تتواصل فعالات المؤتمر 87 للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية بمدينة الرباط، حيث شهد اليوم الثاني مجموعة من الورشات، كانت أبرزتها تلك المتعلقة بالصحافة الاستقصائية.
وخلال هذه الورشة استضاف رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، الإيطالي جياني ميرلو، في جلسة حوارية، الصحافي الاستقصائي الغاني أنس أريمياو، الذي يرتدي منذ ست سنوات قناعا يخفي وجهه، خوفا من التهديدات التي يتعرض لها.
وحكى أنس، في لحظة جد مؤثرة، تفاعلت معها القاعة بحرارة، تجربته المريرة، وكيف يتجنب انتقام مطارديه.
ويمارس هذه الصحفي الغاني، الذي ولد أواخر سبعينيات القرن الماضي، منذ 13 سنة مهنة المحاماة، لكنه يعشق العمل الصحافي، ولاسيما في شقه الاستقصائي، من خلال التركيز على قضايا حقوق الإنسان ومكافحة الفساد في غانا وإفريقيا، حيث توج في عام 2016 بجائزة أفضل صحفي رياضي، بعدما كشف عن شبكة التلاعب في مباريات كرة القدم ببلده، وتورط مجموعة من الحكام في تحديد نتائج مباريات معينة.
كما ناقشت جلسة يوم الأربعاء موضع الذكاء الاصطناعي، هل هو عامل مساعد أم وحش يهدد مستقبل الصحافة، بمشاركة مختصين حضوريا وعبر التناظر المرئي.
وأجمع المتدخلون على أهمية الذكاء الاصطناعي في حياة الإنسان، شريطة مراقبة استعماله من طرف الأطفال.
وأشارت التدخلات إلى أن هذا المجال ينبغي تأطيره بأخلاقيات المهنة بغاية محاربة الإشاعة والأخبار الزائفة، حيث أن اليد العليا يجب أن تكون دائما للإنسان.
وأكد المشاركون على أن الذكاء الاصطناعي لا يجب الاعتماد عليه بشكل مطلق، بل لا بد من الاستناد إلى الكفاءات.
وإذا كان المدى القريب يمكن توقع مستجداته، فإن التطور التكنولوجي يجعل التكهن بالمستقبل على المديين المتوسط والبعيد يبقى أمرا صعبا، لهذا وجب الحذر من سوء استخدام هذه التكنولوجيا الجديدة.
وشهدت الجلسة المسائية تقديم عرض بشرى حجيج، رئيسة الجامعة الملكية المغربية للكرة الطائرة والكونفيدرالية الإفريقية للعبة ذاتها، تطرقت فيه إلى الجهود التي يتم القيام بها على المستوى القاري من أجل الارتقاء بهذه اللعبة، وتطويرها على كافة المستويات، حيث نظمت دورات تكوينية للمدربين والحكام، في أفق مضاعفة أعداد الممارسين وتطوير المهارات.
وأضافت أن الكونفيدرالية تعمل جاهدة على تعزيز مفهوم الحكامة، لاسيما في الجانب المالي، باعتماد مقاربة علمية تنبني على أهداف واضحة.
وقدم معاذ حجي، المنسق العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تطرق فيها إلى تطور كرة القدم المغربية، وإنجازاتها قاريا وعالميا، مستعرضا أي تحضيرات المملكة لاحتضان نهائيات أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، مشيرا إلى أن المغرب بات يتوفر على بنية تحتية من مستوى عال.
وقبلهما قدمت أيضا عروض حول دورة الألعاب الأولمبية الشتوية بميلانو والألعاب الأولمبية للشباب بدكار، إضافة إلى تقرير قسم عمليات الإعلام باللجنة الأولمبية الدولية وعرض تقديمي للاتحاد الدولي للرياضة الجامعية، ثم إعلان انضمام الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية لاتفاقية سان دوني، مع تقرير للفيفا واليويفا والاتحاد الدولي للجيدو والأولمبياد الخاص ومنظمة الكاريبي ووسط أمريكا للرياضة.
وكانت أشغال المؤتمر قد انطلقت مساء الثلاثاء بحفل توزيع جوائز الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية (AIPS) لعام 2024، بحضور شخصيات حكومية ورياضية بارزة، إلى جانب نخبة من الإعلاميين القادمين من أكثر من 100 دولة.
وافتتح الحفل بكلمة رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، جياني ميرلو، أكد فيها على القيمة العالية للترشيحات المقدمة هذا العام، والتي بلغت 2065 مشاركة من 136 بلداً.
وتم تنظيم الحفل بدعم من الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، وبحضور وزراء، مسؤولين، ورؤساء اتحادات قارية.
وخلال الحفل، تم الإعلان عن الفائزين الثلاثة الأوائل في الفئات الثماني الرئيسية، إلى جانب فئة الصحفيين الشباب، حيث شملت الجوائز أفضل الأعمال في مجالات الفيديو القصير، الوثائقي، التحقيقات، المقابلات، الصورة الصحفية، الكتابة، والتغطيات الصوتية، فضلاً عن فئات مخصصة للتقارير المرتبطة بالعلوم الرياضية، والصحافة المحلية، وقضايا الأمل والمجتمع، والابتكار.
وعرف الحفل كذلك لحظة وفاء وتقدير، من خلال تكريم أربعة من رواد الصحافة الرياضية المغربية والدولية، وهم محمد السلهامي، أحد مؤسسي الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، ونجيب السالمي، الرئيس الأسبق للجمعية، ومصطفى بدري، مدير جريدة المنتخب وكبير مصوري الصحافة الرياضية، وعائلة الراحل بلعيد بويميد، الرئيس السابق لفرع إفريقيا بالاتحاد الدولي للصحافة الرياضية.
مؤتمر الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية يفتح ملف الصحافة الاستقصائية والذكاء الاصطناعي بعد أن افتتح بجوائز الاتحاد الدولي وتكريم الرواد

الكاتب : الرباط: إبراهيم العماري
بتاريخ : 16/05/2025