نظم نادي إيكوسبور بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير الدارالبيضاء، السبت والأحد الأخيرين، تظاهرة رياضية تنوعت فقراتها ما بين إجراء منافسات رياضية شارك فيها 150 طالبة في ست أنواع رياضية، وتنظيم ندوة فكرية تمحور موضوعها حول تحديات الرياضة النسوية.
الندوة التي أقيمت صباح يوم السبت بقاعة الندوات بالمدرسة الوطنية للتجارة
والتسيير الدارالبيضاء، ناقشت موضوع المرأة المغربية والرياضة والألعاب الأولمبية وتاريخ مشاركة المرأة المغربية في دوراتها السابقة، وحضرتها بطلات سابقات شاركن في الألعاب الأولمبية وفي البطولات العالمية وضعن الحضور أمام تجاربهن ومساراتهن. واختتمت الندوة بتكريم مجموعة من الفعاليات الرياضية والإعلامية، كما تم الاحتفاء بالبطلة السابقة زهرة العلوي اليزيدي قيدومة الرياضة المغربية (82سنة) التي وقف الحضور لفترة طويلة تحية لها ولمسارها الذي فاق الستين سنة في خدمة الرياضة المغربية.
الندوة أطرتها نخبة من البطلات تقدمتهن ثريا أعراب بطلة الجمباز والكرة الطائرة السابقة، والتي قدمت عرضا مفصلا معززا بشريط صور تطرقت فيه لمسار المرأة المغربية وعلاقتها بالرياضة. كما تحدثت كريمة صلاح الدين البطلة السابقة في رياضة سباق الدراجات عن قيمة الممارسة الرياضية، وما يمكن أن تمنحه للرياضي، كما ألقت الضوء على حياتها الرياضية التي بدأتها في السبعينيات من القرن الماضي. بدورها، تناولت نزهة الرحماني الرياضية المتميزة في الكراطي والمقاولة الناجحة في إدارة الشركات، علاقة الرياضة ودورها الإيجابي في تحقيق النجاح في المجال المقاولاتي. وحكت نجوى عوان عن تجربتها القاسية وكيف تعرضت لبتر رجلها، وكيف تحول الألم إلى مصدر انطلاقة جديدة في حياتها، بعد أن اقتحمت الرياضة ونجحت في البصم على مسار متميز حصلت خلاله على لقب البطولة في افريقيا وجعلها مرشحة للمشاركة في الألعاب البراأولمبية القادمة في رياضة التنس على الكراسي المتحركة.
وتابع الحضور باهتمام مداخلة زهرة العلوي اليزيدي وحكايتها مع الرياضة التي بدأتها منذ بداية الخمسينيات، وكيف لاتزال عاشقة للرياضة تمارسها باستمرار رغم تقدمها في السن ورغم بلوغها 82 سنة من العمر.
جريدة «الاتحاد الاشتراكي» حضرت أشغال الندوة، واستقت ارتسامات وآراء مجموعة من الفعاليات المشاركة فيها.
اسماعيل القباج مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير جامعة الحسن الثاني الدارالبيضاء: «في إطار أنشطتها المعتادة، المدرسة الوطنية بشراكة مع نادي إيكو سبور وهو نادي من بين 18 نادي بالمدرسة،ينظم اليوم الملتقى الأول للرياضة النسوية الجامعية بمناسبة عيد ميلاد الاميرة لالة خديجة.
هو نشاط رياضي ضمن سلسلة من الأنشطة التي دأبت المدرسة ونادي ايكو سبور على تنظيمها طيلة السنة في أفق المشاركة أيضا في ملتقى الرياضة الجامعية الذي ينظم كل شهر أبريل من كل سنة في مدينتي بنسليمان وبوزنيقة.
نشاط اليوم موجه بشكل خاص للطالبة المغربية وهو مناسبة نحتفي من خلالها بالمرأة المغربية الرياضية. في هذا الباب، نؤكد أننا نفتخر بتاريخ الرياضة النسوية المغربية، فالمرأة المغربية أتثبت عبر التاريخ أنها جديرة بالاحترام والتقدير لكل ما قدمته للرياضة الوطنية ولعل السيدة نوال المتوكل ستظل النموذج المثالي وهي التي قادت الحركة النسائية الرياضية وطنيا وعربيا وقاريا بل وعالميا..وحتى بعد اعتزالها ظلت حاضرة بقوة من خلال توليها مناصب قيادية عليا ..اليوم في هذا اللقاء، نتشرف باستقبال البطلة زهرة العلوي اليزيدي الحائزة على بطولة المغرب للتزحلق على الجليد في عام 1961 والتي تعتبر قيدومة الرياضة النسوية ما يعني أن الرياضة النسوية ليست وليدة اليوم بل تاريخها يعود لعقود خلت.
