أكّدت الجمعية المغربية للطب الشرعي، أن الموتى المصابين بفيروس كورونا المستجد في أحد المستشفيات، يجب أن يتم إعداد جثامينهم من أجل الدفن دون أن يتم تغسيلها، مبرزة أنه ينبغي تهيئ الجثة في القاعة التي حدثت فيها الوفاة، وأن يقوم شخصان مدربّان على الأكثر بارتداء معدات الوقاية الشخصية، ويتعلق الأمر بـ « الملابس الكاملة « طوال طقوس التهييء، مضيفة بأنه يجب إغلاق الفتحات الطبيعية للجسم، المتمثلة في الأنف والفم والدبر، ثم توضع الجثة في كيس محكم الغلق. وأوضحت الجمعية، التي تضم خبراء الطب الشرعي في المغرب، على أنه بعد ذلك يمسح السطح الخارجي للكيس بمطهر مناسب كماء جافيل مثلا، بمعدل كمية من هذه المادة التي تضاف إليها 5 كميات من الماء، مشددة على أنه يمنع على أفراد العائلة تقبيل أو لمس جثة الفقيد، وبأنه يتعيّن أن يوضع كيس الجثة في تابوت مغلق.
وأوضح مصدر من الجمعية لـ « الاتحاد الاشتراكي «، أنه بعد القيام بالخطوات السالفة، تنقل الجثة مباشرة إلي المقبرة دون المرور بمستودع الأموات أو بمنزل العزاء، كما يمنع نقل الجثة إلى مقبرة غير تلك المخصصة للدفن بحسب مكان الوفاة، وذلك تنفيذا للمادة 4 من الظهير الشريف رقم 68-986 بتاريخ 19 شعبان 1389 (31 أكتوبر 1969)، المتعلق بنظام دفن الجثث و إخراجها من القبور ونقلها كما تم تغييره، مضيفا على أنه يجب تطهير الغرفة أو المكان الذي شهد عملية التهييء إلى جانب تطهير عربة النقل والمحمل المستعمل في نهاية عملية نقل الجثة.
التوصيات التي أصدرتها الجمعية المغربية للطب الشرعي، مساء الاثنين، بخصوص التعامل مع حالة وفاة محتملة أو مؤكدة بمرض « كوفيد 19 «، همّت كذلك حالة استقبال المستشفى لشخص فارق الحياة، يشتبه في كونه حاملا للفيروس بحسب المؤشرات الصادرة عن وزارة الصحة أو حدثت وفاته قبل التأكد من إصابته بالفيروس، مبرزة أنه يجب إذا أمكن إجراء اختبار سريع للتأكد من الإصابة بالفيروس من عدمها، وإذا كانت نتيجته إيجابية أو تعذر القيام بالتحليل أو كان هناك شك في نتيجته لوجود قرائن أخرى على الإصابة بالفيروس، يتم تهييئ الجثة ما أمكن في قاعة صغيرة تعد لذلك بقسم المستعجلات أو على مقربة منه، على أن تكون بين الجثة وبين أحد الأقرباء مسافة محددة في مترين على الأقل، بهدف التعرف عليها. أما إذا كانت الوفاة غير طبيعية أو يحيط بها شك، فيجب الاكتفاء قدر الإمكان بإجراء فحص خارجي للجثة وأخذ عينات للتحاليل السمومية. ويُترك للطبيب الشرعي النظر في ضرورة اللجوء إلى التشريح من عدمه، بحسب ما يتوفر عليه مستودع الأموات من وسائل للوقاية من العدوى، المتمثلة في علاج الهواء داخل قاعة التشريح، منشار ممتص للغبار… وغيرها، كما دعت الجمعية إلى ضرورة تطهير و – أو حرق جميع الأشياء التي يمتلكها المتوفى من ملابس وأحذية، ونعال، ومحفظة جلدية … وغيرها.
وأوصت الجمعية بإعداد وتكوين فريق خاص بالتعامل مع الوفيات المحتملة أو المؤكدة بفيروس كورونا المستجد، يكون مدربا على كيفية التعامل مع الجثة وعلى كيفية التواصل مع عائلة الفقيد ومحيطه، مشددة على أن المستشفى يجب أن يتوفر على المواد اللازمة للتعامل مع الجثة وكل معدات الوقاية الشخصية لكل العاملين بمستودعات الأموات من معدات الكفن، أكياس لوضع الجثة، التابوت، محلول مطهر قاتل، الكمامات الطبية، القفازات الطبية، الملابس الكاملة … وغيرها.
وكانت وزارة الصحة قد أصدرت في وقت متأخر مسطرة للتعامل مع الموتى إلا أنها لم تكن تتضمن عددا من التفاصيل التي أوصت بها الجمعية المغربية للطب الشرعي، كما أن المذكرة الوزارية كانت محطّ تساؤلات عديدة بخصوص التخوف من إمكانية نقل العدوى، مما يطرح أكثر من علامة استفهام عن السر في إصدار مذكرة من هذا القبيل دون تشاور مع الاختصاصيين في المجال.