كمْ مِنَ الحَطَبِ يكفي لاشتعال المشاعر؟

 

عَلَى رَصِيفِ الْقَهْرِ الْمُمْتَدِّ؛
كَضِعَافِ النَّمْلِ..
تَجُرُّ الْبَاعَةَ الْعَرَبَاتُ!.

عَلى حَافَّةِ اللَّيل
كسرَ زجاجَ النافذة
رجل وظلُّه يتكلَّمان
شَبح امرأةٍ آتيةٍ يلوح من بعيدٍ ؛
يسبقها فحص القدمينِ على الْإسفلت ،
هسهسة حلي تشَنِّف أذن المكان..
تحت شمسِ الصُّدفِ
رجلٌ و امرأة يتصَبَّبَانِ خَجلا

كَالرِّيحِ تِلْكَ الْكَلِمَاتُ الطَّائِشَةُ
تَطْعَنُ فِي ظُهُورِ الْمَارَّةِ
تُسْقِطُ كُلَّ دِثَارٍ

مثْلَ الْيَافِطَاتِ
تِلْكَ الضّحكاتُ السَّاقِطَةُ
لَهَا منْ يَحْمِلُهَا!

وهَذَا الْحَرْفُ الْمُلطَّخ بِالدَّمِ
تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوف
يَتَوَسّد جِرَاحَهُ
عَلَى فِراشِ الْمَوْتِ
يَلْفظُ أَنْفاسَه منذ أكثر من حربٍ

بِرغمِ الشّموعِ ،
تَحت الصِّفرِ هذه المشاعرُ
باردة ..
كقُبلة في الظّهْرِ!

كمْ مِنَ الحَطَبِ يكفي لاشتعال المشاعر؟
وهذه الكدماتُ على وجه الصّباح
آثارُ حوافرَ وأقدامٍ،
نُدُوبُ كَلِمَاتٍ حَافِيَةٍ
حفرتها معاولُ النزوات

أتكئ على ظل غيمة
أمشي على أعشاب الشوق الخميلة
كلما غنى طائر
رقص الفؤاد بين جناحيه.


الكاتب : بوشعيب العصبي

  

بتاريخ : 28/12/2018