كتاب «سوسيولوجيا، سوسيولوجيون، مغرب، وبعد؟» للسوسيولوجي المغربي جمال خليل، كان محور اللقاء الذي احتضنته إحدى قاعات محاضرات مقر مقاطعة الصخور السوداء بالدارالبيضاء يوم السبت 29 فبراير الماضي، وموضوع قراءة من طرف ليلى بوعسرية، الأستاذة بعلم الإجتماع بكلية عين الشق، وذلك بمناسبة الإعلان الرسمي لإنطلاق مؤسسة «منصات«.
وقد ألقى عزيزمشواط، مدير «منصات» والأستاذ بعلم الاجتماع بجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء، خلال مداخلته التي حضرها كل من صاحب الكتاب و جموع من المهتمين الذين أغنوا النقاش، نظرة عن فحوى االندوة الثقافية التي كانت من تسييره.
وحسب تقديم عزيز مشواط، فإن منصات تعتبر فضاء مفتوحا في وجه كل الباحثين والشركاء الذين يتقاسمون هدف القيام بالبحوث الأساسية الميدانية، و تشكل فضاء للطلبة وللباحثين للالتقاء والنقاش والتكوين، حيث ستعمل المؤسسة الجديدة على توفير عدد من برامج التكوين النظري والتطبيقي للباحثين الشباب للرفع من مستوى وجودة البحث العلمي في هذه الميادين، و قد أتت بعد مناقشة مستفيضة مع عدد من أساتذة الجامعة المغربية والذين اشتغلوا بمراكز بحثية مختلفة ووصلوا إلى ضرورة مأسسة العمل البحثي بطريقة مهنية .
وركز مشواط في تقديمه على الإجابة عن سبب اختيار كتاب الأستاذ جمال خليل كمحطة من محطات انطلاق مؤسسة «منصات، وأكد أن الدكتور خليل كان له شرعية الحديث عن واقع السوسيولوجيا في المغرب والتفكير حولها وإعطاء رؤيا خاصة، وأساس هاته الشرعية، كونه كان، رفقة أساتذة أخرين، من بين الأولين الذين هندسوا لكي تكون لمدينة الدارالبيضاء قطاعا سوسيولوجيا قائما بذاته ، لأن المدينة الإقتصادية بقيت ولمدة زمنية طويلة، بدون شعبة علم الإجتماع ، وأيضا لكون جمال خليل كون جيلا من الأساتذة الجامعيين، يتوزعون حاليا بين العديد من المدن المغربية، ومن جهة أخرى يتميز خليل على مستوى البحث، بالممارسة الميدانية وبكونه يكتب للأخرين . ومنصات، يستطرد مشواط، باختيارها لهذا الكتاب
Sociologie sociologues maroc ..so what ?، فهي تنضم إلى جانب أخرين لخوض مغامرة الإجابة عن سؤال « وماذا بعد؟».
لم يفت مسير المحاضرة في ختام عرضه، أن يشكر كل من ساهم من فريق «منصات» سواء الباحثين الذين عملوا على تطوير الفكرة إلى أن وصلت إلى محطات افتتاح منصات أو فريق منصات المتواجد بمدينة الدارالبيضاء الذي سهر على تنظيم اللقاء بشجاعة ونكران ذات.
بدورها الأستاذة ليلي بوعسرية أسهبت في تحليل المؤلف ، وتناولت في مداخلتها، من بين ما تناولته، فكرة أن الكتاب يعتبر مرجعية في ما يخص العمل الضخم المتعلق بجمع المعلومات، و الصعوبات التي يعرفها الباحث في علم الإجتماع.والأستاذ جمال في كتابه، تقول بوعسرية، قدم بشكل دقيق وجيد كل هاته الصعوبات التي رافقت هذا العمل. و»تقاسم معنا طيلة كتابته لهذا المؤلف، التفاصيل الدقيقة حول الإختيارات التي تم القيام بها والأسباب وراء كل الإختيارات» .
من بين ما سطر عليه جمال خليل، في عرضه، هو ضرورة طرح الأسئلة والبحث الدائم عن إيجاد الأليات والظروف الملائمة لمساعدة السوسيولوجي على القيام بمهمته، وأساسها هي المناقشة العلمية البحثة، وليس فقط بين السوسيولجيين وضرورة فتح نقاش أكاديمي مع متخصصين في علوم أخرى.
من جهة أخرى فقد اغتنمت الجريدة الفرصة لتحاور مدير منصات، إذ أفاد هذا الأخير بأن مؤسستهم بحثية تضم العديد من الأساتذة الجامعيين معضمهم سوسيولوجيون، لكن لديهم كذلك، أساتذة في الإقتصاد والعلوم السياسية. الهدف الأساسي من منصات، فضلا عن كونها منصة بحثية فهي، تهدف إلى أن تصبح استمرارية للتكوين بالموازاة مع الجامعة لكن في أطر أكثر رحابة، هو اتصال غير رسمي، قد ينتج عنه شراكات مستقبلا، لكن تبقى منصات ليست مؤسسة للتكوين الجامعي بل قد تلعب دور الوسيط فقط. كما تفكر منصات في ربط علاقات مع مؤسسات أخرى سواء على الصعيد الوطني أو العربي أو الدولي. وقد بدأت فعليا ببعضها ولكنها تستهدف خاصة مكوني المكونين وأساتذة الدكتوراه الذين يشتغلون بالطرق الحديثة للتأطيروالبحث وغيرهما، وهذا يعد ورشا مهما جدا. للمؤسسة، على حد تعبيره.
اللقاء اختتم بحفل توقيع للكتاب من طرف مؤلفه، بعد نقاش مستفيض شارك فيه العديد، طلبة ومهتمين ومثقفين وصاحبي مشاريع وأفكار مستقبلية.
للإعلان الرسمي عن انطلاقها «منصات» تختار كتاب«سوسيولوجيا، سوسيولوجيون، المغرب، وبعد؟»
الكاتب : سهام القرشاوي
بتاريخ : 14/03/2020