سوف ألعب دورا مهما في الانتخابات الرئاسية لسنة 2027
المقابلة مع كريم بوعمران، عمدة سان-أوين-سور-سين في إقليم السين-سان-دوني وضيف مجلس الجالية المغربية بالخارج في المعرض الدولي للكتاب بالرباط، تنقلك إلى القرن الحادي والعشرين… إلى عالمه…
تحدثنا عن المغرب، بلده الأصلي، وعن فرنسا، في مقاربة منفتحة لهذه الهوية المزدوجة التي يفتخر بها بكل وضوح. ربما يكون هذا هو السر أو «البركة» التي يتمتع بها؟ فقد كان مرشحًا جديًا لليسار تم الاتصال به من قبل الرئيس إيمانويل ماكرون لتولي منصب رئيس الوزراء لولا أن رياح الصراعات داخل الحزب أخذت السفن بعيدا عن مجراها.
كريم بوعمران هو نجم صاعد في صفوف اليسار الحديث في فرنسا، ويؤكد طموحاته الكاملة ويستعد للعب دور رئيسي في الاستحقاقات السياسية المقبلة.
o o لدي سؤال بخصوص المشهد السياسي الفرنسي. من الخارج، من الصعب فهم ما يحدث منذ عام 2017. لقد شهدنا انهيار الحزب الاشتراكي والجمهوريين، وهما القطبان اللذان ضمنا التناوب في ظل الجمهورية الخامسة، الوضع أصبح أكثر تعقيدًا بعد الحل، ومن الصعب تحليله. كيف تنوي المساهمة في فك هذا الجمود بصفتك سياسيًا شابًا داخل الحزب الاشتراكي؟
n n في الواقع، شهدنا انهيار الأحزاب الكبرى التي هيمنت على الحياة السياسية لعقود. وبالنسبة لي، عملي داخل الحزب الاشتراكي يقوم على ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: إصلاح الحزب الاشتراكي. في الوقت الذي نتحدث فيه، ينعقد المجلس الوطني للحزب. عملنا على ظهور معارضة طموحة للقيادة الحالية، وخاصة أوليفييه فور. وهذه خطوة أولى ضرورية.
المرحلة الثانية: بعد إعادة هيكلة الحزب، يجب خوض المعركة للدفاع عن معاقل الحزب في الانتخابات البلدية لسنة 2026: ليون، مرسيليا، سان-أوين، سان-دوني، نانت، رين، غرونوبل… وكل المدن التي يهيمن عليها اليسار أو يمكن استعادتها. وطبعًا باريس.
المرحلة الثالثة: الانتخابات الرئاسية لسنة 2027. أنوي أن أؤدي دورًا مهمًا. لكن في الوقت الحالي، لا أرغب في الإدلاء بأي تصريح محدد بشأن كيفية انخراطي حينها.
o o اليوم، بصفتك وجهًا شابًا صاعدًا في صفوف اليسار والحزب الاشتراكي، وعمدة مدينة متوسطة في ضواحي باريس، سان-أوين، ما هي استراتيجيتك؟ كيف يمكن كسر الجمود السياسي في فرنسا واستعادة ثقة الناخبين؟ وكيف يمكن جعل المشهد السياسي أكثر وضوحًا وجاذبية للفرنسيين؟
n n لقد تم خلط الأوراق بالكامل. لقد وقع انفجار سياسي حقيقي لم يتم تحليله بالشكل المناسب. انظر إلى 2022: إنه أمر تاريخي. لأول مرة في ظل الجمهورية الخامسة، تم استبعاد الحزبين الكبيرين من الحكم. لم يعد هناك منطق التناوب كما في السابق. لقد انهار «البرنامج السياسي» للقرن العشرين. نحن نعيش حقبة جديدة بقواعد جديدة.
بعضهم يقول: «فلنتحدث عن المشروع قبل إيجاد الشخص المناسب.» أنا أختلف. يجب الحديث عن كليهما. المشروع وحده لا يكفي.
سأعلن بوضوح خلال الفترة المقبلة عن مشروعي: التجسيد ضروري. عندما بدأت تنظيم الاجتماعات الهاتفية مع معارضي أوليفييه فور داخل الحزب، قلت لهم: «لنكن صرحاء. القضية ليست فقط في الأفكار، بل فيمن يجسدها، بقوة ووضوح…
انظر إلى من يبرز اليوم: ميلونشون، لوبان، ماكرون… كلهم شخصيات قوية. نحن نعيش زمن الرموز والوجوه. حتى القادة العالميين مثل بوتين أو لولا لديهم وجوه وصوت واضح.
في زمن وسائل التواصل، المقاطع القصيرة، والعبارات القوية، لقد أصبح للتجسيد دور محوري، وهذا لا يعني أن المضمون قد انتهى، بل تغيرت طريقة عرضه.