الدكتور عبد الرحيم غريب: باحث في الرياضة وأستاذ بالمدرسة: في المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالدارالبيضاء ،وبالإضافة إلى قطب التدريس والتكوين والإعداد لسوق الشغل وقطب خاص بالبحث العلمي، توجد أندية للطلبة تقوم بعدد من الأنشطة تهدف إلى الترفيه وإلى تكوين الشخصية. هذا إلى جانب أنها تمنح للطلبة فرصة تحويل ما يتلقونه في الدراسة الى أرض الواقع. من هذه الأندية نادي ايكو سبور النشيط جدا الذي ينظم كل سنة الملتقى الرياضي في شهر أبريل وهذه السنة وبعد نجاحه في تنظيم سباق سبع كيلومترات بعين السبع بالدارالبيضاء، وهذه السنة اختار التوجه نحو العنصر النسوي والرياضة التظاهرة التي ينظمها اليوم يمتزج فيها ما هو فكري وما هو رياضي.
من حسن حظنا في المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالدارالبيضاء أن نادي ايكوسبور أخد على عاتقه خلق ديناميكية رياضية وأقولها بصراحة لو لم يكن هناك وجود لهذا النادي لغابت الرياضة في المدرسة. المشكل الذي يواجهه التعليم العالي على مستوى الممارسة الرياضية بشكل سليم هو النقص المسجل حول البنية التحتية وغياب الملاعب وكذا التأطير ومشكل الغلاف المالي المخصص للرياضة. في هذا الإطار، يجب أن نعترف بمدى أهمية الدور الذي تقوم به الجامعة الملكية المغربية للرياضة الجامعة التي أوجه بالمناسبة تحية تقدير لأطرها بالرغم من أنها تحتاج فعلا للإمكانيات ولشروط أفضل للعمل.
أتمنى أن تمنح لجامعة الرياضة الجامعية الأولوية والاهتمام بمنحها الشروط الأفضل لأن الطالب لا يمكن أن ينجح في خدمة بلده دون أن يتفوق دراسيا ورياضيا في نفس الوقت.
الدكتورة أمينة عزمي: «في إطار افتتاح المؤسسات الجامعية والمدارس العليا على محيطها السوسيو اقتصادي،تنظم مثل هذه التظاهرة التي تدخل في سياق تكوين شخصية الطالب. مثل هذا اللقاء الفكري مع فعاليات رياضية وإعلامية وباحثين يزيد إيجابيا في تكوين الطالب، وكذا هي تكملة لما يتلقاه الطالب في مجال التدريس والتكوين والتأطير. الطالب عندما يأخد على عاتقه تنظيم مثل هذه التظاهرة، هي فرصة أمامه لتعلم كيف يشتغل في إطار المجموعة والفريق يرفع التحدي ويتجاوزكل العراقيل وهذا ما تسعى إليه المدرسة لترسيخه لدى الطالب.»
رانيا البوخاري طالبة بالمدرسة وعضو اللجنة المنظمة: «ننظم هذا النشاط الفكري والرياضي في إطار الاحتفال بذكرى مولد الأميرة الجليلة لالة خديجة وهي فرصة لنادينا ايكوسبور من أجل تطبيق برنامجها الرياضي السنوي بموازاة أنشطة المدرسة في الجانب الاقتصادي. هذه السنة اخترنا موضوع المرأة المغربية والرياضة لما يمكن أن يقدمه هذا الموضوع من أمور مفيدة لنا نحن الطلبة خاصة أنها مناسبة استمع خلالها الحاضرون لمداخلات بطلات سابقات منحن عبر سرد مساراتهن النموذج الجيد الذي يجب أن يحتدى به .
الرياضة في المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير حاضرة بقوة في مناهجها ومقرراتها حيث هناك شعبة خاصة بالرياضة والتسيير. بعيدا عن هذه الشعبة، لدى الطلبة علاقة بالرياضة من خلال نادي ايكو سبور الذي يشرف على تنظيم مثل هذه التظاهرات الرياضية.
نتشرف باستضافة بطلات مغربيات سابقات يتوفرن على مسارات متميزة في الرياضة ممارسة وتسييرا ومن هذا المنبر أود باسمي ونيابة عن اللجنة المنظمة وإدارة المدرسة وطميه الطلبة والعاملين والأدر التدريسية أن نقدم لهن كل التقدير ونشكرهن على تلبية الدعوة ومشاركتنا في هذا الملتقى.
