وردتني ستة نصوص قصصية من القاص الصديق محمد العتروس (بركان).
وهي : «استعادة» للقاص صخر المهيف،
«خلف المرآة» للقاص بوشعيب عطران، «الرأس» للقاص ميمون حرش،
«قطار» ثم «حلم» للقاص محمد أكراد الورايني،
و «وردة من قلب الحدث» للقاصة رشيدة القدميري
عادة لا أكتب تعليقا أو تلخيصا أو نقدا أو تكريما إلا للنصوص التي أحببتها أو شغفت بها، و أثارت إعجابي وفضولي ووقعت بين يداي صدفة أو صداقة .
هذه المرّة أكتب أو الأصح كأني أكتب تمرينا أو اختبارا .
هناك في ما يبدو لي مقلب جميل تريد من خلاله الجهة المنظمة أن تعرف مدى تمكّن الناقد من قدرته على الاقتراب من النص الذي لم يختره ولم يختبره أو إلى أي حد ابتعد عنه ونأى بنقده وقوله جانبا .
هي لعبة ، النجاح و الفشل فيها واردان بنفس الدرجة والنسبة المائوية. أخوضها طواعية لا لإثبات جدارة ما وإنما للتمّرن على هذه النصوص الستة مباشرة دون مستبقات . لا أعرف شخصيا ولا صوريا أي واحد وواحدة من أصحابها أو هكذا بدا لي الأمر في أول وهلة . ثم أفشى الفايسبوك بعض السر فتذكرت أني جالست في الليكسوس بأصيلة القاص صخر المهيف. وأني قرأت تعزية ونعيا للمرحوم الشاب إدريس يازيدي (بلجيكا) من توقيع القاصة رشيدة القدميري وإني اطلعت على قصة «نجمة البحر» للقاص ميمون حرش في الملحق الثقافي لجريدة العلم… و لي كامل الشرف لمعرفتهم والتعرف عليهم عن قرب الآن .
تعاملي إذن سيتم رأسا مع النصوص ولا شيء غير النصوص . لكن في ذهني وذاكرتي وتجربتي الكتابية مناهج ومفاهيم وإواليات ومقاربات نقدية جمالية عديدة للتعامل مع النصوص . لا داعي لذكرها ولا للإشارة إليها بله بسطها . أجنح في هذه التمارين جنوح المغامر الذي يتحدى ضله .
لكن لا بأس من التلميح إلى مكونات القصة القصيرة كما أتصورها . في تصوري لا بد فيها من سرد حدث أو أحداث في زمان ومكان محددين ومن خلال سبك عقد أو توتر وتوفير حل أو مخرج . ولكي تتميز عن القصة والرواية لا مندوحة لها من تكثيف وإيجاز واختصار وإيحاء في كل التقنيات المشار إليها..ولا بد من لغة دقيقة ومطابقة ولا بأس بل لا مندوحة عن شاعريتها وصورها ورؤاها ..
أمنيزوستالجيا
يمكن أن أقترح لقولي حول قصة «استعادة» لصخر المهيف عنوان «أمنيزيا» في بدء الأمر أو»نوستالجيا» في ثاني الأمر . ويمكن إدغام العنوانين معا بهذا الشكل «أمنيزوستالجيا» في كلا الأمرين .
وتعليل ذلك أن القصة تدور حول استرجاع حنين ذكريات (نوستالجيا) وتذكّرها بعد نسيانها (أمنيزيا) في آن واحد منذ 15 سنة مضت . ذكريات حب وعشق وعاطفة جياشة ، خاصة من طرف الفتاة . في شرفة مطعم بإطلالة على البوغاز بكل ما تحمله الشرفة من أزهار ومناظر رشيقة وشساعة مهيبة (كدت أقول مهيفة ) لملتقى المحيط والمتوسط وعلامات النوارس والبواخر والضفة الأخرى والحنين إليها والأكلات الهنيئة المريئة في لحظة رائقة مزهوة بضوء الشمس وزرقة الماء و السماء .
