قيمتها قفزت من 22 إلى 103 ملايين أورو وكمياتها ناهزت 90 مليون كيلوغرام الطماطم المغربية تهيمن على السوق الإسبانية

خلال الفترة الممتدة من عام 2008 إلى 2022، أصبحت الطماطم المغربية لاعبا رئيسيا في السوق الإسبانية، حيث سجلت صادراتها إلى إسبانيا نموا مذهلا بلغ 185%. وفق ما أكده أمس الموقع الاسباني المتخصص hortoinfo . في المقابل، تراجع إنتاج الطماطم الإسبانية بشكل ملحوظ، مما فتح الباب أمام الطماطم المغربية لتعزيز حضورها في الأسواق الإسبانية، سواء من حيث الكميات أو القيمة.
ولم تكن الواردات الإسبانية من الطماطم المغربية تتعدى 31.37 مليون كيلوغرام في عام 2008، بينما ارتفعت هذه الكمية إلى 89.42 مليون كيلوغرام في عام 2022، ما يعكس زيادة كبيرة في الاعتماد على هذا المصدر. في الوقت ذاته، تراجعت صادرات إسبانيا من الطماطم من 957.6 مليون كيلوغرام في 2008 إلى 629.27 مليون كيلوغرام في 2022، بانخفاض بلغ 34%.
هذا التحول الكبير في السوق لم يكن فقط على مستوى الكميات، بل أيضا على مستوى القيمة. فقد ارتفعت قيمة الطماطم المستوردة من المغرب من 22.47 مليون أورو في 2008 إلى 103 ملايين أورو في 2022، مع زيادة في متوسط سعر الطماطم المغربية من 0.72 أورو للكيلوغرام إلى 1.5 يورو للكيلوغرام. في المقابل، ورغم تراجع الكميات المصدرة، استطاعت إسبانيا زيادة قيمة صادراتها من 848.8 مليون أورو في 2008 إلى 1,100.6 مليون أورو في 2022، بفضل ارتفاع متوسط السعر إلى 1.75 يورو للكيلوغرام.
يعكس هذا التحول في السوق الإسبانية للطماطم تأثير عوامل متعددة، أبرزها التكلفة المنخفضة للإنتاج في المغرب مقارنة بإسبانيا، مما جعل المنتجات المغربية أكثر تنافسية. إضافة إلى ذلك، لعبت اتفاقيات التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب دورا حاسما في تسهيل دخول الطماطم المغربية إلى الأسواق الإسبانية، حيث استفادت الشركات المغربية من القدرة على تقديم منتجات بأسعار تنافسية دون المساس بالجودة..
اللافت للنظر هو أن الواردات الإجمالية للطماطم في إسبانيا شهدت انخفاضا طفيفا بنسبة 2% فقط خلال نفس الفترة، إذ تراجعت من 191.58 مليون كيلوغرام في 2008 إلى 188.06 مليون كيلوغرام في 2022. لكن هذه الأرقام تخفي تحولا كبيرا في مصادر الاستيراد، حيث زادت حصة المغرب بشكل كبير، على حساب مصادر أخرى.
وأظهرت بيانات حديثة أن المملكة أصبحت في عام 2023 واحدة من أبرز القوى العالمية في تصدير الطماطم. فقد احتل المغرب المرتبة الرابعة عالميا من حيث العائدات، بحوالي 1.054 مليار أورو، وهو ما يعكس زيادة ملحوظة مقارنة بالسنوات السابقة. كما تشير الأرقام إلى أن المملكة تزود أكثر من 44 دولة بالطماطم، مقارنة بـ24 دولة فقط قبل ست سنوات، وهو توسع كبير في الأسواق.
في السياق الأوروبي، تعتبر فرنسا المستورد الرئيسي للطماطم المغربية، حيث استحوذت على 50% من إجمالي الصادرات المغربية، بحوالي 364 مليون كيلوغرام خلال الموسم الفلاحي 2022-2023. بالإضافة إلى ذلك، زادت واردات المملكة المتحدة من الطماطم المغربية بثلاثة أضعاف خلال السنوات الخمس الماضية، ما يعكس مرونة المغرب في سد النقص في الأسواق الأوروبية بسبب التحديات اللوجستية والطاقة.

 


الكاتب : عماد عادل

  

بتاريخ : 06/12/2024