في خطوة تمييزية بين الجنسين .. الغدة الدرقية عند النساء غير معترف بها كمرض مزمن خلافا للذكور

 

لم تكن إحدى المريضات تعتقد أن التمييز السلبي بين الجنسين موجود حتى في المرض، الذي يمكن تصنيف أحد أنواعه مرضا مزمنا عند الذكور في حين يتم استثناء الإناث من ذلك ويتم التعامل معه على أنه مرض عاد كباقي الأمراض الأخرى التي لا تتطلب فحصا وعلاجا منتظمين.
حقيقة وقفت عليها مصابة باختلال في وظيفة الغدة الدرقية الأمر الذي تطلب منها منذ 3 سنوات كاملة عرض نفسها على الطبيب المختص كل 3 أشهر بعد أن تجري مجموعة من التحاليل لكي تراقب تطور المرض وتقدم العلاج من عدمه، وهي المسيرة المرضية التي تتواصل فصولها ولم تتوقف لحد الساعة بالنظر إلى أنها ملزمة باستعمال الأدوية واتباع نفس الخطوات العلاجية. وضع دفع المعنية بالأمر إلى محاولة ملء ملف المرض المزمن، وهي المنخرطة في نظام “كنوبس”، حتى يمكنها استرداد المصاريف العلاجية الباهظة الكلفة في زمن معقول، والتعامل مع وضعها الصحي كمريضة مصابة بمرض مزمن، تترتب عنه كافة التدابير المعمول بها في هذا الصدد، ومن بينها الاستفادة من التلقيح في إطار الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كوفيد، إلا أن هذا الأمر لم يتحقق وتبين على أنه صعب المنال ويصطدم بخاصية فريدة هي عنوان على كل تمييز؟
وبحسب ما تتبعت “الاتحاد الاشتراكي” تفاصيله، فإن المريضة لم تتمكن من تصنيف حالتها ضمن خانة الأمراض المزمنة بالنظر إلى أن اختلال وظيفة الغدة الدرقية وأدائها مصنف كمرض مزمن عند الذكور فقط وهذا الأمر ليس متاحا للإناث، وجاء هذا الجواب صادما في زمن الارتقاء بحقوق النساء وعلى بعد أيام من يومهن الأممي، والانفتاح على آفاق أرحب لمقاربة النوع، لتستمر المعاناة بكافة فصولها ويتم حرمانها ومن هن على شاكلتها من حقوق قد تكون متاحة للغير وتمت مصادرتها منهن، بسبب تمييز وصلت عناوينه وطالت حتى المرض الذي لم يسلم من ذلك.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 06/03/2021