كمال لحلو نائب رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية :نريد أن نجعل من اليوم العالمي للرياضة محطة للوقوف على ما تحقق في الرياضة المغربية

احتفل المغرب، أول أمس الخميس، مثل باقي بلدان العالم باليوم العالمي للرياضة، الذي يصادف السادس أبريل من كل سنة. وحمل الاحتفال عبر العالم شعار «الإنجاز بما يعود بالنفع على الأرض والإنسان».
هذا اليوم العالمي للرياضة الذي تأسس من أجل التنمية والسلام وأضحى فرصة سنوية تبرز فيها الرياضة وما تلعبه من أدوار هامة في المجتمعات وفي حياة الناس في جميع أنحاء العالم، اعتمدته الأمم المتحدة منذ سنة 2013، باقتراح وبمبادرة مغربية خالصة عبر الأستاذ كمال لحلو الذي مثل اللجنة الوطنية الأولمبية في المنتدى الدولي الثاني المنعقد سنة 2011 بجنيف بحضور رئيس اللجنة الدولية الأولمبية البلجيكي جاك روغ، والأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون، حيث اقترح كمال لحلو، مندوب المغرب ، تخليد يوم عالمي للرياضة لاستحضار قيمها النبيلة في خدمة التنمية والسلم.
كيف فكر الأستاذ كمال لحلو في الموضوع وماذا نريد في المغرب من هذا اليوم العالمي للرياضة، وكيف يرى الرياضة المغربية بعد سنوات طويلة من العمل في الميدان؟
أسئلة طرحناها على الأستاذ كمال لحلو وكان هذا الحوار:

o يوم عالمي للرياضة تعتمده الأمم المتحدة وكانت الفكرة مغربية خالصة،كيف حدث الأمر؟

n لنتفق أولا على أن للرياضة قدرة هائلة على تغيير العالم، ولها قدرة كبيرة في تعزيز التنمية المستدامة والسلام والتضامن والاحترام. والعالم بأجمعه أصبح يدرك اليوم القيمة الحقيقية للرياضة وما يمكن أن تمنحه للإنسان وللأرض وللمجتمعات في كل بقاع العالم.
لهذا ولعدة أسباب أخرى، وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على المقترح الذي قدمته أمام أعضائها باسم المغرب بتخليد يوم في السنة للاحتفال بالرياضة، وحدث بالفعلا وتم اعتماد يوم سادس أبريل كيوم عالمي للرياضة.
حدث كل شيء شهر ماي سنة 2011، حين كلفت من طرف رئيس اللجنة الأولمبية حينذاك، حسني بنسليمان، بحضور اجتماع خاص تنظمه هيأة الأمم المتحدة بجنيف السويسرية، في موضوع الرياضة.كنت سعيدا بتمثيل بلدي في ذلك اللقاء الكبير والمهم، لقاء ترأسه الأمين العام للأمم المتحدة، حينها، بان كي مون. والموضوع هو الرغبة في جعل الرياضة في خدمة السلام العالمي، والتعايش بين الشعوب، وإدماج قيمها الجميلة في النسيج المجتمعي عبر الأمم.. لم أتردد في ذلك اللقاء وبادرت إلى طلب الكلمة.
أكدت في كلمتي بأن الرياضة، بالفعل، تتسم بمميزات كثيرة ذات أهمية بالغة بالنسبة إلى التعايش بين الشعوب. ولذلك ليس معقولا ولا مقبولا، ولا مفيدا، أن لا نحتفي بها على غرار أشياء أخرى قد لا تكون لها الأهمية نفسها، ومع ذلك نجعل لها يوما خاصا من كل سنة. الرياضة لم يحتفى بها سوى مرة واحدة على مدار خمسين سنة من عمر هيأة الأمم المتحدة، وكان الاحتفال تحت شعار سنة الرياضة. ثم نسيت تماما.
أذكر أن الحضور .صفقوا لكلمتي وبحرارة، و سجل المقترح باعتباره توصية مهمة ضمن توصيات اللقاء. ولكن مع الأسف، فالتوصية لم تأخذ طريقها بسرعة للتفعيل. ومع ذلك، قررت أن أواصل الدفاع عنها.
سنة بعد ذلك، عدت في لقاء جديد، وهذه المرة بالعاصمة الروسية موسكو، ذكرت مستشار الأمين العام بالفكرة، وألححت. فقيل لي إنهم لم يعثروا على يوم فارغ يمكنه أن يصلح يوما عالميا للرياضة. لم يكن ذلك الرد مقنعا بالنسبة إلي، وطلبت الكلمة متسائلا هل يعقل، أن يكون للمراحيض يومها العالمي، ولا يكون للرياضة يوم يحتفى فيه بها، ويتجدد الحديث عنها، وتثار قضاياها في صلة برغبتنا جميعا، شخصيا، أعتقد أنه يتعين علينا جميعا أن نجد ذلك اليوم، ونحرص عليه.

