تحت شعار”الأمازيغية: ضمير حي في مغرب متضامن»، وضعت «مؤسسة روح أجدير الأطلس»، بخنيفرة، برنامجا متميزا، احتفالا برأس بالسنة الأمازيغية 2974، وذلك على مدى يومي الجمعة والسبت، 12 و 13 يناير 2024، حيث انطلق الاحتفال، بقاعة الاجتماعات والندوات لبلدية خنيفرة، بكلمة رئيس «مؤسسة روح أجدير الأطلس» ورئيسي المجلس الإقليمي والجماعي لخنيفرة. وتضمن البرنامج معارض اثنوغرافية وكاليغرافية وفنية، ومحاضرة حول دلالة وأبعاد السنة الأمازيغية كعطلة رسمية، ثم ندوة علمية حول الجبل ورمزيته وإكراهاته وأسئلته والملتمس القائم بشأنه، فضلا عن مائدة مستديرة حول مادة الصوف ومدى ارتباطها بالاقتصاد الاجتماعي.
وفي هذا السياق، تم، صباح الجمعة، بقاعة الندوات والاجتماعات لبلدية خنيفرة، تنظيم محاضرة الخبير الجيواستراتيجي، د. ادريس خروز، تحت عنوان «إقرار السنة الأمازيغية عطلة رسمية: الدلالات والأبعاد»، وقام بتسييرها الباحث د.محمد ياسين. وبعدها تم تنظيم ندوة بجلستين، حول موضوع الجبل، التي افتتحت بمداخلتين، الأولى تحت عنوان: «الجبل بين قوة الرمزية وأسئلة الإقلاع والتنمية: الأطلس المتوسط نموذجا»، من تقديم ذ. أحمد حميد وتسييرد. محمد ياسين، فيما حملت المداخلة الثانية عنوان «رمزية الجبل في النسق التاريخي والسوسيو ثقافي بالمغرب: استحقاقات وإشكالات»، من تقديم د. حماني أقفلي وتسيير ذ. حوسى جبور.
وبعد زوال اليوم ذاته، تواصلت أشغال الندوة في جلسة ثانية، حيث حملت المداخلة الأولى عنوان: «الجبل بين إكراهاته والمداخل الضرورية للتنمية الترابية: وضعية الأطلس المتوسط نموذجا»، وهي للباحث د. لحسن جنان وتسيير ذ. المصطفى تودي، فيما تم تتويج اللقاء بتقدم د. لحسن جنان، د. حوسى أزارووذ. محمد وشا بعرض جماعي لعناصر مشروع البحث العلمي حول الجبل، قبل تنظيم لقاء مع د. محمد ياسين في موضوع «الترافع المدني حول الأطلس: ملتمس خنيفرة أساسا»، والذي قامت بتسييره ذة. فطومة المنصوري، مع الإشارة إلى أن كل الأوراق المقدمة تلتها مناقشات التي على ضوئها ستنبثق توصيات الندوة.
وفي اليوم الموالي، تم تنظيم مائدة مستديرة في موضوع: «الصوف: سلسلة القيم في أفق الارتقاء بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني وتحقيق تنمية مندمجة»، بمشاركة مجموعة من الباحثين والمؤسسات والفاعلين الاقتصاديين، حيث من المبرمج أن تتخلل فعاليات الاحتفال (من 12 إلى 19 يناير 2024) معارض لأدوات اثنوغرافية وكاليغرافية ووثائق موسيقية أمازيغية، بمشاركة الفاعل الإعلامي عز الدين كايز، والباحث في الفن الأمازيغي المكي أكنوز، وجمعيتي»لمسات»و»وشمة»، وكل هذه المعارض تقرر تنظيمها بفضاء «المركز الثقافي أبو القاسم الزياني»، مع اختتام البرنامج بأمسية فنية ومأدبة موافقة للتقاليد الأمازيغية.