المشترك الذي أدغم في العنوان هو « فقدان الموضوع ومحاولة الارتباط به مجددا «، وهذا هو تعريف الرغبة عند دولوز وقبله سبينوزا .
الحدث هو لقاء عاطفي تكرر أكثر من مرة . نحن نشهد الآن طوره الثالث منذ عقد ونصف مضى ثم منذ سنة خلت . عقدة الحدث هي مدى الإخلاص في الحب وقوة التجاوب الروحي الذي يهدده النسيان أو البعد أو فرص اللقاء النادرة .
قوة الأمنيزيا تكمن في كونها تفرغ شحنات التوجّس والارتياب، أما قوة النوستالجيا فتبدو في قدرتها على إذكائهما و شحنهما .
لكن هل استعادة كل هذه المشاعر والعواطف بهذه الأريحية قادران على استعادة الحبيب ؟ من يسترجع الآخر هي أم هو ؟
لغة النص الشفافة والانسيابية توحي وتوجز أكثر مما تصف و تقرر، إلى حد أنها دفعت العاشقة إلى الهمس في أذن عاشقها :
– لكن أمازلت تحبني كما أحبك ؟
عبّ ماء كثيرا وبشرود كمن استرجع صدى عميقا من عالم الأشباح قال لها :
-»لكني لم أفقد ذاكرتي بعد».
هكذا دوّن صخر المهيف في فضائه الأزرق قائلا :
«لا يشتعل الحنين
على نار هادئة
حين يتراخى الكسل
على جسد العواطف .»
المرأة / المرآة
النص الثاني لبوشعيب عطران أعنونه ب «المرأة / المرآة» . والسبب في ذلك هو أنه حدث في المنزل ليلا ما حدث .. . وذلك هو الحدث . من ضوء شاحب و بصوت خافت انبثق من المرآة حدث فانطاسطيكي أو الأصح فانطاسماغوري على شاكلة لقطات هيتشكوك . فانطاسما تعني استيهامات وغوريا تفيد صورا ومقولات، وهي «إنتاج فني يتم في الظلام يفوق ما هو طبيعي ، شبيه بالأشباح» . فانطاسما من فانطوم وتعني شبح ..
وجود هذا النوع من الموجودات سماه ديريدا «هانطولوجيا» في كتابه أشباح ماركس (سبيكتر دو ماركس)، ويقصد بها هذه الأرواح التي تسكن النصوص وتجعل من الاشتراكية شبحا يرهب أوربا آنذاك أو تلك الأشباح التي تسكن الخراب والأنقاض والأقبية.. تماما مثلما حصل للبطل حينما سقط مقيّدا بين أياد ووجوه عديدة لم يتبين منها سوى هالة من نور كادت تعمي بصره . وهي أيضا أرواح تسكن المرايا : لما لمسها بحذر( المرآة أو المرأة سيان ) انفتحت بغتة وجذبته إليها واحتوته .
للمرآة كما للمرأة دلالات جمّة في الثقافة الإنسانية . العالم هو المرآة الحقيقية حيث يبحث الإنسان عن نفسه . والمرآة جنس أدبي في العصور الأوربية الوسطى «كل الفنون شبيهة بالمرايا» يقول ألان(إميل شارتيي)، وهي أيضا صورة لتكوّن الوعي لدى الأطفال «مرحلة المرآة» لدى فرويد ولاكان وهي فترة يعي فيها الطفل جسده وأعضاءه وينفصل عن الآخر بما فيه جسد أمه . الأم ترمز بدورها إلى أمنا الأرض ولما هو حميمي (جنة الأطفال) وهو ما يطلق عليها فرويد داز أونهايمليش ( أو الغرابة المقلقة ) . و المرآة هي «عقدة نرجس» كصفحة الماء ، و المرأة ( رغبة وشهوة ) هي لغة اللاشعور التي لا تتبدى إلا في شكل لغة هيروغليفية، وصور اللاشعور هي الأحلام التي لا تتمظهر إلا في شكل فانطاسمي هذياني .
