هيا اغتسل أو تيمم
وصل واقفا
على الطفل الشهيد
الملثم
ما قال آه ساعة الذبح
أو راح هاربا بجرحه
يتألم
بل مضى في كبرياء شامخا
نحو حتفه
يتقدم
يا شهيدا
نِلْتَها
رتبة من أعلى الرتب
ها هي ذي أمتي
قد أفاقت
في جموع من غضب
هاجت هنا
ثارت هناك
وصاحت بصوت حزين
ألا فاحرقوا
عجل الذهب
كم تنادت
من محيط لخليج
في مسيرات
كأتون اللهب
أوقفوا هذا الدمار
وهذا الخراب
وهذا العطب
وإلا افتحوا معبرا للمرور
فإن الجهاد وجب
ولكن هيهات …..هيهات
فمن سيلبي الطلب؟
ومضينا
نقرع الأفكار في القوم
ولكن
لا مجيب
لغة الصمت تفشت بينهم
كممت الأفواه
في ليل رهيب
والرياح تعوي
تنحت الجرح عميقا
في ليالي الذبح
والعسكر في كل الأزقه
هيا اغتسل أو تيمم
وصل واقفا
على الطفل الشهيد
الملثم
ما قال آهٍ ساعة الذبح
أو راح هاربا بجرحه
يتألم
بل مضى في كبرياء شامخا
نحو حتفه
يتقدم
في شهر الذبح
في عرس غزة
وقف نزار وحده
جاءه الجند
وقفوا صوبه
دون كلام
فتشوا صدره
ولخيبتهم
لم يجدوا غير قصيده
ثم استداروا
فتشوا قلبه
ولخيبتهم
وجدوا حبه
ثم اجتمعوا
فتشوا حبه
ولخيبتهم
وجدوا أرضه
ثم اتفقوا
فتشوا أرضه
ولخيبتهم
وجدوا شعبه
ثم مالوا
فتشوا شعبه
ولخيبتهم
وجدوا رفضه
ثم أراقوا على الأرض دمه
ساعتها
تبرعم الدم في الضياء
جُلّنَار وياسمين
نما وسط اللبلاب
نافورة مضمخة بالندى و الأريج
عاد وجه نزار
في ضفائر البنات
في دفاتر الصغار
في سكة المحراث
عاد
لخط النار
يملأ كأس الحب وردا
ويجري صارخا
مُمْتَشِقا سهمه
وحدي
أنا
من هزم العسكر وحده
وحدي
أنا
من هزم الظلم وجنده
هيا اغتسل أو تيمم
وَصَلِّ واقفا
على الطفل الشهيد
الملثم
ما قال آهٍ ساعة الذبح
أو راح هاربا بجرحه
يتألم
بل مضى في كبرياء شامخا
نحو حتفه
يتقدم
فوق الكواكب العليا
كتبنا أسماءنا
مختومة
بدماء قتلانا
وفي ربعنا
أعمامي لا ينصرون أخوالي
وأخوالي دوما
يخونون أعمامي
هكذا أهلي
وأهلي هكذا يقتتلون
ويعومون في الدماء
يسبحون في الفراغ
ومن غباوتهم
يستفسرون قائلين:
أَلِلْعِدَا جيش بعتاد
من لهب
ويملك العُرْب جيشا
من حطب
واويلتاه
لا نملك الآن غير
الخطب
أمتي
أي جراح داميات
لم تلتئم
فاحبسي الدمع وثوري
وامسحي دمع اليتامى والثكالى
و الأرامل
ثم ثوري يا أمتي
و استيقظي من غفوتك
نقول
لن نركع
بصوت الجمع
لن نركع
ونركع
يا عُرْبُ
وحدانا
وفرادى
يوم عدنا من الحروب دون سيف
أو بنود
فما أرجعت لنا أرض
ولا حررت حدود
دون انتصار عدنا
أو كسرنا القيـود.
نستعرض العضلات
في كل شيء
وندعي الغلب
أسود على بعضنا
وعند العدى نحن نعاج
من فرطنا في الأدب
بل سلاحف
ونعام
نخبئ الرأس من وجه اللهب.
وا أسفاه
كل الغزاة مرّوا فوق تُربي
حصدوا زرعي
أحرقوا عشبي
ذبحوا وردي
وأنا مهما قست دربي
فأنا شمعة
في ليل شعبي
نجمة
في فجر شعبي
ثورة
في صف شعبي
بذرة
في أرض شعبي
فأنا شعبي
وشعبي في دمي يقطن نبضي
وأغني وأنا أبني بلحني
مدنا من ذكريات.
لا نملك الآن غير الخطب
الكاتب : محمد فراح
بتاريخ : 18/04/2024