عن منشورات «مكتبة السلام الجديدة»، صدر للناقد والشاعر عبد العزيز أمزيان، كتاب نقدي جديد بعنوان «أياد تحتضن الأفلاك: الإبداع العربي الحديث في ضوء القراءة العاشقة».
على ظهر الغلاف، كتب القاص أنيس الرافعي عن هذه التجربة:
« في مصاحباته العاشقة لنماذجه الأثيرة المنتقاة بمصفاة القلب، ييمم عبد العزيز أمزيان، شعرا أو سردا، شطر المحبة فحسب. المحبة القصوى للشخص والنص وقد صارا قطعة واحدة لا انفصام و لا انفصال بها مثل العين والحاجب. لا يدعي جبروتا نقديا، أو حصافة منهجية ، أو حتى تأويلا نرجسيا قادرا على هتك الحجب، وإشعال فتيل التكهنات، وإنما هو كالنسيم العليل لما يلامس صفحة البحيرة، أو نظير سيقان طيور البجع لما تصافح بالكاد إهاب الماء. انطباعاته بوصفه مبدعا متمرسا تحاور وتجاور لاوعي المتون ونسغها البعيد ، وحدوسه باعتباره رائيا يتطلع إلى استكناه الجمال و استغوار البهاء حد تبجيله وتقديس رسالته، على شرعة و ديدن « بيجماليون» ذلك المثال اليوناني، الذي عشق وتوله بتماثيله المصنوعة بحجر العشرة و إزميل الوجدان. إن عبد العزيز أمزيان في مصاحباته العاشقة يذكرني بأحد أحلامي السوريالية ثلاثية الأبعاد، حيث تقوم إحدى نجمات البحر بالتخلص من أذرعها الشعاعية الواحد تلو الآخر (المرجعيات)، ثم تقلب قرصها المركزي كالمعدة (ذاكرة القراءة ) أمام ثلاث مرايا: مسطحة (التذوق )و مقعرة( تكبير الأثر ) ومحدبة (تصغير النقص). ففي عرف عبد العزيز أمزيان وظيفة النقد لا تتجسد في كشف ثغرات وهنات الطروس، وإنما في إعلاء قيمتها الدلالية ، و الثناء على مكامن توهجها الرمزية..»