متلبّسا بهذه الحالة الملتبسة « لمس المرآة – أو تعثر فيها – فتفتت إلى صور وأحداث ماضية ، متشذرة توزعت على سنوات عمره» ، وباتت « قطعا صغيرة أكثر من كونها جسدا» ، أي : مرآة مهشّمة ومتشذّرة وليست امرأة منكسرة كما ظن .. متجسّمة ومتكوّرة ..
تحدي الفنان
يمكن عنونة أقصوصة «الرأس» للقاص ميمون حرش ب «تحدي الفنان».
في الجولة الثالثة انهزم الفنان «ر.س» لأنه لم يدرك أهمية الرأس في فن النحت .أكّدها له أولا بيكاسو وثانيا نقّاد الفن ثم عامة الجمهور ، وأثبتها له أخيرا المجرم الذي فصل رأسا لفتاة عن جسدها .
تحدي النحات يبرز في إسراره (لم أقل إصراره) فصل الرأس عن الجسد. ما السر في ذلك ؟
أهم ما في فن النحت هو نحت الرأس . « أيّ نحات يمكنه أن يكون أحسن وأفضل من المياه أو الرياح في نحتهما ؟» ومع ذلك فنحتهما ليس فنا .(أندري كومت سبونفيل). لأنهما يفتقدان للرأس وهو ما يضفي صفة الإنسانية على العمل الفني ، و لو كان العالم بدون الإنسان كافيا لما وجد فيه أحد.
كل التماثيل التي فقدت رأسها سواء بفعل الزمان أو بفعل الغوائل فقدت قيمتها الرمزية والجمالية،وهي عديدة في الثقافة الإنسانية .
هناك تمثال امرأة بدون رأس به سمي شارع في فرنسا وكان الرأس يكتب آنذاك تاست : فحص ، نص ، رأس .. لذا يمكن أخذ الرأس باعتباره نصا أو فحصا . ويقال إن امرأة بدون رأس لا يمكنها إلا أن تكون طيبة ، ربما لأن الرأس هو سبب المكائد و المشاكل، كما يؤكد النص ذاته ذلك . ثم كما تحكي كاتبة برازيلية مفضلة عند غابريال غارسيا ماركيز تدعى سوكورو أسيولي كان هناك بضواحي فورتاليصا بالشمال الشرقي للبرازيل تمثال بدون رأس للقديس أنطوان يطل من الهضبة على رأسه الجاثي في الأسفل . بات مزارا مقدسا بعد ذلك بسبب رمزية الرأس الثقيل الذي يصعب وضعه في مكانه . فالمحاولة هي فرصة للزواج والعثور على الرجل الملائم أي الرأس المناسب . وقد تم اكتشاف أثر أركيولوجي في شمال تيسالي لتمثال بدون رأس يقال أنه يعود للإلهة أفروديت ، إلهة الحب والجمال ولا يبرز الحب والجمال إلا بوجود الرأس . وفي تركيا سنة 2012 تم العثور على تمثالين رومانيين بدون رأس للإلهة نيكي ( إلهة النصر) بجزيرة صاموتراس اليونانية آنذاك ولا معنى للنصر بدون شموخ الرأس .وهناك تمثال جوزيفين ( عشيقة نابوليون بونابارت ) في المارتنيك يقال إن رأسها قطع من طرف الأنذال بحجة سياسية لأنها كانت تشجع بونابارت على إبقاء العبودية . غياب الرأس هنا انتقام سياسي.
كل تماثيل رودان ، « المفكر» و «القبلة» على سبيل المثال لا الحصر، تبدو بكامل رؤوسها وبهائها ، حتى يفكر المفكر وتتم القبلة .
