«كراطوار» طائش يهز صورة الكرة المغربية !

لأول مرة في تاريخ كرة القدم المغربية، يتحول «كراطوار» رماه أحد المحسوبين على جماهير فريق الجيش الملكي في لحظة طيش غير محسوبة العواقب، إلى عنوان عريض يطغى على مباراة في دوري أبطال إفريقيا، بعدما أصاب اللاعب المصري «تريزيغيه» خلال مباراة الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية، التي احتضنها ملعب الأمير مولاي الحسن بالرباط، يوم الجمعة الماضي.
هذه الأداة البسيطة والخطيرة في الآن نفسه، حولت مباراة في كرة القدم إلى مشهد أقرب إلى مباريات الريكبي، بعد بروز سلوكات لا تمت للرياضة بصلة، من ركل ورفس ولكم. وبينما كان اللاعبون مطالبين بمداعبة الكرة والبحث عن الأهداف، تحول «الكراطوار» إلى قطعة ثمينة يتنافس لاعبو الجيش الملكي على إخفائها، في حين حاول لاعبو الأهلي تقديمها دليلا على تورط بعض المحسوبين على جماهير الفريق العسكري.
الخطير أن أحدا ممن اندفعوا نحو هذه الأداة الحادة لم يستحضر حجم الخطر الذي يمكن أن تمثله، والذي كان قد يتسبب في كارثة أكبر من جرح في رأس اللاعب تريزيغيه.
ولم يتوقف السلوك غير الرياضي عند هذا الحد، إذ عمد بعض المحسوبين على الجماهير العسكرية إلى رمي قنينات الماء، رغم خطورتها الكبيرة، خاصة عندما ترمى من مسافات قريبة فوق رؤوس اللاعبين.
وتطرح هذه الأحداث الخطيرة علامات استفهام مباشرة حول مستوى التنظيم، والتدابير الأمنية داخل ملعب الأمير مولاي الحسن. فكيف وصلت أداة حادة مثل «الكراطوار» إلى المدرجات؟ وكيف انتهت إلى رأس لاعب الأهلي المصري؟ ألم يكن من المفترض أن تواكب عملية التفتيش قبل دخول الملعب يقظة أكبر وحسا أمنيا أعلى؟
ويتحمل المنظمون مسؤولية السماح بدخول قنينات ماء كاملة بسداداتها، علما أن الترتيبات الأمنية في ملاعب عالمية تمنع إدخالها بهذه الطريقة، حتى لا تتحول إلى مقذوفات، كما حدث بالفعل. وقد استغل خصوم النجاحات المغربية هذا المشهد لتشويه الصورة المشرقة التي صنعتها كرة القدم الوطنية، سواء على مستوى البنيات التحتية العالمية أو قدرات التنظيم، خصوصا في ظل الاستعداد لتنظيم كأس إفريقيا.
وتزداد خطورة هذه السلوكات الطائشة لأنها وقعت أياما قليلة قبل انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا، التي سيحتضنها المغرب سنة 2025. وهنا يصبح لزاما على الأجهزة الأمنية استغلال كاميرات المراقبة للوصول إلى الأشخاص الذين قاموا برمي “الكراطوار” والقنينات، وللتحقق من جاهزية منظومة المراقبة التي سيتم الاعتماد عليها خلال «الكان» لضبط مثيري الشغب، خصوصا وأن الملاعب الجديدة والمتجددة باتت مجهزة بقاعات مخصصة لعقد جلسات فورية لمحاكمة مرتكبي المخالفات.
ويجب تطبيق القانون على المتورطين في أحداث الشغب بملعب الأمير مولاي الحسن، لأنهم أساؤوا لسمعة فريق الجيش الملكي بصفة خاصة، وللكرة المغربية بصفة عامة. كما أن ما حدث سيجر على الفريق العسكري عقوبات محتملة من «الكاف»، في مرحلة حساسة من المنافسة القارية.
وقد يكون من الحكمة منع تنقل الجماهير العسكرية إلى مصر خلال مباراة الإياب، تفاديا لأي تداعيات قد تتخذ طابعا دبلوماسيا أو خطيرا، خصوصا بعدما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع لمؤثرين مصريين ومحسوبين على جماهير الأهلي يدعون إلى الانتقام بسبب أحداث مباراة الذهاب.
يذكر أن مباراة الذهاب بالرباط انتهت بالتعادل (1 – 1)، ما مكن الأهلي من تعزيز صدارته للمجموعة الثانية برصيد أربع نقاط، متقدما بفارق الأهداف عن يانغ أفريكانز صاحب المركز الثاني بالرصيد نفسه. فيما تجمد رصيد الجيش الملكي عند نقطة واحدة، ليحتل المركز الثالث.


الكاتب : n عبد المجيد النبسي

  

بتاريخ : 02/12/2025