o وتم بتاريخ غشت 2013 إعلان يوم 6 أبريل يوما عالميا للرياضة من أجل التنمية والسلام؟

n بالفعل، وهذا أمر يؤكد القيمة التي تحتلها الرياضة اليوم في العالم. الرياضة أصبحت حقا من حقوق الإنسان التي يجب احترامها وتطبيقها في جميع أنحاء العالم.
منذ 2013، أضحى يوم 6 أبريل يوما عالميا للرياضة من أجل التنمية والسلام يحتفل به العالم بأسره، حيث أعاد هذا القرار الاعتبار للرياضة كعامل مهم في التنمية ونشر قيم السلام والتسامح.

o كيف مر احتفال هذه السنة؟

n احتفال العالم باليوم العالمي للرياضة لسنة 2023 نظم تحت شعار «الإنجاز بما يعود بالنفع على الأرض والإنسان». كانت الفرصة من أجل الترويج لأنشطة تركز على أثر الرياضة وتأثيرها في الجهود المبذولة في مجال التنمية المستدامة والسلم.والتذكير بأهمية إيلاء المرأة والفتاة والشباب وذوي الإعاقة والفئات المهمشة الأخرى الحق في الرياضة. العالم كله أصبح اليوم يدرك قوة الرياضة وأهميتها في تحقيق التنمية وفي السلام والتسامح.
وبالمناسبة، احتضن،أول أمس الخميس ، مقر الأمم المتحدة في نيويورك عدد من المناقشات، سلطت الضوء على أهمية كرة القدم والرياضات الأخرى في النهوض بأهداف التنمية المستدامة وحقوق الإنسان.

o ماذا نريد من هذا اليوم العالمي للرياضة في المغرب؟

n حرصنا أول أمس الخميس على تنظيم العديد من الأنشطة الرياضية احتفالا باليوم العالمي للرياضة، واحتضنت،في هذا السياق، منطقة بوسكورة بالدارالبيضاء تظاهرة رياضية كبيرة تميزت ببرمجة عدة فقرات بدنية وفكرية وتحسيسية.
في بلدنا المغرب، نريد أن يشكل الاحتفال بهذا اليوم محطة ننظم فيها وقفة تأملية نعيد تقييم ما أنجزته رياضتنا طيلة السنة الماضية، نقف عن الإيجابيات ونحاول الحفاظ عليها ومواصلة تحقيقها، كما نقف عند السلبيات ونحاول تصحيحها وتجاوزها.
سنظل نفتخر كون المغرب من كان المبادر إلى اقتراح تخصيص يوم في السنة للاحتفال بالرياضة. فخورون لكون هذا القرار،الذي جاء بمبادرة مغربية أعاد الاعتبار للرياضة كعامل مهم في التنمية وناشر لقيم السلام والتسامح.

o لكم سجل حافل في مجال الرياضة وخبرة واسعة في التسيير الرياضي،كيف ترون تطور هذا المجال في المغرب ؟

n مما لا شك فيه أن الرياضة المغربية حققت أشواطا مهمة في التقدم والتطور وأحرزت مكتسبات عديدة وذلك بفضل التوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس الذي جعل الرياضة مجالا يتمتع بالأولوية ومنحه كل العوامل لكي يحقق التطور المنشود من خلال توفير البنيات التحتية، أكاديمية محمد السادس مثلا إضافة إلى المركبات والملاعب العملاقة التي أصبحتا نتوفر عليها. وضخ الأموال وتغيير القوانين المنظمة له وتجديد هياكله ،زد على ذلك أنه أصبح للرياضة المغربية موقعا وحضورا في الدستور المغربي منذ سنة 2011, وأضحت حقا دستوريا من حقوق الإنسان.
وفي الواقع، نود كمكونات لمجال الرياضة المغربية أن ننوه ونوجه كل الشكر والتقدير لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على منح جلالته كل هذا الاهتمام للرياضة إذ بفضل ذلك الاهتمام وتلك الرعاية السامية ارتقت رياضتنا لمصاف الدول المتقدمة عالميا وقد برهنا على ذلك من خلال المستوى العالي الذي ظهر به منتخبنا الوطني المغربي في بطولة كأس العالم بقطر.
لقد اعترف العالم بالدور الكبير الذي أشرف عليه جلالته في تطوير الرياضة وطنيا وأفريقيا ودوليا.
هنا نتذكر باعتزاز وفخر كبير عندما منح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف)، جلالة الملك محمد السادس جائزته للتميز، التي تتوج الإنجازات الاستثنائية برسم سنة 2022، لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي منح للشباب الإفريقي دعما هاما من أجل التميز رياضيا.


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 08/04/2023