يبحث المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة، زوال يومه الخميس، عن تأشيرة العبور إلى ثمن نهائي كأس العالم، التي تجري حاليا بأوزبكستان، حيث يلاقي بداية من الواحدة والنصف بالتوقيت المغربي، منتخب بنما، المتعثر في الجولة الأولى أمام المنتخب البرتغالي، حامل اللقب، بعشرة أهدف مقابل هدف واحد.
وكان أبناء المدرب هشام الدكيك قد تفوقوا في مباراتهم الأولى على منتخب طاجيكستان بأربعة أهداف مقابل هدفين، ليقتربوا كثيرا من التأهل إلى الدور الثاني.
ورغم أنه عانى كثيرا في مواجهة طاجيكستان، إلا أن المدرب الدكيك أكد على أن المنتخب الوطني أدار بشكل جيد هذه المباراة، رغم الضغط الكبير الذي تعرض له.
وقال الدكيك، في تصريح للصحافة: «شخصيا، أرى أن اللاعبين قدموا مباراة جيدة، بحكم إيقاعها المرتفع، خصوصا وأن الخصم كان مدعوما بجماهير غفيرة بالنظر للقرب الجغرافي مع أوزبكستان».
وأشار إلى أنه من الطبيعي في مثل هذه الظروف أن يرتكب بعض اللاعبين، سيما ذوي الخبرة القليلة، لأخطاء، معتبرا أن «الأهم يبقى هو طريقة تدبير الضغط والفوز بالمباراة».
ويضع المنتخب الوطني نصب عينيه بلوغ النهائي، بعدما توقف مشواره في النسخة السابقة عند ربع النهائي على يد منتخب البرازيل.
ويقدم المنتخب الوطني، في مشاركته الرابعة في المونديال، نفسه كقوة كروية باتت تحتل مكانة بارزة على المستويين العربي والإفريقي، ويبعث رسائل قوية حول جاهزيته للتألق في هذا المحفل العالمي.
ويعيش أسود القاعة استقرار تقنيا، ما مكنهم من تحقيق تقدم مستمر، وفق مسار تصاعدي على الصعيدين الإقليمي والقاري، ويتطور بشكل جيد على المستوى الدولي، حيث أكد المنتخب الوطني ريادته قاريا قبل الانتقال إلى أوزبكستان، بظفره ببطولة إفريقيا للأمم في أبريل الماضي على أرضه، للمرة الثالثة على التوالي بعد نسختي 2016 و2020.
وقبل ذلك بسنة، فاز المنتخب المغربي بكأس العرب بالمملكة العربية السعودية للمرة الثالثة على التوالي، بعد إزاحته لجميع منافسيه نتيجة وأداء.
وعلى مستوى كأس العالم، يواصل المنتخب الوطني حضوره بقوة على الساحة الدولية، بعد نسختين من التأقلم مع الأجواء المونديالية في 2012 بتايلاند و2016 بكولومبيا، وحقق المغرب أولى انتصاراته في المونديال، في نسخة 2021 بليتوانيا، ضد جزر سليمان (6 – 0)، ليواصل عروضه القوية بعد ذلك بتعادلين أمام تايلاند (1 – 1) والبرتغال بطل هذه النسخة (3 – 3)، لينهي مباريات مجموعته الثالثة في المركز الثاني. وفي دور 16، عاد ليضرب بقوة ويحقق الفوز على فنزويلا (3 – 2)، قبل أن ينهزم بصعوبة في ربع النهائي أمام البرازيل (1 – 0)، التي أنهت منافسات هذه النسخة في المركز الثالث.
وقد أكسب هذا المسار المنتخب الوطني اعترافا وتقديرا عالميين، على المستويين الفردي والجماعي.
ومنذ إطلاق تصنيف الفيفا لمنتخبات كرة القدم داخل القاعة في ماي الماضي، يحتل المغرب المركز السادس في التصنيف العالمي. كما حصل المدرب الوطني هشام الدكيك على جائزة أفضل مدرب في العالم لعام 2023 من قبل الموقع المتخصص « فوتسال بلانيت»، ليصبح أول مدرب عربي وإفريقي يفوز بهذه الجائزة.
كما نال المنتخب الوطني جائزة أفضل منتخب في العالم لنفس العام من قبل نفس الموقع المتخصص.
ومع كل هذه الإنجازات، فإن الاستقرار التقني ظل دائما جزء أصيلا من هذه النجاحات، وفي هذا الصدد، أضحت كلمة الـ»فوتسال» بالمغرب متناغمة مع اسم الإطار الوطني هشام الدكيك.