استعاد فريق الوداد الرياضي صدارة ترتيب البطولة، بعدما حسم الديربي 133، على حساب غريمه الرجاء البيضاوي، بهدفين لواحد، مساء أول أمس الأحد بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، في لقاء مؤجل عن الدورة السادسة من الدوري الاحترافي.
وقدم الفريقان معا أداء متواضعا، لم يشف غليل الآلاف من الجماهير الذين حجوا إلى المدرجات، بعد غياب حوالي ثلاث سنوات بسبب تداعيات الجائحة، حيث رسموا لوحات التألق كعادتهم على المدرجات، من خلال تيفوهات عملاقة، أبهرت كل من شاهدها.
وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر طبقا كرويا رفيعا، خاصة في ظل توفر الفريقين على إمكانيات تقنية جيدة، ولاسيما الفريق الأحمر، المتألق قاريا ومحليا، جاء العطاء دون التطلعات، رغم البداية القوية لفريق الوداد، الذي تمنكن من الحصول على ضربة جزاء في الدقيقة الثامنة، أعلنت عنها غرفة الفار، على إثر تدخل الظهير الأيسر بتايك في حق أوناجم، لكن الحارس أنس الزنيتي تألق كعادته، وتصدى لتسديدة العميد يحي جبران.
وكانت ضربة الجزاء الضائعة نقطة تحول سلبية في هذه المواجهة، حيث طغى عليها اللعب العشوائي والعقيم، في غياب محاولات سانحة للتهديف.
وانتظر الجميع حتى الدقيقة 57، عندما أكدت غرفة الفار مشروعية هدف أيمن الحسوني، لتنطلق الفرحة الودادية، لكن الإيقاع ظل على حاله، وسط انكماش ودادي، حيث بالغ المدرب الحسين عموتة في الحذر، وفضل الاعتماد على الحملات المرتدة، التي كانت خطيرة، قبل أن يضيف الكونغولي زولا الهدف الثاني، في الدقيقة 80، لتتوقف المباراة ويعود الجميع إلى غرفة الفار التي أكدت الهدف، قبل أن تتدخل من جديد في الدقيقة 90 للإعلان عن ضربة جزاء لصالح الرجاء، بعد لمس الكرة باليد داخل منطقة العمليات، ليقلص محمد الناهيري النتيجة، ويدون اسمه ضمن خانة اللاعبين الذين سجلوا بقميص الفريقين.
وساهم تأخر قرارات غرفة الفار، واستهلاكها عددا كبيرا من الدقائق، فضلا عن توقف المباراة بسبب الدخان الكثيف، في إضافة الحكم سمير الكزاز لـ 14 دقيقة، لم تكن كافية للرجاء من أجل بلوغ التعادل، رغم أن محمد زريدة طالب بضربة جزاء بعدما سدد داخل منطقة العمليات في يد جبران، لكن غرفة الفار لم تؤيد مطلبه، لينتهي الديربي بانتصار ودادي من دون إقناع، ولو أنه كان قريبا من تسجيل الهدف الثالث بعد مرتد خاطف انتهى بهزيمة الحارس أنس الزنيتي، لكن القائم اختار اللون الأخضر.
وأفقدت كثرة التوقفات والتدخل المتكرر لغرفة الفار المباراة إيقاعها، وبدت عادية بكل المقاييس، إذ خرجت عن طابع الندية والتنافسية اللذين اعتادت مباريات الديربي أن تحملهما، حيث تألق الأنصار وتحول اللاعبون إلى مجرد مؤثثين للفضاء لا غير.
وشهدت هذه المباراة احتجاجا قويا للمدرب التونسي منذر الكبير على الحكم سمير الكزاز، مطالبا بالعودة إلى تقنية الفيديو للتأكد من أحقية المدافع الودادي، الجزائري بنعيادة، في البطاقة الحمراء، باعتباره كان آخر مدافع عرقل المهاجم أكسيل مايي وحرمه من فرصة واعدة للتهديف، لكن الحكم الكزاز منحه البطاقة الصفراء، وطالبه بالكف عن الاحتجاج، وإلا سيكون مصريه الطرد.
وعقب هذه النتيجة، ارتقى فريق الوداد الرياضي إلى المركز الأول برصيد 14 نقطة، فيما ظل الرجاء الرياضي في المركز 12 برصيد 6 نقاط.