في حق المنطق.. وحق العقل : الشوباني : قل خسرت… وهنينا !

 

الحبيب الشوباني ، من السياسيين الفريدين في عصرنا، فهو وحده الذي يخسر معركة انتخابية تعبأ له ، روحا وسلاحا، ثم يخرج إلى العلن ليعلن .. الفوز!
ولم يكتف بالحديث إلى نفسه في هذا الأمر، بل نشره على الملأ، إذ كتب يقول« إن الرابح الأكبر من هذا الوضوح في المشهد الحزبي والسياسي في المستقبل القريب ( الانتخابات العامة المقبلة ) والبعيد ( تشكل حياة سياسية جديدة على أساس عروض سياسية جديدة) طرفان اثنان : »المجتمع الرشيدي» الذي سيتمتع بوضح أكبر في تحديد مواقفه الانتخابية بدون تردد ولا لبس︎وحزب العدالة والتنمية صاحب العرض السياسي الأوضح أمام المجتمع«
وذهب إلى أبعد من ذلك، عندما حرم الفائز من فوزه، وتوعد الجميع بالنصر القريب، بل إن الهزيمة عتبة ، لا شك فيها أن حزبه يتصدر المشهد السياسي!
يقول الشوباني« ستشكل نتائج اقتراع 7 يناير دعامة لتعزيز تصدر الحزب للمشهد السياسي، ما لم يظهر عرض سياسي أقوى، يتجاوز من حيث قوة إقناعه التنظيمي والسياسي والتنموي «العرض القبلي» ، و»عرض الأعيان» المجتمعين أو المتفرقين«.
وللعلم فقط، فإن ما سماه العرض القبلي وعرض الأعيان، حققا ، مجتمعين قرابة واحد وعشرين ألف صوت، مقابل تسعة ألاف لمرشحه.
ولعلها رياضيات القرن الواحد والعشرين القادمة، هي التي تجعل من حصل على أقل رقم، هوالذي يتصدر المشهد.
ربما يكون ذلك برياضيات مقلوبة، تبدأ من … الخلف!
هل يعقل بالفعل أن نناقش الشوباني بالعقل والحجة ، ونحن نري هكذا تنطعا في حق العقل والمنطق والسلامة الذهنية؟
يقر الشوباني بأن كتلة مهمة من الذين ساندوه لم يتجشموا عناء التحرك إلى صناديق الاقتراع، وعوض أن يستنتج ما يجب استنتاجه أنهم لم يعودوا يصدقون كلامه ووعوده، وأنهم تلقوا الصدمة من حزبه، فهو يعتبر ذلك، في قفزة نظرية غريبة .. هدية لحزبه.
ايه نعام السي، فهو يعتبر بأن هذا الواقع «هدية ثمينة ستكون وقودا لوعي جديد ..«.
لقد انتهى به المطاف متخصصا في .. المحروقات، لكنه لا يرى الحريق الذي شب في جلبابه، وذهب يبخس الأحزاب السياسية الأخرى ويخندقها كما يهوى.. وكأن الديموقراطية نظرية تنتظر رئيس جهة تافيلالت لكي يثبتها، وليس صناديق الاقتراع، التي تحل كل المعضلات التي تؤرق روحه!


الكاتب : حمدان بوعضة

  

بتاريخ : 13/01/2021