وصلة بالموضوع، أبرزت «مؤسسة روح أجدير الأطلس» أن أهداف الاحتفال بالسنة الأمازيغية 2974 تتجلى في «تفعيل البرنامج السنوي للمؤسسة كما صادق عليه مجلسها الإداري في دورته الثانية»، و»ترسيخ الأسس الثقافية والتاريخية والتنموية لروح أجدير»، مقابل «الإسهام في توسيع استحقاقات الأمازيغية لغة وثقافة»، و»التعبئة في أفق إيلاء الاحتفال بالسنة الأمازيغية سمات الجدية والنوعية والانفتاح»، مع «توجيه الاحتفال بالسنة الأمازيغية 2974 في اتجاه التعبئة المدنية والمؤسساتية للإسهام في التنمية الترابية لإقليم خنيفرة»، إضافة ل «استثمار تقاليد الاحتفال بالسنة الأمازيغية من أجل تثمين تطوير المشهد اللغوي والثقافي الأمازيغي».
ومن خلال أرضية خاصة، تم تعميمها بالمناسبة على الرأي العام المحلي والوطني، أكدت «مؤسسة روح أجدير الأطلس»، أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية 2974 «يجسد حدثا ناصعا وواعدا بالنسبة لإقليم خنيفرة، بالنظر إلى عدة اعتبارات»،منها أساسا اعتبار هذا الإقليم «موطنا تاريخيا ورمزيا للثقافة الأمازيغية في معالمها اللغوية والشعرية والإنسانية والفنية والعلمية، وهو ما تشهد به قرائن دالة وقوية جعلت وتجعل من الإقليم مجالا رياديا تجسده كفاءات وعطاءات كبيرة في المعرفة والفنون على اختلافها وتنوعها منذ زمن ليس باليسير، ومرجعا أساسيا في مضار التراث غير المادي في المغرب».
ذلك إلى جانب اعتبار إقليم خنيفرة «الحاضن لموقع أجدير الذي أصدر منه صاحب الجلالة الملك محمد السادس خطابه التاريخي، يوم 17 أكتوبر 2001، وهو خطاب يكرس بقوة العمق التاريخي والامتدادات الرمزية والثقافية والإيكولوجية لأجدير ولإقليم خنيفرة بوجهعام، وهذا ما حفز على الاحتفال بالسنة الأمازيغية واتخاذها رافعة من رافعات تثمين روح أجدير والتسويق الأمثل لقيمها الإنسانية والثقافية والحضارية»، والاحتفال بالسنة الأمازيغية بالنسبة للإقليم، تضيف أرضية المؤسسة، يعتبر، من حيث المبدأ، «إشادة بالقرار الملكي الحكيم وإبرازا نوعيا لأولوية وريادة هذا الإقليم في حقل الثقافة بمكوناتها المتنوعة».
وشكّل الاحتفال «إشهادا بمكانة خنيفرة كمورد ثقافي أمازيغي وكمعمار رمزي يسري تأثيره على ربوع الوطن، علاوة على كونها ملتقى حقيقيا للثقافات والتعبيرات المختلفة»، كما أنه «ينبني على رهان» تعززه اختيارات متعددة، منها «العمل على تثمين المكونات الثقافية والفنية لإقليم خنيفرة، وللأطلس المتوسط بوجه عام، من خلال إبراز دلالات وأبعاد الاحتفال بالسنة الأمازيغية وإدراجها في الصيغ الفنية والشعرية والموسيقية المعززة لهذه الأبعاد»، والعمل على «إدراج هذا الاحتفال في سياق علمي مجسد لأهمية الحدث ورمزيته في إنعاش وتطوير النقاش العمومي بخصوص التنوع الذي يطبع المجتمع المغربي في نطاق وحدة وطنية متراصة».
ومن بين الاختيارات الأخرى للاحتفال، وفق أرضية “مؤسسة روح أجدير الأطلس” تتجلى في “استثمار الاحتفال بالسنة الأمازيغية لتعبئة الكفاءات وإثراء النقاش والترافع المواطن حول إيلاء الأمازيغية مزيدا من الاهتمام لتتبوأ مكانة التملك المجتمعي، وحول أحقية المناطق الجبلية ولاسيما إقليم خنيفرة في مزيد من التنمية”، و”الارتقاء بالحدث في فقراته وبرنامجه إلى مستوى الاقتناع الجماعي بالثقافة كبوابة للإقلاع والتنمية”، مع “بلورة برنامج حافل ومتنوع يجعل من الاحتفال بالسنة الأمازيغية في إقليم خنيفرة حدثا ذا دلالة ثقافية وطنية ومبادرة محفوفة بالاستدامة والاستمرارية”.