في تقرير حول «المنهج الدراسي المغربي.. التعليم في خدمة التسامح»:

المناهج المغربية تعزز صنع السلام والتسامح مع اليهود

أشارت نتائج دراسة دولية حديثة إلى أن اليهود واليهودية هما أحد الموضوعات الأساسية للمنهج المغربي الدراسي الذي يؤكد، بشدة، على قيم التسامح والسلام. على وجه الخصوص، مبرزة أن الكتب المدرسية المغربية تعلم التلاميذ المغاربة منذ المراحل الأولى للتدريس أن الجالية اليهودية جزء لا يتجزأ من المغرب مما يدل على التعايش القديم بين الأديان المختلفة.
وخلص التقرير الجديد المعنون «المنهج الدراسي المغربي: التعليم في خدمة التسامح»، والذي صدر حديثا عن معهد رصد السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي(IMPACT-SE) أن المناهج المغربية تعزز صنع السلام والتسامح مع اليهود معتبرا أن المغرب بمثابة مثال على «التسامح الديني والتعايش» دون المساس بـ «الهوية الإسلامية»، موردا عدة أمثلة عن التسامح في المنهج المغربي، حيث سلط الضوء على أن التلاميذ يدرسون في هذه المناهج تفسيرات لمفهوم التسامح المرتبط بـ «حقوق الإنسان العالمية والتعاليم الإسلامية والهوية المغربية».
التقرير شدد على أنه يتم التأكيد داخل الفصول الدراسية المغربية على السلام باعتباره عنصرًا أساسيًا في «العلاقات الإنسانية المحترمة»، وكمبدأ أساسي «للسياسة الوطنية للمغرب».
وأوضح ذات التقرير أن اليهود واليهودية هما أحد الموضوعات الأساسية للمنهج المغربي، وقال «يتم تمثيل الجالية اليهودية المغربية وممارساتها واليهود المغاربة بشكل متكرر ومدروس».
ووفقًا للتقرير، فاليهود المغاربة يتم الإشارة إليهم على أنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع المغربي ويتعرف المتعلم على المطبخ اليهودي والأعياد والموسيقى والقصص حول حنين اليهود إلى المغرب، حيث يتم تقديم اليهود «بطريقة عاطفية وحنونة»، و»يتم تجنب الصور النمطية المعادية للسامية أو تخريبها إلى حد كبير».
ودرس التقرير 127كتابًا مدرسيًا وطنيًا مغربيًا نُشر بين عامي 2013 و 2022 وحللها وفقًا لمعايير اليونسكو للتثقيف في مجال السلام والتسامح والدعم المستمر مبرزا أن المغرب أيد بقوة عدة مبادرات لتعزيز الروابط مع الجالية اليهودية المغربية.
كما أكد التقرير أن المنهج الدراسي المغربي يلتقي على نطاق واسع والمعايير الدولية للسلم والتنمية والتسامح، كما أنه بذل جهودا متضافرة لتنمية الاحترام لمختلف المجموعات في المجتمع المغربي.
في عام 2018، كرر جلالة الملك محمد السادس رغبة المغرب ليس فقط في محاربة معاداة السامية، ولكن أيضًا في تعزيز التسامح الديني والانفتاح في المدرسة، مشددا على أهمية التعليم في تعزيز السلام ومكافحة الأيديولوجيات العنصرية.
وكان جلالة الملك محمد السادس، قد أكد في أحد خطاباته على أنه بصفته ملكا للمغرب وأميرا للمؤمنين فإنه مؤتمن على «ضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية»، مردفا «وأنا بذلك أمير جميع المؤمنين على اختلاف دياناتهم».
وأضاف «بهذه الصفة لا يمكنني الحديث عن أرض الإسلام وكأنه لا وجود هنا لغير المسلمين فأنا الضامن لحرية ممارسة الديانات السماوية، وأنا المؤتمن على حماية اليهود المغاربة والمسيحيين القادمين من الدول الأخرى الذين يعيشون في المغرب».
يذكر أن معهد رصد السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي
(IMPACT-se) هو منظمة دولية للبحوث والسياسات ترصد وتحلل التعليم في جميع أنحاء العالم. وتستخدم المعايير الدولية للسلام والتسامح واللاعنف، المستمدة من إعلانات وقرارات اليونسكو، لتحديد الامتثال والدعوة إلى التغيير عند الضرورة.

 


الكاتب : خديجة مشتري

  

بتاريخ : 24/02/2023