أفادت مصادر عليمة للاتحاد الاشتراكي أن قاضي التحقيق لدى الغرفة الأولى باستئنافية الجديدة استمع، نهاية الأسبوع الماضي، لخمسة أمنيين تابعين للأمن الإقليمي للجديدة، من بينهم عاملان بمعقل الحراسة النظرية، على خلفية وفاة شاب تم وضعه تحت تدابير الحراسة النظرية، كما استدعى قاضي التحقيق ثلاثة أمنيين آخرين للاستماع إلى إفاداتهم، في ذات اليوم.
وسبق لقاضي التحقيق أن أمر بإيداع ضابط أمن سجن سيدي موسى، وأمر بإغلاق الحدود في وجه شرطي برتبة مقدم على خلفية تورطهما في وفاة الشاب المستخدم بمركز للنداء بالجديدة يبلغ من العمر 36 سنة، بتهمة الضرب والجرح المفضيين إلى الموت دون نية إحداثه، بالنسبة للضابط، والمشاركة في حق الشرطي. حسب ما جاء في البحث التمهيدي الذي كانت قد أجرته الفرقة الوطنية للشرطة القضائية وما استنتجه الوكيل العام للملك. وجاء إيقاف ضابط الأمن والتحقيق مع الشرطي بناء على تعليمات الوكيل العام باستئنافية الجديدة، الذي أمر عناصر الفرقة الوطنية بالبيضاء بالتحقيق لمعرفة ظروف وملابسات وفاة الضحية، بعدما تم نقل جثة الهالك لمستشفى ابن رشد وإخضاعها للتشريح الطبي تحت إشراف طاقم طبي شرعي محلف.
وأضافت المصادر أن التقرير الطبي، الذي تم توجيهه للنيابة العامة المختصة أفضى إلى أن الوفاة كانت نتيجة إصابة تعرض لها الهالك في الرأس عجلت بوفاته داخل المستشفى بالجديدة. واستمعت عناصر الفرقة الوطنية للضابط الموقوف والشرطي الذي يعمل سائق سيارة النجدة، التي أقلت الهالك من المستشفى إلى محبس الأمن الإقليمي بالجديدة، إضافة إلى أمنيين عاملين بالمعقل بعد معاينة تسجيل الكاميرات المثبتة داخل المعقل الذي وضع فيه الهالك. وزادت المصادر ذاتها، أن الضابط ومرافقه أدخلا الضحية إلى المحبس وأمام تعنته ورفضه، تم إدخاله بطريقة عنيفة تسببت في إصابته في الرأس، ما عجل بنقله للمستشفى قبل أن يفارق الحياة.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن دورية أمنية تابعة للدائرة الأمنية الثالثة بالجديدة، أوقفت الهالك في حدود الساعة الرابعة عصرا، بعدما أحدث فوضى داخل قاعة الفحص بالأشعة السينية بالمستشفى احتجاجا منه على عدم تمكينه واستفادته من الفحص بالمجان لإجراء تشخيص بسبب ضيق حاد في التنفس كان يعانيه، قبل أن يقصد المساعدة الاجتماعية بالمستشفى الإقليمي بالجديدة لمساعدته ويحتج عليها بطريقة مهينة، ما استدعى تدخل إدارة المؤسسة الاستشفائية، حيث قامت بإشعار المصالح الأمنية. وحلت فرقة أمنية واقتادته لمصلحة الأمن، وبعد إشعار نائب وكيل الملك المداوم أمر بوضعه تحت تدابير الحراسة النظرية ومباشرة الإجراءات المسطرية معه، حيث تم وضعه بالمحبس.
وبعد قضائه قرابة عشر ساعات داخل المحبس، حيث كان يعاني ضيقا في التنفس الحاد وآلام في الرأس بسبب الإصابة، تم نقل المحروس نظريا إلى المستشفى الإقليمي بالجديدة، فلفظ أنفاسه الأخيرة في قسم الإنعاش، في حدود الساعة الثالثة من صبيحة اليوم الموالي، ما أثار حالة استنفار أمني.
وأضافت ذات المصادر أنه من الممكن أن يستمع قاضي التحقيق أيضا إلى الشرطي الذي سلم الضحية بالمستشفى الإقليمي بالجديدة إلى دورية الأمن وإلى كل من له علاقة بالموضوع .وكان طبيب المستشفى قد أكد في تقريره أن الوفاة طبيعية جاءت نتيجة أزمة قلبية وهو ما نفاه التقرير الطبي لقسم التشريح الذي أجري على الضحية بالبيضاء.