أعربت 14 جمعية محلية عن قلقها العميق حيال ما تعانيه الساكنة المحيطة بالمنطقة الصناعية سيدي سليمان مول الكيفان بمكناس من تلوث الهواء والتربة ومصادر المياه، جراء ما تقذفه محطة للمعالجة الخاصة بشركة لإنتاج الحليب من مخلفات ونفايات، منذ أن عمدت هذه الأخيرة إلى توسعة صهريج معالجة مخلفات الإنتاج لتشمل معالجة مخلفات وحدة متواجدة بمدينة الفقيه بنصالح، ويتعلق الأمر بآلاف الأمتار المكعبة من السوائل المشبعة باللاكتوسيروم، وبقايا المواد الحافظة والملونات الصناعية.
ولم يفت ذات الجمعيات التعبير عن اندهاشها حيال إقدام شركة الحليب المذكورة على توسيع صهريجها في غياب أي دراسة للتأثيرات البيئية، المباشرة وغير المباشرة، التي يمكن أن تلحق بالبيئة على المدى القصير والمتوسط والبعيد، بل ومن دون إشعار حتى ساكنة المنطقة والمجتمع المدني، في إطار البحث العمومي، كما هو منصوص عليه في القانون الإطار الذي يعد بمثابة الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، والقانون رقم 12.03 المتعلق بدراسة التأثير على البيئة، علما بأن محيط المنطقة يحتضن ساكنة تعد بالآلاف، إلى جانب وحدات صناعية عاملة في مجال الصناعات الغذائية والتحويلية والعطرية، فضلا عن المدرسة الوطنية الفلاحية، المعهد الجهوي للبحث الزراعي، المعهد العالي للتكنولوجيا الغذائية، إعدادية ومدرسة وحي سكني ومجموعة من الدواوير.
وصلة بالموضوع، عبرت الجمعيات المذكورة عن تخوفها من الآثار الخطيرة التي قد تنجم عن هذا المشكل البيئي، سيما بالنسبة للفرشة المائية الجوفية والمياه السطحية التي يعتبر حوض سايس أحد أهم مراكزها، علما، تضيف الجمعيات، بأن شركة المعنية تقذف في العراء بأكثر من 1500 متر مكعب يوميا من المخلفات السائلة المشبعة باللاكتوسيروم وبقايا المواد الحافظة والملونات الصناعية، وقد تتسع الأخطار لتطال الحياة البرية والنباتية والنشاط الفلاحي والرعوي والتربة والوسط الطبيعي والتوازن البيولوجي في كل المنطقة الواقعة أسفل مجال تفريغ المخلفات المذكورة، على حد تعبير الجمعيات المذكورة.
وستتسع المخاطر، حسب ذات الجمعيات، لتمتد إلى الهواء والمناخ ونمط عيش المواطنين القاطنين بالتجمعات السكنية المجاورة والدواوير القريبة التي تعاني أصلا من الروائح الكريهة التي ستتضاعف وتستفحل أكثر فأكثر، وفضلا عن تسرب المخلفات الكارثية للفرشة المائية الجوفية، فهي تندفع مع المنحدرات لتصب في مجرى واد سيدي سليمان مول الكيفان وواد الدفالي وخروبة الذي يلتقي أسفل الهضبة بواد ويسلان ومنه إلى الروافد الكبرى.
وفي ذات السياق، أشارت الجمعيات المعنية إلى عدة نداءات سبق لها أن وجهتها للوزارة المعنية بالبيئة في الحكومة السابقة، وتم فيها التشديد على ضرورة التدخل لاحترام المعايير القانونية بخصوص المحافظة على سلامة البيئة ومحيطها من طرف الوحدات العاملة بالمنطقة الصناعية سيدي سليمان مول الكيفان وأكروبوليس، مع تذكيرها ببعض المذكرات المرفوعة في مارس 2016 من جانب الجمعية المواطنة للبيئة والتنمية، وفعاليات المجتمع المدني، إلى السلطات المعنية، والتقارير الصحفية المنجزة بشأن المشاكل البيئية المستفحلة بالمنطقة، والتي على إثرها قامت لجنة إقليمية للبيئة، في الخامس من أبريل 2016، بزيارة ميدانية للوحدات المعنية غير أن الوضع لايزال على حاله.
وقد تم توجيه نسخ من المراسلة الإنذارية إلى وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك، وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، كاتبة الدولة المكلفة بالماء وكاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، أما الجمعيات الموقعة عليها فهي: الجمعية المواطنة للبيئة والتنمية، جمعية الطلبة المهندسون بالمدرسة الوطنية الفلاحية، الجمعية الثقافية والرياضية لمستخدمي المركز الجهوي للبحث الزراعي، الجمعية المغربية للتضامن والتنمية، ودادية ساكنة المدرسة الوطنية الفلاحية، جمعية الندى، جمعية البناء للتنمية والتواصل، جمعية أمنا عائشة (مكناس)، جمعية جيل الغد للإبداعات والتنمية والتواصل، جمعية المجد للثقافة والأعمال الاجتماعية (ويسلان)، جمعية الأنوار للتنمية البشرية والتضامن، جمعية واعتصموا، جمعية السلام للتنمية والتضامن، جمعية الزهور للنهوض بأوضاع المرأة (مجاط).
كارثة بيئة بسيدي سليمان مول الكيفان بمكناس
الكاتب : أحمد بيضي
بتاريخ : 07/09/2017