كلاب ضالة، حشرات ،قوارض سامة، وعوامل خطر متعددة .. السلطات تحوّل شاطئ الداهومي إلى «مقبرة» للنفايات الهامدة

يعيش شاطئ الداهومي وضعية جد متردية بعد أن أقدمت السلطات المحلية في وقت سابق، وفي إطار حملة تحرير الملك البحري، على هدم جزئي لعدد من «الكابانوهات» قبل أن تتوقف العملية التي لاقت احتجاجا واسعا من طرف أرباب هذه «الدور»، وغادرت جرّافاتها المكان بعد أن حوّلته إلى «مقبرة» للنفايات الهامدة.
شاطئ، بالرغم من ضيق مساحته إلا أن عددا من رواده الذين يفضلون قضاء أوقات فيه لايزالون أوفياء له يوجّهون إليه متى سنحت لهم الفرصة بذلك، ويرتفع الإقبال عليه أكثر في فصل الصيف، خاصة بعد إحداث شطرين سكنيين بجواره، وانطلاق أشغال الشطر الثالث من التجزئة السكنية التي تم إحداثها على بعد خطوات منه، إلا أن المؤسف أن كل زواره يصطدمون باستمرار هذا الوضع الشائن الذي يمتد للصيف الثالث على التوالي، دون أن يكون هناك أي تدخل من طرف السلطات المختصة لتنقيته من كل «الشوائب» التي بقيت عالقة فيه.
وعبّر عدد من المواطنين في تصريحات لـ «الاتحاد الاشتراكي» عن تذمرهم وسخطهم العارمين من الوضعية التي يعيشها هذا الشاطئ الذي اختلطت مياه أمواجه بمخلفات البناء التي تم هدمها من حجارة وقضبان حديدية وألواح خشبية وحتى قنينات زجاجية، مما يعرض كل من يرتمي إلى أحضان المياه للخطر المحتمل في كل وقت، الأمر الذي يفسد متعة السباحة التي يمنّي الجميع بها نفسه. وأوضح مجموعة من الغاضبين من هذا الوضع بأن الولوج إلى الشاطئ بات هو أيضا متعسرا لأن المصطافين يجدون أنفسهم مضطرين للسير بين الحجارة والأحراش ووسط الكلاب الضالة التي تحيط بهم من كل جانب، مما يجعل كل خطوة لهم نحو البحر تكون محفوفة بالمخاطر، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
ويعرف الطريق إلى شاطئ الداهومي وجود أحراش متعددة محيطة بالمكان، الذي كان إلى وقت قريب عبارة عن رقعة خالية قبل أن يزحف عليها الإسمنت، حيث تتواجد العديد من الأشجار الكثيفة، وممرات مائية، وبرك متعددة، تحتضن بكل تأكيد بين ثناياها طيور وحشرات وقوارض وكائنات مختلفة، وانضاف إلى كل هذا تلال وأكوام من الحجارة التي يمكن أن تشكّل جميعها أوكارا للأفاعي ولغيرها، وقد تابع الجميع كيف أنه في أحياء بمدينة الدارالبيضاء نموذجا، ظهرت في الآونة الأخيرة مجموعة من الأفاعي مما أثار الخوف في نفوس القاطنين، وبالتالي فخطر زحف هذه «الكائنات» الضارة في ظل ارتفاع درجات الحرارة يبقى قائما، بما أن المسالك المرورية غير واضحة، الأمر الذي قد تنجم عنه حوادث متعددة التبعات لا قدّر الله.
وبالموازاة مع ذلك، يطالب عدد من المواطنين بإحداث مركز صحي في التجزئة القريبة من الشاطئ، في انتظار الانطلاق الرسمي لعطلة الصيف التي تعرف توافد مجموعة كبيرة من مغاربة الخارج القاطنين بالحي، لتوفير كل التدخلات والإسعافات الأولية الضرورية، إلى جانب إحداث مركز للدرك الملكي، أو على الأقل برمجة دوريات تجوب المنطقة في أوقات مختلفة من النهار والليل، تعزيزا للأمن وضمانا لسلامة الأشخاص والممتلكات، إلى جانب معالجة مشكل النفايات المنتشرة في كل مكان.
وجدير بالذكر أن المنطقة الساحلية للداهومي وبوزنيقة بشكل عام من المنتظر أن تشهد تغييرات جوهرية تتناسب والموقع الذي تحتله، لكي تكون عمليا وفعليا قبلة سياحية تساهم في تحقيق التنمية المحلية، وتطور من شأن المدينة التي تحتاج إلى نهضة كبيرة على أكثر من مستوى.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 04/06/2025