مؤشر «كورونا» يرتفع بعدة دول.. هل العالم أمام إغلاقات جديدة؟

خبراء يحذرون: إذا لم تطبق تونس الحجر الشامل، ستسجل مابين 700 و800 وفاة يوميا في منتصف غشت

 

ارتفع مؤشر الإصابات بفيروس كورونا حول العالم خلال الأيام الماضية، الأمر الذي دق ناقوس الخطر في عدة دول، لا سيما أن جل الإصابات تسجل بالنسخ المتحورة من الوباء.
وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، الأحد، إن واشنطن «قلقة جدا» من تهديد متحورات فيروس كورونا لانتعاش الاقتصاد العالمي.
وأوضحت خلال مؤتمر صحافي: «نحن قلقون جدا بشأن المتحورة دلتا ومتحورات أخرى قد تظهر وتهدد الانتعاش. نحن في ظل اقتصاد عالمي مترابط، فما يحصل في أي جزء من العالم يؤثر على الدول الأخرى».
وفي تونس سريعة الانتشار، أرقام قياسية مفزعة من حيث الوفيات والإصابات التي باتت تعد بالآلاف يوميا، وسط توقعات بأن تكون ذروة الانتشار أواخر شهر يوليوز الحالي وبداية غشت القادم.
طاقة استيعاب المستشفيات وغرف الإنعاش تجاوزت المائة بالمائة في أغلبها، مع صعوبة في الحصول على الأوكسجين في عدد من المستشفيات وخاصة بالمناطق الداخلية، مع نفاد اللقاحات وغلق بعض المراكز المخصصة لها.
حجر شامل وآخر موجه تعيش على وقعه أغلب المدن، غلق للطرقات والمقاهي والمحلات والمساجد لتفادي التجمعات مع حجر شامل كل نهاية أسبوع بمحافظات تونس الكبرى، تلك إجراءات اتخذتها الحكومة للحد من سرعة انتشار الفيروس، مع معاضدة قوات الجيس الوطني في عمليات التلقيح بالمناطق النائية.
كما تتالت المساعدات الخارجية وخاصة من الدول العربية، و من ذلك المساعدة المغربية التي تضم وحدتين طبيتين للإنعاش بطاقة إيوائية تبلغ 100 سرير، و100 جهاز تنفس، ومولدين اثنين للأوكسجين، وأيضا مستشفى ميداني قطري بسعة 200 سرير مجهز، ومن مصر طائرتان عسكريتان تحملان معدات طبية.
ووفق آخر الأرقام الرسمية لوزارة الصحة، الاثنين، فإن ‏عدد المسجلين لتلقي التطعيم تجاوز الثلاثة ملايين فيما بلغ عدد التونسيّين الذين استكملوا التلقيح 600 ألف (جرعتين)، ومليون وخمس مائة ألف (جرعة واحدة )، بعد 121 يوما على بداية التطعيم.

