1
قضيت العمر أبني الجسور
والبيوت
والأعشاش
والأحلام
واصنع عرائس من قصب
وأخرى من لغة
وعرائس من جلد الصبر
يالتلك التي كنت!
والتي تركتها في المنعطف
حين وجدت الحائط يهوي
ووجدتني وحدي
وخلفي قبائل تعوي
صرخت لست أنا
خرج صوتي مبحوحا
جافا
«…أنا ،…أنا»
أنا لم أكن أنا
تركتني هناك كما الهندباء في الهبوب
تركتني .. وركضت
ربما استوطن تلك المدائن غيري
ربما ما فتئ الظل يبني أعشاشه من خيوط السراب
ربما خلت على عروشها
أنا الآن أنقي خفي من حسك الطريق
ولغتي من بيوض الثعابين
ومن بلاغة الندم المقيت
2
عجوز يرشف شايه
برهافة ينظر إلى خراف السنين
تثب أسرع من العد
يقشر الليل عن دروب العمر
يتلفع الظل بالظل
تغفو حقول عباد الشمس
فتتسلل من اشتعالها النجوم
يكسر الحلم شراسة الليل
نحلم …
في بيادر الذرة
نلتهم شطائر القمر
معطرة بزهرة البرتقال
نحلم..
صرير الجناذب .. نباح الكلاب المقيدة
يهدهدان الحلم المذهب
ربما ترك العجوز بابنا مواربا ونام
ربما هبت ريح السموم على أحواض البابونج
أو دارت الأرض أسرع
ربما تسللت من مرقدنا رهافة الانسام
نداوة الطل
أحد ما أطفأ الحلم في المنام
فتسلل الرعب إلى الوسائد …
و تعكر مزاج الالوان
أضحى الليل كثلة ضخمة
و صار الحلم هو أن أصحو