في لقاء حضره باحثون في التراث الأمازيغي بإقليم الخميسات .. دلالات التشبث بالأرض ودور المرأة الحاسم في الحفاظ على عادات « المجتمع الزراعي»

 

في سياق الاحتفاء ب «حلول السنة الأمازيغية الجديدة، أسكاس  أماينو  2972 « ، نظمت جمعية المرأة  القبلية للتنمية و التضامن حفلا بدوار أيت الشرقي ،قبليين، جماعة سيدي الغندور بإقليم الخميسات، تحت شعار ، «بالحفاظ على التقاليد نحافظ على الهوية» ، بحضور فعاليات من عالم الثقافة الأمازيغية والفكر والإعلام. فقرات الملتقى كانت متنوعة، وعرفت مداخلات لمجموعة أساتذة تناولوا «دور المرأة في العالم القروي» ، «بدءا بأن الأرض  بالنسبة للإنسان القروي هي إنتاج وانتماء جغرافي ومخيال  شاسع وثقافة وطقوس، والتشبث بالعادات والأرض تشكل المحور الأساسي للمجتمع الزراعي، عبرها يراكم الفلاح التجارب ، والإشتغال بالفلاحة يبين دور المرأة الأساسي ، من الحرث إلى موسم  الحصاد، والمرأة في هذا الفضاء تعد جسدا حركيا تعطي الحياة للمجال الذي تشتغل فيه، وحضورها كذلك دائم بالبيت وخارجه، أنشطة زراعية وتربية الماشية، والعمل على تأمين الحياة الإقتصادية والإجتماعية للأسرة، وفي نشاطها الفلاحي تمارس طقوسا عند بداية الموسم الفلاحي ليعم النماء والخصب، من خلال الإستمطار وطلب الغيث عند انحباس المطر، «ثسليت أونزار»، «ثاغنجايث»… ابتهالات، وعادات عند جني المنتوج ليكون وفيرا ويعم الخير».
وبخصوص المناسبة نفسها ، فالسنة الأمازيغية يطلق عليها «أقرو وسكاس» ،أو «إيخف أوسكاس»، «أمزوارو نوسكاس».. من خلال المداخلات تم استحضار التاريخ والتقويم الأمازيغيين، العادات والتقاليد، أنواع وأنماط الطقوس المتبعة في احتفال الأمازيغ بها، وهو ما يعرف عندهم ب «حاكوزة»، ومن ضمن العادات أنواع المأكولات التي يتم إعدادها بهذه المناسبة ، منها الكسكس والمعروف بمنطقة زمور ب «أحلحول»، «بركوكس «بالحليب، «تكليل» وهو لبن مطبوخ، «إركمن»، وهو طهي حبوب القمح الذي يكون ملتصقا بجدران المطمورة ، ويكون هذا القمح مائلا  إلى الإحمرار، وقد انقرض  بانقراض المطامير، المرشوش، «الرفيسة «،  «تاكلا»…
وعن هذه السنة هناك من يقول إن اسمها هو «سنة شيشون» أي «أسكاس نشي  شون»، وتمت الإشارة للحكوزة التي تخص أياما عديدة ، كل منطقة تحددها حسب ما هو متوارث من عادات  ، وفي أغلبها تمتد من 25 دجنبر إلى 14من يناير، وهناك من يجعلها ما بين 24 دجنبر و و13من يناير ،وهناك قبائل من زمور تحتفل بهذا اليوم في 12يناير، وقبائل  أخرى بعدها بيوم، أي يوم 13 يناير، ولدى البعض الآخر  يكون الإحتفال يوم 14يناير، ومن بين القبائل  تلك التي تقيمها في نهاية يناير بناء على قصة العجوزة أو «الحكوزة»، وهناك من  يرجع «الحكوزة» إلى أصل يهودي تقابلها كلمة العجوزة ، أي «المرأة الهرمة»… وهناك آراء اتفقت على أن قصة العجوزة لدى الأمازيغ هي حكاية متوارثة والتي لحقها التحريف، وصارت كل قبيلة تفسرها كما تراها . وعلى العموم فقصة المرأة العجوز لها اتصال بالسنة الأمازيغية الجديدة، والحدث كان في أواخر يناير ، والأمازيغ يطلقون إسم «ناير» على شهر يناير، والمتفق عليه عند الباحثين المهتمين بالشأن الأمازيغي، أن يوم 13يناير  يكون هو بداية السنة الأمازيغية أو الفلاحية  ، وهناك من يؤخر الإحتفال إلى  آخر شهر يناير.  « والسنة الأمازيغية هي محطة نضالية وأساسية، وو13يناير هو تاريخ  له دلالته وأهميته» يشير بعض الباحثين .
هذا وتخللت الحفل لوحات فنية من رقصة « أحيدوس و الهيت، « وأداء  بعض الأغاني الأمازيغية و تنظيم عروض للأطفال.


الكاتب : علي أورارى

  

بتاريخ : 18/01/2022