وضع خطير

وقالت الدكتورة والناطقة الرسمية باسم «اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا» جليلة بن خليل في تصريح، إن «الوضع الوبائي في تونس خطير وصعب بالنظر للوضع بالمستشفيات، هناك توافد كبير للمرضى مقابل عدم القدرة على إيواء الجميع وخاصة في أقسام الإنعاش حيث يصعب توفير سرير للمريض بالنظر إلى أن المريض يبقى ما بين ثمانية وعشرة أيام في الإنعاش».
وعن أسباب تدهور الوضع وتسجيل آلاف الإصابات أوضحت بن خليل أن «الإشكالية الكبرى لتونس هي في مدى تطبيق الإجراءات التي يتم فرضها، نحن نضع إجراءات ولكن تطبيقها واحترامها يظل حبرا على ورق، كان بالإمكان الاستغناء عن كل التظاهرات السياسية والتي تسببت في تفشي الفيروس، وأيضا الأفراح والتجمعات».
من جهته وصف الدكتور بكلية الطب بتونس منذر الونيسي الوضع بأنه «خطير جدا»، مضيفا في حديثه: «نحن نواجه موجة رابعة شديدة الخطورة، يوميا نسجل آلاف الإصابات، المستشفيات تجاوزت طاقة الاستيعاب مع نفاد الأكسجين، للأسف هناك انتشار أفقي للعدوى».
ولفت الونيسي إلى أن خطورة الوضع تعود أساسا إلى أن الدولة لم تسرع في عملية جلب اللقاحات، كما أن فتح الحدود عند تسجيل صفر إصابة في السنة الفارطة خطأ كبير، كان الاهتمام وقتها بالانتصار الإعلامي (صفر إصابة) وتم إهمال الانتصار الميداني في الوقت الذي كانت فيه بقية الدول تسارع لجلب اللقاحات».
وأضاف الونيسي: «رأينا تجمعات وتظاهرات كبيرة ثقافية ورياضية، كان هناك ارتخاء كبير من المواطن بالنظر إلى أن الدولة أعلنت انتصارها على الوباء وقتها، ما يحصل الآن هو نتيجة اللامبالاة من المواطن بعدم لبسه للكمامة واحترام التباعد، وعدم جدية الحكومة في جلب اللقاحات».
وعن الإجراءات العاجلة التي لا بد منها للحد من الانتشار وكسر حلقات العدوى دعت بن خليل إلى أنه «لا بد من إعلان الحجر الصحي الشامل على الأقل لمدة ثلاثة أسابيع، فالهدف منه التقليص من عدد الإصابات وبالتالي توفير أسرة إنعاش بالمستشفيات والتخفيف من الضغط».
بدوره طالب الونيسي بإعلان حجر صحي شامل ما بين 4 و6 أسابيع لكسر العدوى، ولكنه أقر بصعوبة ذلك بالنظر لكلفته على المواطن الذي لن يتحمل ذلك نظرا للوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي.
يحذر المختصون والأطباء من أن أواخر شهر يوليوز وبداية غشت سيتم تسجيل أرقام صادمة من حيث الوفيات والإصابات.
وتوقع الونيسي أنه بالنظر لما يتم تسجيله الآن من أرقام ونظرا لعدم إعلان الحجر الشامل، فإن أواسط الشهر الجاري ستكون هناك ذروة في الأرقام، وللأسف سنصل إلى ما بين 400 و500 وفاة فيما سيتم في منتصف غشت تسجيل 700 أو 800 حالة وفاة يوميا وما يقارب 20 ألف إصابة.
بدورها تقول بن خليل: «في حال تواصل التسيب والاستهتار وعدم تطبيق الإجراءات فإن الأرقام ستكون مفزعة، نحن أمام سلالة هندية خطيرة، ولا بد من التباعد وتطبيق كل الإجراءات الوقائية».
وطالبت بضرورة جلب اللقاحات لأنها «الحل الوحيد للسيطرة على الفيروس الخطير وسريع الانتشار».

