في جولة بسوق «حد السوالم» .. «التهاب» أسعار الخضر يغضب المتسوقين واختناق مروري يضاعف المعاناة

 

كلما حل شهر رمضان المبارك إلا وتتزايد أعداد قاصدي مختلف الأسواق، سواء الحضرية منها أو القروية. إقبال تختلف وتيرته عن باقي شهور السنة، حيث الجميع يسعى لاقتناء حاجته من المواد الغذائية الأساسية من خضر وفواكه وحلويات ومنتجات خاصة بشهر رمضان، الذي تتزين فيه المائدة المغربية بشتى أنواع المأكولات… هنا نموذج لأحد هذه الأسواق، وهو السوق الأسبوعي» أحد سوالم» الذائع الصيت.

ازدحام مروري وإقبال ملحوظ

المتجول في مدينة حد سوالم خصوصا يوم الأحد، الذي يصادف انعقاد السوق الأسبوعي، يندهش لما تعرفه المدينة من ازدحام شديد وانتشار للباعة الذين يحتلون جنبات الطريق، وتتحول الممرات إلى مواقف للسيارات والدراجات النارية وسيارات النقل المزدوج، إضافة لمحطة أصحاب سيارات الأجرة الكبيرة القادمة من مختلف المناطق باتجاه السوق، ما يتسبب في اختناق شديد لحركة السير والجولان.
يعتبر السوق الأسبوعي «حد سوالم «من بين أشهر الأسواق المغربية، حيث يستقطب العديد من الزوار والباعة والمشترين، فمساحته الشاسعة التي تقدر بحوالي 3 هكتارات، تجعل منه وجهة أساسية لسكان المنطقة والمناطق المجاورة للتبضع واقتناء ما يلزمهم من مستلزمات ومواد متنوعة ، خاصة خلال شهر رمضان، كما أنه فضاء لتجمع عشرات الباعة و»البقالة» والعديد من» الفراشة» لمزاولة تجارتهم.
وتفضل العديد من الأسر المغربية التوجه إلى هذا السوق الأسبوعي من أجل اقتناء حاجياتها الرمضانية من خضر وفواكه ولحوم وقطاني وتوابل وغيرها، علما بأن «حد سوالم» يتموقع في مكان استراتيجي يجعل منه نقطة مركزية تستقطب العديد من المتسوقين داخل المنطقة وخارجها، سواء من مدن الدار البيضاء والجديدة وبرشيد وغيرها.

أسعار مرتفعة ومتسوقون غاضبون

أثناء تواجدنا بالسوق، كان لنا اتصال ببعض التجار الذين صرح بعضهم بأن «هناك زيادة في أسعار الخضر خاصة الطماطم التي يصل سعرها إلى 7 دراهم والبصل 6 دراهم والبطاطس 7 والجزر 4 دراهم والفلفل 10 دراهم للكيلوغرام الواحد»، مضيفين «أن هذا الأمر راجع إلى ارتفاع الطلب على هذه المنتوجات الفلاحية خلال شهر رمضان».
وربط بعض مهنيي القطاع الفلاحي هذا الارتفاع في الأثمان « بارتفاع تكلفة النقل الراجع إلى ارتفاع أسعار المحروقات وتأخر التساقطات المطرية، ما أدى إلى زيادة تكلفة إنتاج الخضر والفواكه».
وبشأن «التهاب» الأثمان، عبر عدد من المتسوقين الذين صادفناهم في السوق الأسبوعي عن غضبهم واستيائهم «جراء الارتفاع الواضح في أسعار الخضر الذي وصل إلى 50 بالمئة، مقارنة مع أيام سابقة عن حلول شهر رمضان حيث كان سعر الطماطم 3.5 دراهم والبصل ب4 دراهم والجزر بدرهمين» يقول بعضهم.
وقال أحد المواطنين قدم من الدار البيضاء: «إن أسعار الخضر والفواكه مرتفعة جدا وقد تتجاوز الضعف ودائما ما يحدث هذا في رمضان الذي يفترض أن تكون الأسعار فيه أقل» مستغربا «من هذا الارتفاع غير المبرر في هذا الوقت، وفي هذه الظرفية الضاغطة على الأسر».

من أجل تشديد المراقبة

لقد سبق لوزارة الداخلية أن أعلنت، نهاية الشهر الماضي، عن» إحداث لجنة مركزية تضم جميع القطاعات الحكومية المعنية للعمل بشكل متواصل طيلة شهر رمضان الكريم على تتبع مسار عملية المراقبة ووضعية الأسواق ومعالجة الإشكالات، بتنسيق مع المتدخلين المحليين .» كما تقررت إعادة العمل، خلال شهر رمضان بالرقم الهاتفي الوطني 5757، «الذي يمكن من خلاله للمواطنين بمختلف مناطق البلاد ربط الاتصال بخلايا المداومة المحدثة بالعمالات والأقاليم، من أجل تقديم شكاياتهم وملاحظاتهم بشأن تموين الأسواق وجودة وسلامة المنتجات والمواد المعروضة للبيع والأثمان، والإخبار بحالات الغش المحتملة والممارسات التجارية غير المشروعة التي تتطلب تدخلا لمصالح المراقبة».


الكاتب : أنوار التازي

  

بتاريخ : 10/05/2019