هناك في القصة خلل ما . عطب استشعره الفنان نفسه في منحته (على وزن مرسمه) ، لا يمكن أن تستقيم قيمة الجمال في نحته على البشاعة . جذوع رخامية أو طينية بدون رأس وبدون روح وبدون هوية .. إن ما يميز الناس هي الرؤوس وليست الأبدان …فنمطية الأبدان يمكنها أن تسمح باندساس رؤوس لم تينع بعد فقدت بريقها أو انطفأ وهجها..و تصيب صاحبها بالدوار و التيه .
قطار الحياة و الكابوس
أقصوصتان صغيرتان ظريفتان جدا للقاص محمد أكراد الوارايني . الأولى عنونها ب»قطار» و الثانية ب»حلم».
لا يتشابهان في القصر والظّرافة فحسب إنما يتماثلان في العقدة واللغز أيضا . ومزيتهما هاته ذكّرتني بقصة اعتبرتها واقعية دوما ، كنا نحكيها كنكتة هنا في بركان ( آه يا بركان ) تتصل بشخصية وطنية كانت تعرف آنذاك بصفة المدير (مدير مدرسة حرة) هو السي البخاري رحمه الله :» ذات مرة جمع أولاده للتداول في نوع السيارة التي سيقتنيها لهم فتضاربت الاقتراحات وتشعبت وتعدّت ذلك إلى التشاجر في من سيركب حذاء السائق ومن سيبقى في الخلف وضجّ الصخب بين زين العابدين وأخيه الكبير : « أنا القدام ..لا أنا ..» فحسم السي البخاري النزاع بقوله : «نزلو عليا» .
هكذا باتت محطة القطار خالية من العاشقين معا . وهكذا إنهدّ البيت وبات هباء مسطورا .
الأقصوصة الأولى يمكن عنونتها ب»قطار الحياة» و الثانية ب»الكابوس». أما أقصوصة السي البوخاري فيمكن تسميتها ب»الطوموبيل».
تناغم النظرات والإعجاب والابتسامة والحياء .. كلها مدّخرات أهّلت العاشقين لامتطاء قطار الحياة . فجأة ودفعة واحدة دون إنذارغابا عن الأنظار.
في الحلم «خرج من ذاته» و ألفى نفسه في قصر فسيح ، لمّا «عاد إلى ذاته» مستيقظا ، تبخر القصر وفي ذهنه بقايا تهديد ما . إنه الكابوس . مثلما يكتب الساهي الشارد تداعياته وفجأة يدرك فداحتها فيتلفها . هذه الحالات هي بلغة فرويد هفوات اللسان وزلات القلم المعبّرة أيما تعبير عن لاشعور الفرد وطاقته الليبيدية أو التدميرية .
بنفس القوة التدميرية دمر السي البخاري رغبة الطفلين الفائضة عن حدها.وبنفس القوة الطامسة محا المنزل من على خريطة الرغبة وبنفس القوة الليبيدية فاز العاشقان بحبهما ……وفزنا كقرّاء بجمالية نصين . ولربما ثلاثة.
مابغيتوش
وختامه مسك .
النص الخامس والأخير للقاصة رشيدة القدميري «وردة من قلب الحدث» .
من قلب حداثتها ومن لبّ طفولتها ومن أعماق طيبتها « قالت ما بغيتوش».
لا القلب ولا البراءة ولا الحب ولا النضارة هي التي نددت عبرت ونطقت واحتجت . إنما الجسد هو الذي رفض وانتفض.
للجسد لغة خاصة به .كان نيتشه دوما ينصحنا بالإنصات إليه والائتمار بأوامره التي هي الرغبات والميولات والنشوات والنزوات ..أي الحياة.
لغة جسد وردة هاته (هند هناء هيام هيبة هيفاء هيباتيا ……..) جاءت من مثالب الأحداث ومن ثنايا مهجتها وأثلام فراشتها تسمى : «التشنج» أو الانقباض العضلي . الجسد من خلال عضلاته يقول «لا مابغيتوش» …آنذاك تنكسر ذكورة الفحل التي لا تقهر..حتى بفعل الشياطين والسحرة ويتوسل إليهما بالأساطير و الخرافات وتعازيم الفقهاء وأصحاب الرقية .
