كتب لها وقع : «موعد مع الفضائح» لماري ترامب 2/1

تكشف مذكرات ماري ترامب، ابنة الشقيق الأكبر للرئيس الأمريكي،  التي تقع في 240 صفحة، عن معلومات ووقائع خطيرة ومشينة في مسيرة ترامب الحافلة بـ»الانتهازية والنذالة»، وفق تعبير المؤلفة، ومن ذلك أن الكاتبة أمدت صحيفة «نيويورك تايمز» بوثائق أكدت تورط الرئيس الحالي في تزييف برامج وأرقام للاحتيال على الضرائب، وحصوله على حوالى 400 مليون دولار بأوراق مصطنعة من إمبراطورية العقارات التي تركها والده فريِد ترامب الكبير للأسرة، فضلاً عن علاقات الرئيس المشبوهة مع روي كوهين، المحامي الراحل سيء الصيت، الذي كان يدافع عن عصابات المافيا الأميركية، وصاحب لقب «محامي الشيطان».

 

يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب على موعد قريب مع الفضائح، التي ستتكّشف للقاصي والداني وتلوكها الألسن على مواقع التواصل الإلكتروني، حيث تعتزم ماري ترامب، ابنة فريِد «جونيور» ترامب، الشقيق الأكبر للرئيس، نشر كتاب مذكرات بعنوان «كثير جداً ولا يكفي أبداً: كيف صنعت عائلتي أخطر رجل في العالم»،Too much and never enough: how my family Created the World’s Most Dangerous Man. ومن المقرر صدور الكتاب عن دار «سيمون وشوستر» في 28 يوليوز المقبل.
سيصدر الكتاب قبل بضعة أشهر من انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في الثالث من نوفمبر المقبل. وهو توقيت بالغ الحرج بالنسبة إلى ترامب، الواقع في ورطة كبرى، على خلفية تمسكّه بآرائه اليمينية الصدامية حيال التظاهرات المضادة للعنصرية في الولايات المتحدة، فيما تغيّر احتجاجات حركة «حياة السود مهمة» المزاج السياسي في البلاد لغير صالحه، وقد تأتي مذكرات ماري ترامب المنتظرة، لتُجهز على البقية المتبقية من سمعته السياسية السيئة.
وتكشف المذكرات التي تقع في 240 صفحة، عن معلومات ووقائع خطيرة ومشينة في مسيرة ترامب الحافلة بـ»الانتهازية والنذالة»، وفق تعبير المؤلفة، ومن ذلك أن الكاتبة أمدت صحيفة «نيويورك تايمز» بوثائق أكدت تورط الرئيس الحالي في تزييف برامج وأرقام للاحتيال على الضرائب، وحصوله على حوالى 400 مليون دولار بأوراق مصطنعة من إمبراطورية العقارات التي تركها والده فريِد ترامب الكبير للأسرة، فضلاً عن علاقات الرئيس المشبوهة مع روي كوهين، المحامي الراحل سيء الصيت، الذي كان يدافع عن عصابات المافيا الأميركية، وصاحب لقب «محامي الشيطان».

«التاريخ المظلم» للعائلة

ولدت ماري ترامب ماي من عام 1965، وهي حاصلة على البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة «تافتس» في ولاية ماساتشوستس، ودرجة الماجستير في نفس التخصص من جامعة «كولومبيا» في نيويورك. كما حصلت على الدكتوراة في علم النفس الإكلينيكي من جامعة «أديلفي» في نيويورك، ما يجعلها مؤهلة تماماً بحكم المعرفة الوثيقة والتخصص العلمي، على تشريح شخصية ترامب بدقة متناهية.
وجاء في منشور على موقع «أمازون»، أن «ابنة شقيق ترامب ستسلط الضوء على التاريخ المظلم للعائلة، وستكشف عن صورة دونالد ترامب الحقيقية، وطبيعة العائلة التي صنعته»، ما يعني احتمالية الكشف عن فضائح جديدة قد تسبب ضرراً سياسياً جسيماً للرئيس، الذي تتدهور سمعته يوماً بعد يوم.
وتصوّر «ماري» في مذكراتها بأسلوب أدبي مكثف، عدداً من الأحداث العائلية المهمة التي شهدتها بنفسها، أو سمعت بها من أبيها منذ أن كانت طفلة، أثناء قضاء الوقت في منزل أجدادها بحي «كوينز» الراقي في نيويورك، حيث نشأ عمها ترامب وأشقاؤه الأربعة، واصفة «كابوساً من الصدمات والعلاقات المدمرة» داخل الأسرة، حسب تعبير الناشر، فضلاً عن وصفها لأدق أسرار ترامب، وصفاته التي يتصف بها منذ شبابه المبكر، كما تقول الكاتبة.
وأضافت ماري في إعلان ترويجي للكتاب، أنها توضح كيف صار عمها ذلك الرجل الذي «يهدد الصحة العالمية، والأمن الاقتصادي، والنسيج الاجتماعي الأميركي»، مشيرة إلى أنه تربى خارج نطاق «المنظومة الأخلاقية الخيّرة» للعائلة، وبات شخصاً شريراً – حسب وصفها- على أيدي «كوهين»، تلميذ السيناتور اليميني جو مكارثي، الذي كان همزة الوصل بين ترامب ورجال المافيا في مدينة أتلانتيك، فتحوّل (أي ترامب) إلى ذلك الشخص «الغوغائي الهمجي» الذي يعرفه العالم حالياً.
وتفسّر الكاتبة استراتيجية «التغريدات المثيرة» التي ينتهجها عمها منذ سنوات عدة، موضحة أنه كان لدى «كوهين»، المتورط في فضائح شذوذ يخجل منها سكان سدوم وعمورة الغابرون، والذي يُعد «الأب الروحي» لترامب، نظرية غريبة مفادها أن الصحافيين يلاحقون القصص الأكثر إثارة في كل مكان، بصرف النظر عن مدى صدقيّتها، لذلك على رجل الأعمال أو المشتغل في العمل العام أن يجعل من نفسه شخصاً «مثيراً للجدل» على الدوام بأي وسيلة، وبذلك يربح «دعاية مجانية» من دون أن يدفع الأموال من أجل الإعلانات!

فضائح ترامب القديمة

يسرد الكتاب طرفاً غير يسير من فضائح ترامب القديمة، لافتاً إلى أن كوهين أعطى ترامب «قناع الصلف» لكي يرتديه في مواجهة خصومه، وكذلك بعض الغرور المصطنع، وعلّمه كيفية التعامل مع الخصوم بطريقة مكارثية؛ أُعجب بها ترامب منذ مطلع مشواره، واتخذها منهجاً دائماً لحياته العملية. وكان «محامي الشيطان» يقول متفاخراً بتلميذه: «تستطيع أن تنتقد دونالد؛ لكنه سيرد لك الصاع 10 أضعاف»، وتلك هي الاستراتيجية التي لا يزال ترامب يتبعها حتى هذه اللحظة.
وتعتبر المؤلفة أن عمها ترامب فقد «بوصلته الأخلاقية» منذ أن تحالف مع كوهين في السبعينيات من القرن الماضي، ضاربة في هذا الصدد أمثلة عدة، منها أنه لم يتورع عن الاستيلاء على ميراثها من أبيها في شركات العائلة، رغم أنه يمتلك مئات المليارات من الدولارات، وهو – بالتأكيد- ليس في حاجة لأموال ابنة أخيه، لكن الجشع الكامن في نفسه سوّل له فعل ذلك: «أموال عمي كثيرة جداً، لكنها لا تكفي جشعه أبداً».


بتاريخ : 27/06/2020