قصة قصيرة : الجمال ونقيضه

انتفض المنبه معلنا بدء يوم جديد ليمعن في إيقاظها من راحة طارئة أبت أن تزورها في الفجر. تلمست موضعه على الطاولة قبل أن تخرسه بلكمة من كفها لتفتح جفنين مثقلين بالنوم على ذات الأشكال الهندسية التي تتقاسم الجدران. أشاحت بوجهها وهي تتمتم في سرها لم يحرص الناس على التقاط صور غاية في التأنق لمناسبة يصعب التنبؤ بما يليها ليقارنوا من خلالها بين الخيال والواقع ؟.
في بعض الأحيان تشعر بأنها قارورة معرضة للكسر ويطفو على سطحها حزن مغلف بمرح ساخر تماما كفنجان ماء احتضن قرص دواء انتهت صلاحيته أو مكياج يخفي شحوب أيامنا دون أن ننسى زيفه وسرعة زواله .
مشت في البيت شبه مترنحة واتجهت صوب المذياع لتحرك بأناملها قرصه ليستقبلها بخبر انتشار الوباء « بوتيرة سريعة» تجمدت في مكانها مذهولة .
تنهدت وهي تطل من النافذة على الشارع الذي بدا ينفض عنه الليلة الماضية . بدا الشارع صامتا ومهجورا عصيا على الفهم والسماء رمادية .
دموعها تسبح في الغيمة قبل أن تقوم بحركات رياضية انحبست من مقلتهيا لتغسل خدها. الكحل يجرح زيف عينين ما زالتا تؤمنان بالجمال بالنسبة لكل ما علق على الجدران وينعكس في المرآة من تشكيلات تغري بالتفكير في أن الإنسان إنما وجد ليعيد ترتيب الأشياء بعقل، وليحيا الحياة بولع همست بإعجاب لبرهة لا تنسي ما تخفيه خلفها من وجع كئيب.
أيقظها صوت ابنها: أمي لماذا تهتم المرأة بجمال مظهرها. قالت حتى أنت …..يا ثم أكملت محاولة تزويد صبرها لأنها كائن يحب الجمال: اسمع يا ابني الجمال هو حب الله، والارتباط كأي شيء في الحياة سلاح ذو حدين يمكن أن يكون الشيء ونقيضه والأمر منوط بالشريكين ولكن الخوف كل الخوف أن يصل الصبر والصمت بك حد قبول الاستسلام.


الكاتب : سعيد أحباط

  

بتاريخ : 02/03/2021