل إلى خطة طريق ترتكز على التنظيم السنوي للتظاهرة، تحتضن دورات تكوينية للمرافقين، مع اقتراح تعميم المبادرة على الصعيد الوطني، وتفعيل ميثاق المسؤولية المجتمعية لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء بصفة دورية. وينضاف إلى ذلك، توصيات فعلية تتعلق بإحداث نظام داخلي يخص تدبير الامتحانات بالنسبة للطلبة في وضعية إعاقة، تأسيس ميثاق الطالب، ذكورا وإناثا، المتطوع المرافق للطلبة في وضعية إعاقة أثناء اجتيازهم للامتحانات، مع إجراء جرد شامل للطالبات والطلبة في وضعية إعاقة وتحديد نوعية الإعاقة لمواكبتهم بصفة خاصة ومستمرة، علما أن الطموح يستشرف مأسسة مواكبة هؤلاء الطلبة في كل المؤسسات التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، تضيف نائبة رئيس جامعة الحسن الثاني.
من جهته، أوضح الدكتور داني عادل، مكلف بمهمة حياة الطالب والإدماج برئاسة جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن أسبوع الإدماج كشف عن تشبث الطالبات والطلبة في وضعية إعاقة بالعمل والتحدي وامتلاكهم للمهارات والقدرات الكافية ليساهموا بدورهم في تنمية بلدهم. وأبرز المتحدث أنه من الخلاصات الأساسية للتظاهرة العمل على المأسسة العاجلة لإدماج الطالبات والطلبة في وضعية إعاقة، وتأسيس فضاء التحديات والمهارات والقدرات في كل المؤسسات الجامعية، حيث تبعا لمخرجات التظاهرة، فقد قرر رئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، بشكل عاجل، تكوين طلبة متطوعين لمرافقة الطالبات والطلبة في وضعية إعاقة أثناء اجتيازهم للامتحانات ووضع نظام داخلي لتنظيم مواكبة هذه الفئة من الطلبة في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.
وأكد المنظمون على أن الأسبوع الجامعي للإدماج، الذي تم وصفه بالتظاهرة النوعية والمتميزة، كان من بين أهدافه توفير فضاء جامعي دامج وآمن ومحترم للجميع، ومعزز للنماء والتعلمات، تفعيلا لميثاق المسؤولية المجتمعية للجامعة، بخصوص المحور الرابع المتعلق بـ «الولوج، الإدماج والحياة الجامعية»، مع رفع مستوى الوعي لدى الطالبات والطلبة والأطر البيداغوجية والإدارية والتقنية حول أهمية دمج الطلبة في وضعية إعاقة، إلى جانب توعية وتحسيس الطالبات والطلبة بأهمية إدراج دمج الطلبة في وضعية إعاقة. وأكدت الجامعة على أن تراهن على عملية تسهيل إدماج الطالبات والطلبة في وضعية إعاقة، لمساعدة هذه الفئة على تجاوزها العراقيل التي تحول دون تفوق بعضها أكاديميا، رغم إرادتها القوية والدعم الأسري الذي تتلقاه ليتمكن ذوو الاحتياجات الخاصة من متابعة دراستهم وحصولهم على شهادات جامعية بنتائج جد مشرفة.
وبالموازاة مع ذلك، سعت التظاهرة لتاكيد مواكبة دائمة ومستمرة للطالبات والطلبة في وضعية إعاقة، خلال مجموعة من المحطات داخل الجامعة، ويندرج ضمنها مرحلة التسجيل، متابعة الدروس، والامتحانات، والأنشطة الطلابية، والولوج إلى مختلف المرافق، إلى جانب إجراء تقييم ظروف استقبال ومواكبة الطالبات والطلبة في وضعية إعاقة عبر توفير الولوجيات، وتيسير المساطر الإدارية للاستقبال والمواكبة.
ومن فعاليات التظاهرة، التي ساهمت فيها مكونات الجامعة، لاسيما لجنة الشؤون الثقافية والرياضية والاجتماعية، قسم الشؤون الطلابية وحياة الطالب، تنظيم حلقات نقاش، ندوات، موائد مستديرة، دورات وورشات تكوينية وتثقيفية وتربوية حول أهمية دمج الطالبات والطلبة في وضعية إعاقة بالوسط الجامعي، ومنها أنشطة المحاكاة التي تحمل شعار «عش إعاقتي» في محاولة لتجربة جزء من يوميات شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة. وينضاف إلى هذه الأنشطة، أيضا، تنظيم مسرحيات، رسوم، موسيقى، رياضة، ومسابقات متنوعة محلية أو على مستوى الجامعة، مع إشراك وسائل الإعلام المحلية والجهوية والوطنية للمساهمة في عملية في التحسيس.
وجاءت هذه المبادرة، التي تستهدف فئة وشريحة من المجتمع الطلابي التي تستحق كل الاهتمام؛ في إطار تفعيل المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، المعروف اختصارا بـ (Pacte ESRI 2030) ولمشروع تطوير الجامعة؛ كمحاولة لتكسير بعض الصور النمطية وإزالة التمييز عن هذه الفئة، عبر تغيير النظرة حولها، وبالتالي التحسيس ورفع الوعي بأهمية تغيير سلوكيات المجتمع تجاهها ووضعها في محيطها الطبيعي حتى تتساوى في الاستفادة من جميع الحقوق والواجبات كسائر الطلبة.


الكاتب : عادل الدكالي

  

بتاريخ : 04/01/2024