بني مطهر تؤبّن أحد رجالاتها الذين بصموا على مسار وصفته الشهادات بالمتميز

 

كان يعتبر ذاكرة شفاهية نُقلت عنه معطيات لها علاقة بتاريخ المدينة

شهدت مدينة عين بني مطهر إحياء أربعينية أحد أبناء بركم البررة ممن حضوا باحترام الجميع ونالوا حب الكلّ، ويتعلق الأمر بالمرحوم السي محمد حساني، المعروف لدى أجيال عديدة من أبناء البلدة باسم السي الماحي. واستهل حفل التأبين الذي جرى تنظيمه في مقهى التجارة بقراءات قرآنية عطرة، تلتها كلمة اللجنة المنظمة التي سهرت مشكورة على أن يمر هذا اللقاء التأبيني في أحسن الظروف.
وأكد عدد من المتتبعين على أن حفل التأبين الذي تم تنظيمه كان لائقا بمكانة الفقيد الاعتبارية في الأوساط البركمية التي حضرت هذه اللمة الإنسانية، وفاء منها للأب والمربي والمعلم السي محمد حساني، الذي كان إلى جانب كونه رجل تعليم بداية من ستينات القرن الماضي، فهو أيضا ذاكرة شفاهية كانت تختزن الكثير من الأحداث والوقائع التي عاش بعضها وحظي أيضا بنقل البعض الآخر منها. وشكّل الفضاء الذي جرى فيه تنظيم حفل التأبين إضافة لهذا الحدث بالنظر لمكانته الإعتبارية ورمزيته التاريخية كأقدم مقهى على صعيد إقليم جرادة ككل، التي مر عبرها أسماء لها وزنها، سواء من أبناء مدينة عين بني مطهر أو من الأجانب من جنسيات مختلفة والتي حافظ ملاكها من أسرة السينمائي والمخرج محمد عبيد المعروف داخل الأوساط الفنية السينيمائية العالمية بإسم med houndo على ما يميز هذا المكان الذي نعتبره ذاكرة حية لكل أبناء بركم.
وتميز حفل التأبين بإلقاء شهادات من أبناء المدينة ممن تتلمذوا على يد الراحل، حيث أبرز المتحدثون جوانب من حياة الفقيد الذي رأى النور في إحدى ليالي عين بني مطهر من سنة 1943 حيث شب وترعرع في وسط أسرة محافظة، تلقى تعليمه الأولي بمدرسة عبد الواحد المراكشي، ليلتحق بعدها بمركز تكوين المعلمين بوجدة، سنة 1962 يعين معلما بالمدرسة الحسنية بعين بني مطهر ثم بعدها معلما بالمدرسة التي تتلمذ فيها على يد معلمين أكفاء مشهود لهم بالتفاني في العمل، ثم مديرا في نفس المدرسة قبل إحالته على التقاعد .
وجدير بالذكر أن المرحوم عاش خلال حياته وقائع وأحداث عرفتها بركنت، الاسم الذي عُرِفَت به المدينة بداية القرن الماضي وخلال فترة الاستعمار الفرنسي وما بعد الاستقلال، وعايش العديد من الشخصيات التي كانت فاعلة في مرحلة ما من تاريخ البلدة، والجميع من أبناء عين بني مطهر وبخاصة الجيل الحالي ومعهم تلاميذه وتلميذاته، الذين نقلوا عنه الكثير من المعلومات والمعطيات التي لها علاقة مباشرة بتاريخ المدينة على اعتبار أنه كان ذاكرة حية بامتياز، فكان هذا التأبين لشخص السي محمد حساني من أبناء عين بني مطهر سواء بداخل المغرب أو من أفراد الجالية المغربية المقيمة بفرنسا، إسبانيا، هولاندا وانجلترا وغيرهم من أبناء وبنات عين بني مطهر، كعربون محبة ووفاء لأستاذ فاضل عاش عفيفا ومات شريفا.


الكاتب : الطيب الشكري

  

بتاريخ : 20/03/2024