مسؤولية سياسية

يحمل عدد كبير من المتابعين للشأن العام المسؤولية لما بلغته البلاد من كارثة صحية إلى السياسيين بدرجة أولى، فالصراع بينهم وخاصة بين مؤسسات الدولة كان السبب الرئيسي في تأخر جلب اللقاحات ورسم استراتيجية واضحة ومتكاملة لمواجهة الوباء.
ويرى الباحث والأكاديمي زهير إسماعيل أنه لم يعد الخلاف بين الفاعلين السياسيين والمراقبين للمشهد التونسي حول علاقة الفشل في مواجهة الوباء بالأزمة السياسية، وإنّما الخلاف حول المسؤول عن هذا الفشل، وتتأكّد هذه العلاقة بقياس المشهد الحالي إلى تجربة حكومة إلياس الفخفاخ في مواجهة الموجة الأولى من الوباء، وقد أمكن تشكيل قيادة طبية سياسية ميدانية بقيادة وزير الصحة عبد اللطيف المكي مدعومة بقوة من رئاسة الحكومة والبرلمان.
وأضاف إسماعيل: «هناك إجماع على أنّ إسقاط حكومة الفخفاخ كان مقدّمة إلى التراجع أمام زحف الوباء والفشل في مواجهته، ولذلك يحتدّ تبادل التهم بإسقاطها بين من كانوا من تشكيلتها، فهناك من يلح على أنّها استقالت، ويلح طرف آخر على أنها أجبرت على الاستقالة».
ولفت إلى أن الصورة أصبحت اليوم أوضح وذلك من خلال أن «سياسة التعفين وخنق المؤسسات التي يمارسها رئيس الجمهورية وتخليه عن دوره في توظيف الدبلوماسية في توفير اللقاح وأدوات محاربة الوباء كلها تدين رئيس الجمهوريّة وتحمله المسؤولية الأولى في هذا الفشل».
وتابع إسماعيل: «أما الجهة الثانية المسؤولة فتتمثل في القوى التي تستهدف البرلمان، وهناك شبه إجماع على تقاطع «الدستوري الحر» و»الكتلة الديمقراطية» في لعب هذا الدور سواء بتعطيل أشغال المجلس أو بمقاطعة جلساته، والجهة الثالثة هي الحكومة وحزامها البرلماني».
وتوقع إسماعيل أن تكون الحكومة السياسية التي دعت إليها حركة النهضة «انطلاقة جديدة لانتصار جزئي على الوباء يمهد لمرحلة سياسية جديدة».

مواصلة الإغلاقات
في العالم

و واصلت دول حول العالم إغلاقاتها وإجراءاتها المشددة للقضاء على الفيروس المتحور، إذ أعلن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا أن القيود المفروضة في البلاد ستظل سارية حتى نهاية الشهر.
وقال الرئيس في خطاب تلفزيوني إن الإصابات لا تزال «مرتفعة كثيرا» في أكثر الدول الأفريقية تضررا.
وتفرض السلطات في جنوب أفريقيا إغلاقا على الحانات والمدارس وتمنع التجمعات السياسية والدينية، إضافة إلى حظر تجول من الساعة التاسعة مساء حتى الساعة الرابعة صباحا.
ومع ذلك فإنه يمكن الآن إعادة فتح المطاعم وصالات الألعاب الرياضية وفقا لإجراءات صارمة. وأضاف رامافوزا أن البلاد شهدت تسجيل نحو 20 ألف إصابة كمعدل يومي خلال الأسبوعين الماضيين وأكثر من 4,200 حالة وفاة.
وأكد الرئيس أن هذه الإجراءات التي اتخذت لأول مرة في 27 يونيو «كانت عاجلة وضرورية للغاية لاحتواء موجة ثالثة يغذيها متحور دلتا الجديد».
وبالانتقال من أقصى الجنوب الأفريقي، إلى أقصى غرب قارة أمريكا الجنوبية، فإن دولة بيرو على سبيل المثال مددت لمدة شهر حالة الطوارئ السارية منذ 16 شهرا في إطار مكافحة الجائحة.
قرار أصدره الرئيس المؤقت فرانسيسكو ساغاستي وحكومته، فإنّ حالة الطوارئ التي كان مقرّرًا انتهاؤها في 31 يوليوز، ستبقى سارية حتّى نهاية غشت.
ومنذ مارس 2021، فُرض حظر تجوّل ليلي في البيرو في محاولة لاحتواء الإصابات بفيروس كورونا. وفي هذا البلد البالغ عدد سكّانه 33 مليون نسمة، والمتضرّر بشدّة من الجائحة، تلقّى 3.5 مليون شخص التطعيم بالكامل، على ما أعلنت السلطات. وسجّلت البيرو 2.07 مليون إصابة وأكثر من 194 ألف وفاة بكوفيد-19، وفقا لأحدث الأرقام.
ودفع تفشي فيروس كورونا مجددا، الحكومة الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة إلى اتخاذ قرار يقضي بـ»إغلاق تام ولمدة أسبوعين» للمقاهي وصالات المناسبات الاجتماعية، ومنع إقامة تجمعات المآتم والأفراح.
وشمل القرار حظر استخدام وسائل النقل المشترك مع السماح للمطاعم بالعمل عبر خدمة التوصيل فقط.
وفي قرار حازم قد يضر بالاقتصاد، أعلنت تايلاند أن العاصمة بانكوك ستشهد إغلاق المراكز التجارية والمنتجعات الصحية، ومراكز العناية بالجمال، لمدة أسبوعين ابتداء من الاثنين.
ويأتي هذا القرار برغم أن بانكوك تسهم بنحو 50 بالمئة من الناتج الإجمالي لتايلاند.
ومن المتوقع أن تتسبب قاعدة العمل الإلزامي من المنزل بالنسبة لمعظم موظفي الحكومة، وفرض حظر تجوال ليلي، والحد من حركة السفر المحلي، في الإضرار بشركات التجزئة والطيران ومشغلي المطاعم، وهي شركات تترنح بالفعل جراء بعض أشكال القيود المرتبطة بمكافحة كورونا على مدار أكثر من عام.
مدينة سيدني أكبر مدن أستراليا، تتحضر بدورها إلى عزل عام مطول بسبب تفشي الفيروس.
وصول نسخة «دلتا» المتحورة من الفيروس إلى أستراليا، دفعت رئيسة الوزراء غلاديس بريجيكليان، إلى توقع تمديد العزل العام إلى ما بعد تاريخ الانتهاء المقرر في 16 تموز/ يوليو، محذرة من أن الوضع سيزداد سوءا قبل أن يتحسن.