يجب تجديد طريقة فهمنا للواقع الاجتماعي. من هي «الطبقة الشعبية» اليوم؟ رصاص يربح 5000 يورو؟ طالب دكتوراه يربح 3000؟ ممرضة بـ 1800 يورو؟ الأمور تغيرت.
جيلنا يصوت بناءً على الطبقة الاجتماعية، بل كما يسافر، كما يختار أصدقاءه على الشبكات. إنها ثورة ثقافية
o o هل ترى أن الطبقة السياسية الفرنسية لم تستوعب هذا التغيير ولم تدخل فعليًا القرن الحادي والعشرين؟
n n تمامًا. انظر إلى ماكرون، ميلونشون، لوبان…
كلهم مرتبطون بالماضي. ماكرون محافظ، ميلونشون من مدرسة الستينيات، ولو بان هي نسخة محدثة من أبيها.
إنهم عالقون في زمن روبسبيرودانتون. نحن بحاجة لتجاوز الروايات الكبرى الجامدة. لا يمكن أن نعتبر أن التاريخ سيعيد نفسه بنفس الشكل. تذكروا دائمًا أن:
«الفرق بين رمسيس وكليوباترا أكبر من الفرق بين كليوباترا ونحن». نحن نعيش صدمة حضارية. لا، ليست «نهاية التاريخ»، بل بداية قصة جديدة
o o إذًن، ليست «نهاية التاريخ» كما قال فوكوياما؟
n n بالعكس. هناك «أنواع سياسية» في طريقها إلى الانقراض، وأخرى تولد، نحن نوع جديد من المواطن: متصل، سياسي بشكل مختلف، متعدد الانتماءات.
من لا يفهم هذا التغيير، لن يستطيع اللحاق به. من يريد الفوز بالانتخابات اليوم، لا يكفي أن يقول: «أنا من الحزب الاشتراكي أو الجمهوري.» يجب أن يتكلم بلغة الناس، أن يشبههم. التصنيف القديم لم يعد صالحًا. أنا كنت في مراكش، وقابلت شبابًا يشبهونني في كل شيء: نفس الموسيقى، نفس الثقافة، نفس الشبكات، وفي المقابل، بعض سكان الدوائر الراقية في باريس ما زالوا يعيشون في عالم «تان تان».
o o تصف طبقة سياسية في واد، والشعب في واد آخر. لكن ألا تعتبر صعود اليمين المتطرف في أوروبا وأمريكا نوعًا من المقاومة ضد هذه التغييرات؟
n n بالضبط. إنها حركة تكتونية، لكن فوجد الناس عدوًا واحدًا: النخبة السياسية التقليدية.هي نخبة مستمرة بنفس الأساليب: مركزية مفرطة، تقنوقراطية، ومتحجرة، نفس الأسماء، نفس المناصب: مجلس الدولة، محكمة الحسابات، المجلس الدستوري.
وفي المقابل، المدن المتوسطة تعاني:
الوصول من باريس إلى مرسيليا أسرع من كليرمون فيران إلى تروا.المواصلات الإقليمية صعبة، والناس يعانون، مما يعمّق الشرخ.الناس لا يصوتون لأنهم لا يشعرون بأنهم مرئيون.
o o تقومون بعمل كبير في سان-أوين، لكنها مدينة استضافت جزءًا من أولمبياد باريس 2024. ومع ذلك، الإعلام الفرنسي لم يتحدث عنك إلا بعد تغطية دولية خاصة أمريكية. هل فاجأك هذا الأمر؟
n n نعم، الجميع تفاجأ، مع أني كنت موجودًا في الضواحي الباريسية منذ 1995. 52 عامًا من العمر، وأكثر من 20 سنة في الميدان.
الصحافة الدولية سبقت الإعلام الفرنسي:نيويورك تايمز، هيرالد تريبيون، دير شبيغل، الغارديان… حتى اليابانيون.وفجأة، الإعلام الفرنسي يسأل: «من هذا الذي يعرفه العالم كله؟أقول لهم: «السؤال الحقيقي هو: لماذا لم تروني من قبل؟
o o كنت في أمسية نظمها مجلس الجالية، وكان هناك شعراء من أصل مغربي يقرؤون بلغات مختلفة. هل هذه هي الجالية المغربية اليوم؟
n n تمامًا. أشكر بالمناسبة السيد إدريس اليزمي، رئيس المجلس، على تنظيم مثل هذه اللقاءات، عندما أرى التنظيم، المحاضرين، والمحتوى الثقافي المتعدد… أقول في نفسي: هؤلاء يعيشون بالفعل في القرن21. أما فرنسا، فبعضها لا يزال عالقًا في القرن الماضي.
ما لمسني بالأمس هو الطاقة. طاقة الشباب. طاقة الناس البسطاء. الشعب الحقيقي، عائلات بأكملها جاءت لمعرض الكتاب بالرباط مع أطفالها، كان شيئًا رائعًا وجميلاً.