كلف 9 ملايير درهم و6 ملايين متر مكعب من مواد البناء و5 ملايين طن من الإسفلت و 300000 متر مكعب من الخرسانة
قال مبارك فنشا، مدير المديرية المؤقتة المكلفة بإنجاز الطريق السريع الرابط بين مدينتي تيزنيت والداخلة، إنه مشروع يعد بالكثير من الأهداف الاستراتيجية، لأنه سيشكل جسرا لوجستيكيا يربط جهات المملكة ببعضها، وسيربط المغرب بعمقه الإفريقي، ما سيكون له وقع اقتصادي واجتماعي كبير جدا.
وأضاف فنشا في تصريح لوفد من الإعلاميين المغاربة، خلال زيارتهم لجسر وادي شبيكة بإقليم طانطان، أن تقدم الأشغال بلغ نسبة 93 بالمائة، مبرزا أن محور طانطان والعيون سيتم فتحه قبيل عيد الأضحى المبارك، لينضاف إلى المقطع الرابط بين العيون والداخلة، ليتبقى فقط المقطع الرابط بين تيزنيت وطانطان، الذي يتوقع أن تنتهي به الأشغال مع نهاية السنة الجارية.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن عملية الإنجاز صادفت العديد من المشاكل، وفي مقدمتها التجويفات العميقة الحاصلة تحت القشرة الأرضية، الأمر الذي فرض الاستعانة بتجهيزات وآليات جد متقدمة، تم جلبها من الخارج، مؤكدا أن الكفاءات المغربية هي التي سهرت على هذا المشروع الضخم.
وأكد مبارك فنشا أن مجموع الأوراش التي فتحت لإنجاز الطريق بلغت 46 ورشا، خصصت لإنجاز 30 مقطعا طرقيا و16 قنطرة، حيث بلغ حجم عمليات الحفر والردم 33 مليون متر مكعب، كلفت 6 ملايين متر مكعب من مواد البناء وخمسة ملايين طن من الإسفلت و 300 ألف متر مكعب من الخرسانة، وتبلغ كلفته الإجمالية تسعة ملايير درهم.
وأشرفت على عمليات الإنجاز 35 مقاولة للبناء والأشغال العمومية و 45 فريقا لمراقبة الجودة
و 350 تقنيا متخصصا بالإضافة إلى 3500 آلية للأوراش.
وأوضح فنشا أن عمليات الإنجاز سارت بإيقاع شبه عادي رغم الصعوبات التي خلقتها جائحة كورونا وندرة مواد الأشغال وغلائها على المستوى العالمي، الأمر الذي يعتبر نجاحا وانتصارا للفعالية والخبرة المغربية.
ويجسد هذا الطريق السريع الرؤية السديدة لجلالة الملك محمد السادس، حيث يعتبر من المشاريع المهيكلة الأكثر طموحا بالمغرب خلال العشرية الأخيرة، بعدما أعطى جلالة الملك انطلاقته يوم الجمعة 06 نونبر 2015، بمناسبة الذكرى الأربعين لانطلاقة المسيرة الخضراء، ويهم تثنية وتوسيع الطريق الوطنية رقم 01 الرابط بين تيزنيت والداخلة على مسافة 1055 كلم، ما سيوفر محورا طرقيا بمواصفات دولية، وبدرجة عالية من السلامة والراحة.
وسيكون لهذا المشروع الضخم وقع مباشر على الساكنة التي تفوق 2.2 مليون نسمة، وسيعود بالنفع على كل اقتصاد المملكة، كما سينعش سوق الشغل في المناطق التي سيعبرها، إذ سيخلق خلال مدة الأشغال 2.5 مليون يوم شغل مؤقتة ودائمة،
و 30000 يوم عمل مباشر بعد الانتهاء و 150000 يوم عمل غير مباشر كل سنة.
وسيضمن هذا الطريق تنقل الأفراد والسلع، وتقليص مدة السفر بأكثر من خمس ساعات بالنسبة للشاحنات وثلاث ساعات بالنسبة للمركبات الخفيفة، وبالتالي خفض كلفة التنقل، مع تحسين الربط بين الجهات الجنوبية للمملكة ومع المراكز الوطنية الكبرى للإنتاج، وربط مدينة طنجة، بوابة إفريقيا نحو أوروبا، مع مدينة لاغوس النيجيرية، وبالتالي تعزيز آليات التبادل بين الشمال والجنوب.
ويتكون هذا الطريق السريع من محورين مختلفين، الأول يمتد من تيزنيت إلى العيون على مسافة 555 كلم، والثاني من العيون إلى الداخلة على مسافة 500 كلم، وسيستفيد مقطع تيزنيت كلميم، الممتد على مسافة 114 كلم، من مسار جديد مباشر بمواصفات هندسية عالية وأكثر سلامة، بحكم مروره عبر تضاريس وعرة، وتضمنه لخمس قناطر، تطلبت جهدا كبيرا على مستوى التتريب والحفر، ما رفع كلفته إلى أزيد من ملياري درهم، وبالنسبة لمقطع كلميم والعيون، الممتد على مسافة 441 كلم، فقد تم إدخال مجموعة من التعديلات على المسار، بغاية ضمان مستوى عال من السلامة.
ويتضمن هذا المقطع، الذي يتسم بطابعه التقني العالي، 11 قنطرة مزدوجة، الأمر الذي فرض إحداث العديد من المقالع بالقرب من الأوراش لأجل توفير المواد الأساسية للأشغال، وتصل كلفته إلى 5.8 مليار درهم.
واستدعى المحور الثاني الرابط بين العيون والداخلة، عبر بوجدور، تقوية وتوسيع وتأهيل الطريق الوطنية رقم 01، وإحداث باحات للاستراحة والخدمات، فضلا عن محطات لتفريغ مياه الأسماك، وبلغت كلفته نحو مليار درهم.
وإجمالا يضم هذا الطريق 16 قنطرة بمواصفات عالية، لأنها ستحد من الانقطاعات الناجمة عن سوء أحوال الطقس، والفيضانات التي كانت تعرفها هذه المناطق في السابق، بالإضافة إلى إقامة جسر استثنائي على مستوى وادي الساقية الحمراء، سيكون الأكبر على الصعيد الوطني، وسيمتد لمسافة تناهز الكيلومترين.