لِمَاذا كَسَّرْتُ اَلْجَرَّةْ؟

مُشْكِلَتِي
مَعَ تُحَفِ اَلْجِرَارْ
كَسَّرْتُهَا جَمِيعاً
لأنِّي مَلُولٌ

يَدُ اَلْخَزَّافِ الذِي
يَعْجِنُ اَلأرقَ
بِصَهْد اَلنَّارِ
مِنْ أَجْلِ تُحْفَةٍ نَادِرَةٍ
مَا أَنْ ينْتَهِي يُكَسِّرُ
كُلََّ جَرَّةٍ عَلى حِدَةٍ
تِلْكَ التِي لارُوحَ فِيهَا

تَعِبْتُ
فِي حَانُوتِ اَلْوَرْشَةِ
كُلُّ اَلْمِهَنِ
التِي لاَ تَفْصِلُ خَيْطَهَا
عَنْ هَوَاءِ اَلسَّمَاءِ
هُرَاءٌ

لامَعْنَى لِلتُّحَفِ
التِي أَصْنَعُهَا
بِعَرَقٍ وَمشَقَّةٍ
أُكَسِّرُهَا
فِي انْتِحَارٍ جميعاً

تُحَفُ اَلْفَخَارِ
جَسَدٌ بِلاَ رُوحٍ
أُكَسِّرُهَا فِي نَارِ اَلشَّفَقَةِ
عَلَى عَجْزٍ مُبْطِنٍ لِلأشْيَاءْ
نَعْجِنُهَا فِي سِرِّيَةِ الأوْصَافِ
إمَّا أَنْ نَصْنَعَ خَزَفًا
مِنْ طِينِ اَلرُّوحْ
أَوْ نَقْفَلَ
بَابَ حَانُوتِ اَلْمَلَلْ

مُشْكِلَتِي أَيْضًا
كُلَّمَا رَسَمْتُ وَجْهَ اَلْمَاءِ
مَحَوْتُ أَصْلَهُ

مُشْكِلَتِي
أَمْزِجُ اَلَّلْيَلَ والنَّهَارَ
فِي كَأْسٍ وَاحِدَةٍ
تَحْدُوهُمَا
مَسَافَةٌ بَيْنَ اَلْعَيْنَيْنِ

أخيرًا وَقَفَتْ بِحَانُوتِي
اَلْجَمِيلاَتُ
بِمُنْتَهَى تَعَبِ اَلْجَبَلْ
حَمَلْنَ كُلَّ اَلْجِرَارِ
فَوْقَ صُدُورِهِنَّ
اَلْمُكْتَنِزَاتِ بِاَلألفْةِ
مُنْذُ ذَاكَ اَلْوَقْتِ
صَارَتْ صِنَاعَتِي
اَلْخَزَفِيَّةُ رَائِجَةً
تُدِرُّ أَمْوَالاً عَلَى خَزِينَةِ اَلشَّعْبِ

أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ
إِنَّ صُعُودَ اَلْخَزَفِ
مُتْعِبٌ جِدًّا لِلأبْدَانِ وَاَلرُّوحْ


الكاتب : عبدالحق بن رحمون

  

بتاريخ : 09/02/2018