لأن اليوم جاء مشمساً
تأخر الورد في أكواخ الصيادين
في الحب الأول.
تأخر الليل
لأن الطفلَ الذي يحمل النجوم
كان فلسطينياً
لولاه
لما رأينا الصواريخ المعطوبة
والقنابل الموصوفة بالدم،
لما رأينا في جناحيه
ملاكا يلوّح
سلاما لرائحة الخبز التي تقترب باطمئنان..
وما نراهُ..
الرأسُ الدائخُ: من أين تأتينا الحجارة؟
من يرسم مثلث الموت الأحمرَ فوقنا؟
ليُشاطِرنا الاحتراق.
لأن اليوم جاء مشمساً
فالماءُ يفيضُ
والساق تهتز
والعصافير بلا ارتباك تعيدُ الليل فوق الجبل،
تعيد أمكنة صغيرة ولعبة تمد يدها للشمس، للفتاة التي استشهد أهلها
تعيدُ طُعمَ الليمون إلى أشجارٍ، لأولِ مرةٍ تفقد صديقها القديم..
تعيدُ للصياد رصاصاته
وكلبة تلتهم فطائر السنة الجديدة وقسوة البكاء.
تعيدُ الحرب إلى جهة المساء الهابطِ على الحقول،
على غرباءَ لم يلاعبْ أحفادهم بأوراق التاريخ والبحر والزيتون
لا نشيد لهم، لا بريدَ مضمونا لرسائلهم.
لأن اليوم جاء مشمساً
ثمة أرض برأسها المعبأ بقطاع الطرق
بالشوارع الممزقة بالإمبريالية
والجثث
والعينين المغلقتين..
ثمة طفل بردائه الشفاف يفتش عن حبة برتقال ناضجة
تلبسُ المساء بعنق مكسور
وتتكئُ على نفسها، لأن اليوم جاء مشمسا.