نجوى عوان بطلة افريقيا للتنس على الكراسي المتحركة: «أنا سعيدة جدا بالمشاركة في هذا الملتقى الطلابي.. هي فرصة تعرف من خلالها الطلبة الحاضرون في القاعة على تفاصيل مساري الرياضي والحياتي في نفس الوقت، وركزت فيها على الدور المؤثر للرياضة في حياتنا، وكيف أنه بفضل الرياضة يمكن بناء حياة جديدة أخرى كلها أمل وإقدام وتفاؤل. تجربتي في الحياة كانت قاسية جدا، في عز انطلاقتي في عوالم الرياضة، أتعرض لعضة كلب ولخطأ طبي أضطر معه لفقدان رجلي… عشت فترات عصيبة تدمرت نفسيتي ولم أعد أطيق فيها الحياة، لكني عدت للحياة بفضل الرياضة، واصلت بعدها تحصيلي الدراسي ونجحت في الحصول على شهادة الإجازة في شعبة الرياضيات التطبيقية، وفي نفس الوقت بحثت عن تحقيق الألقاب والبطولات في تنس الكراسي المتحركة، ونجحت في ذلك، فقد تأهلت وشاركت في بطولة العالم في 2016، وتأهلت للمرة الثانية لنفس البطولة العالمية التي تقام هذه السنة في البرتغال وظفرت بلقب بطولة افريقيا قبل أسبوع، ومرشحة للتنافس على نيل بطاقة الباراأولمبياد. اليوم وخلال الندوة، قلت للطلبة، الرياضة فاعل أساسي للحياة.»
ثريا أعراب بطلة ومسيرة سابقة في الكرة الطائرة: «مداخلتي توزعت بين التطرق لمساري الشخصي في ميدان الرياضة الذي يناهز اليوم 50 سنة، وربط الماضي بالحاضر ارتباطا بمقول المفكر المغربي المنجرة من لا يعرف التاريخ لا يمكنه أن يسطر للمستقبل.أضع أمام الطلبة عصارة تجربتي الطويلة في المجال الرياضي، مقتنعة بأننا ملزمون بمصاحبة أبنائنا الطلبة في رسم مستقبلهم ولكي يتعرفوا عن قرب بتاريخنا الرياضي الوطني الكبير لأنه للأسف كثيرون لا يعلمون أننا في المغرب نمتلك تاريخا مضيئا في الرياضة.لدينا إنجازات ولدينا بطلات من العيار الثقيل.
أحي منظمي هذه التظاهرة الفكرية والرياضية، فنحن بأمس الحاجة لمثل هذه المبادرات التي نحيي فيها صلة الرحم بماضينا ونقدم من خلالها النماذج الناجحة للجيل الحالي.في جيلنا اكتشفنا الرياضة في المدرسة..كل البطلات السابقات برزن من خلال المدرسة التي كانت قنطرة للعبور للمجال الرياضي..الشروط اليوم تغيرت للأحسن ما يجب التركيز عليه هو الاشتغال على تكوين الانسان..وأرى أن مثل هذه الندوة وبقيمة الحضور التي يشارك فيها هي درس هام ومفيد في تكوين الطلبة.»
نزهة الرحماني مقاولة وممارسة سابقة في رياضة الكراطي: «أشارك اليوم في هذا الملتقى، لأنقل للطلبة تجربتي الناجحة في ميدان إدارة الشركات والمقاولات، ولأظهر أمامهم أن نجاحي في المسار المهني يعود فيه الفضل الكبير للرياضة ولقيمها النبيلة والرائعة التي تحملها وأساسا الصبر والتحمل، والإرادة والعزيمة.مارس الرياضة تكون لديه حظوظ النجاح أفور بكثير فالرياضة تعلمنا تحمل تلقي الإصابات والكدمات والعودة بسرعة من أي سقطة والتشبت بالأمل في تحقيق النجاح وهذا ما يتطلبه بالتحديد سوق الشغل والصفقات والتعامل مع المنافسين.
نقول للطلبة أن يتناولوا الرياضة بشموليتها وأن يركزوا على بناء المستقبل على أساس الرياضة والدراسة مع تحديد هدف في الحياة والاشتغال على تحقيقه. يجب أن لا نربط حياتنا بالرياضة لوحدها، الرياضة يجب أن يرافقها التحصيل الدراسي وإن نجح الطالب في التوفيق بينهما قسيكون الأمر رائعا جدا.»