في دورة تكوينية لفائدة الأئمة والمرشدين بخنيفرة

تنزيل مهمة الإرشاد الديني بشكل ناجع يتماشى وسماحة الاعتدال

 

في إطار برامج وميثاق التأهيل الجيد للشأن الديني وتقوية قدرات أئمة المساجد والمؤطرين الدينيين، وصقل مردوديتهم وتمكينهم من التكوين العلمي الملائم، بادر المجلس العلمي المحلي لخنيفرة، ضمن أنشطته التأطيرية، إلى تنظيم دورة/ ندوة تكوينية، بمقره الرئيسي،يوم الأربعاء 30 يونيو 2021، في موضوع: «مهمة الإرشاد الديني وآليات التنزيل»،والتي قام بتسيير أشغالها، عضو المجلس ذ. عباس أدعوش، وذلك لفائدة الأئمة المرشدين والمرشدات، بغاية تأهيلهم للقيام بوظائفهم الدينية بالسبل الناجعة، وإرشادهم إلى القواعد الموحدة التي تتماشى والأمن الروحي وسماحة الاعتدال، وحماية الدين الإسلامي وحرمة المساجد من المغرضين والمتشددين.
من جهته، أكد رئيس المجلس العلمي المحلي، د. المصطفى زمهنى، على «أن مهمة الإرشاد الديني تسعى إجمالا إلى «تحقيق أمرين، هما التحصين من كل دخيل مشوش على فكر الأمة وعقيدتها ، سواء كان دينيا أو لا دينيا، والتنمية في ارتباطها بما يفيد أن منجم الدين غني بالقيم الدافعة إلى الاجتهاد وعمارة الأرض»، لافتا إلى ما يؤطر عمل المرشد والمرشدة من خلال «ثلاثة محاور أساسية، هي :التمييز بين الدين، وهو الشرع الكامل المطلق المستوعب للإنسان في الزمان والمكان، والتدين باعتباره كسباً بشريا بحسب طاقة الإنسان ووسعه، وهو نسبي ناقص يختلف باختلاف الزمان والمكان والإنسان»،مذكرا بأن الغاية من الدين هي»تحقيق الحياة الطيبة للإنسان من خلال ركنين أساسين لا يقلان عن الإيمان والعمل الصالح وضرورة الفقه السليم والفهم السديد في التدين الصحيح»، ومن ذلك يتعين على المرشد «استحضار جملة من أنواع الفقه، ومنها أساسا فقه النصوص، فقه الواقع، فقه المآل، فقه المقاصد، فقه السنن، فقه الاختلاف، فقه الموازنات، فقه الأولويات…». كما شدد المتدخل على أهمية تقوية العدة العلمية والمهارية للمؤطر(ة) الديني(ة)، وإغنائها بما يكفي لضمان تأثير العمل وظهور جدواه على الواقع، تمثلا واقتداء واهتداء».
عضو خلية المرأة وقضايا الأسرة بالمجلس العلمي المحلي،ذة. سعيدة الفقير، انطلقت في مداخلتها، من تقديم «المطلب التواصلي بالحديث وأهمية الحضور المستمر للتفكير النقدي المؤسساتي والفردي بغاية الارتقاء بجودة الخطاب الديني»، وللتواصل من أجل تحصين مكونات الشأن الديني الملتزم بالثوابت ومبادئ الأمة المغربية»، وهو»الهاجس الحاضر مؤسساتيا في أنشطة وبرامج التكوين المستمر التي يحرص المجلس العلمي على ان يخص بها الفاعلين الدينيين، والحاضر في الفاعل الديني بمتابعته ومراجعته وتقييمه للمادة الإرشادية وتثمين مكتسباته وتعزيزها بأسباب الارتقاء والكمال الممكنين»، مستعرضة «الشروط التواصلية المطلوبة في أداء الفاعل الديني»، وفي مقدمتها «المحتوى المعرفي المتقن القوي بعدته العلمية الشرعية والمهارية، والخبرة الكافية بمضمون الخطاب وأحوال المخاطبين ومداركهم ومستوياتهم المعرفية واحتياجاتهم، ومراعاة السياقات والمناسبات والأزمنة والأمكنة»، مع «ضبط الأهداف المرجوة من الرسالة وحيزها الزمني وشروط المقدمات وآليات الخطاب ولغته اللفظية والإشارية، وعوائق التواصل»، وهو ما يبرز أهمية اللقاءات التكوينية في تمكين الفاعلين الدينيين من الإطار الشرعي لعملهم، والاضطلاع بمهمتهم في التوعية والتوجيه وصون وظائف وحرمة المساجد.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 06/07/2021