فاوتشي والجرعة الثالثة

حسم كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي، الجدل حول ضرورة إعطاء جرعة ثالثة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا قريبا.
وقال فاوتشي إن الأشخاص الذين تم تطعيمهم بصورة كاملة، لا يحتاجون إلى جرعة ثالثة في هذا الوقت.
وجاء حديث فاوتشي في رد غير مباشر على إعلان شركة فايزر قبل أيام عن أن الوقت حان لجرعة ثالثة، في خطوة قالت إنها ترمي لتوفير حماية مناعية معزّزة للأشخاص الذين تلقوا الجرعتين.
وتابع لشبكة «سي أن أن»، بأن «الإدارة الأمريكية لم تبلغ حتى الآن مواطنيها الذي تلقوا الجرعتين بالحاجة إلى جرعة معززة من اللقاح، بناء على البيانات الحالية».
وقد سجل العالم حتى مساء الاثنين الماضي، 187,7 مليون إصابة بفيروس كورونا، نتج عنها أكثر من 4 ملايين حالة وفاة.
في شهر يوليوز الحالي، كان الجمعة التاسع من الشهر، الأكثر من حيث أرقام الإصابات، إذ سجلت دول العالم 493.5 ألف حالة جديدة.
ولا تزال الولايات المتحدة في صدارة الدول من حيث الإصابات والوفيات، بواقع 34.7 مليون إصابة، و622 ألف وفاة، إلا أن الهند تقترب منها بوصولها إلى أعتاب الإصابة رقم 31 مليونا، مع تسجيل 408 آلاف حالة وفاة.