غضة بضة تنهشها أفواه رخيصة وجيران وعديان وتستبيحها الذئاب الملتحية لأنها أرغمت على الزواج بدون حب ولا ميل عاطفي .
عند الآخرين الانقباض العضلي لدى النساء مرض إنساني وردّ فعل جسدي نفسي يحتاج علاجا إنسانيا ساهم فيه فرويد ومدرسته بالتحليل النفسي وساهم فيه الطب النفسي بعقاقيره وفحوصه وتساهم فيه الآن الجنسانية بالترويض الجسدي والتربية الجنسية ….
حدث القصة يطوي فكرة نبيلة . روعة في النبل . ولا يمكن أن يكتوي بها ويعبر عنها في قالب فني إلا قلب أنثوي يشعر بكل الحساسية المسلوبة والرهافة المرغوبة والتراجيديا المطلوبة . تراجيديا الحدث هي «الانتحار» . لما يلجأ البطل في الأسطورة أو في الرواية أو في الواقع حتى إلى الحل النهائي الجذري فتلك هي قمة المأساة في حياتنا وفي قصتنا . ولأننا حاربنا هذه التساؤلات التراجيدية في حياتنا بالنوم عميقا جنب الدوغمائيات النهائية وحمّلنا السماء كل شيء، بتنا أقزاما إتّكاليّين لا نقدّر ضياع الإنسان على صعيد وعيه وجسده .
الانقباض رد فعل طبيعي ضد لا طبيعية العنف الذكوري ووحشية الرغبة التي لا تقدّر الأنثى . هناك عنف أنثوي جميل مرغوب فيه . من يستطيع بلوغه وإذكاءه فهو محظوظ . الحظ الأكبر هو أن تريدك الأنثى . والعنف الأجمل هو لمّا تعنّفك الأنثى فتقدم لك منتهى الرغبة واللذة والشهوة . مازوشية أو سادية إنها ميولات نفسية إيروتيكية معروفة .يجب تربية الناس عليها وتنبيههم إليها .
الانقباض رفض يجب قبوله .
الملاحظ أن الكاتبة جنحت في كتابتها إلى استعمال «التكرار المترادف» في وصف دواخل الوردة . ورغم أن التكرار كتقنية لا يتلائم والسرد القصصي لأن هذا الأخير يجد نفسه في الإيحاء لإيجاز والتكثيف و التركيز ، إلا أن اختيار الكاتبة ركوب هذه الموجة ( التكرار الأبدي كالموجة ) منح لقصة «وردة» أجواءها الدرامية المأساوية ، فكانت الشحنات العاطفية والآلام الباطنية والغبن النوعي(الجندري) ناطقا متأوها منثورا …
طبعا كل هذه النصوص تشير إلى حكمة أو موعظة…..أو بشكل حيادي إلى مبتغى ما …. لكن ليست كل هذه الغايات دوما أخلاقية تكوينية قد تكون وهذا هو الأفضل جمالية إنسية ..
جمالية هذه النصوص والفصوص تجلّت في كدّ وجدّ هذه الثلة من الكتاب و في حثهم وبحثهم في جمال الحب والعاطفة، وجمال الحلم والطموح وجمال الفن و التماهي مع الطبيعة بفعل التشارك والتقاسم والعطاء . إن إنسية هذه النصوص تجلت في عمق مساءلتها للذات والاحتفاء بها .
* ألقيت هذه الأوراق في ملتقى أبركان الخامس للسرد المنظم من طرف جمعية الشرق للتنمية والتواصل ، تحت شعار : « القصة القصيرة المغربية : قريبا من النص» .يومي 24/25 مارس 2018 بكنيسة أبركان .