متحورات فيروس كورونا

دفعت العديد من الأسباب منظمة الصحة العالمية، من أجل إطلاق مسميات على متحورات فيروس كورونا، عبر العديد من الآليات لذلك.
وغالبا ما يلجأ الأشخاص إلى استدعاء المتغيرات حسب الأماكن التي يتم اكتشافها فيها، كالدلالة إلى سلالة معينة بأنها «بريطانية» أو «هندية»، وهو ما تصفه منظمة الصحة بأنه «وصم وتمييز»، مشيرة إلى أنها تشجع السلطات الوطنية ووسائل الإعلام على اعتماد المسميات التي تطلقها على المتغيرات الجديدة.
وقالت منظمة الصحة العالمية، على موقعها الإلكتروني، إنها تحدد «مسميات بسيطة وسهلة النطق والتذكر للمتغيرات الرئيسية لفيروس سارس-كوف-2، المسبب لمرض كوفيد-19، من خلال استخدام أحرف الأبجدية اليونانية».
ويتم اختيار هذه الأسماء بعد استشارة واسعة ومراجعة للعديد من أنظمة التسمية المحتملة، حيث شكلت منظمة الصحة العالمية مجموعة تألفت من خبراء من جميع أنحاء العالم للقيام بذلك، بما في ذلك الخبراء الذين هم جزء من أنظمة التسمية الحالية، وخبراء التصنيف والفيروسات والباحثون والسلطات الوطنية.
ولا تحل هذه المسميات محل الأسماء العلمية الحالية، على سبيل المثال، تلك التي تم تعيينها بواسطة مبادرة العلوم العالمية (GISAID) ومشروع نيكستسترين، بحسب المنظمة، مشيرة إلى أن هذه المبادرات «تنقل معلومات علمية مهمة وسيستمر استخدامها في البحث».
وتقول المنظمة: «على الرغم من أن هذه الأسماء العلمية لها مزاياها، إلا أنه قد يكون من الصعب نطقها وتذكرها، كما أنها عرضة للتقارير الخاطئة».
فعلى سبيل المثال فإن متغير دلتا، الذي بات ينتشر في أكثر من 80 دولة بعد أن كان قد بدأ في الهند وتسبب في فوضى صحية عارمة فيها، معروف علميا باسم «B.1.617.2».
وقبل شهر من الآن، كانت سلالة «دلتا» من فيروس كورونا المستجد موجودة في 40 دولة، لكنها الآن باتت متواجدة في 74 دولة في كل قارات العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وكان متغير دلتا هو الرابع الذي أعلنت منظمة الصحة العالمية «متغيرا مثيرًا للقلق»، بعد سلالة ألفا التي اكتشفت للمرة الأولى في المملكة المتحدة (B.1.1.7) وبيتا التي اكتشفت في جنوب أفريقيا (B.1.351) وغاما التي وجدت في البرازيل (P1).
وبالتزامن مع سلالة دلتا المنتشرة بالفعل، ينتشر في العالم حاليا متحور أحدث من فيروس كورونا المستجد، يعرف باسم «لامبادا» معروف علميا باسم (C.37)، حيث يتواجد حاليا في 29 دولة عبر العالم، حسب منظمة الصحة العالمية.
وكلما زاد انتشار الفيروس، زادت فرص تحوره والتطور إلى متغيرات جديدة يمكنها في النهاية مقاومة اللقاحات الحالية، ما يهدد بتقويض تقدم البلدان الأخرى في احتواء الوباء.

فعالية لقاحي سينوفاك وسينوفارم؟

أثير بعض اللغط مؤخرا حول فعالية لقاحات كوفيد- 19، لكن اللقاحين الصينيين «سينوفاك» و»سينوفارم» تعرضا للغط أكبر، وذلك على الرغم من أن خبراء يشيرون أيضا إلى أنها أنقذت العديد من الأرواح.
ويتميز اللقاحان بميزة مهمة، ألا وهي أنه يمكن تخزينهما في درجة حرارة الثلاجة العادية، مما يجعلهما أسهل في الاستخدام في البلدان الفقيرة التي ليس لديها مرافق التخزين المتخصصة.
ويُستخدم كلاهما في ما يقرب من 100 دولة في آسيا وأمريكا الجنوبية وأجزاء من أفريقيا. كما أعلنت مصر والمغرب مؤخرا أنهما سيكونان أول دولتين في أفريقيا تبدآن في تصنيع اللقاحات.
ويتساءل تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية حول هل تلك المخاوف من اللقاحات الصينية مبررة؟
يقول التقرير إنه في تجربة ضخمة أجريت في البرازيل، كان لجرعتين من لقاح «سينوفاك»، يفصل بينهما 14 يوما، فعالية بنسبة 51 في المئة ضد أعراض كوفيد-19. وفي تجارب أجريت في بلدان متعددة، كانت نتائج فعالية لقاح «سينوفارم» أعلى إذ سجل نسبة 79 في المئة.
تعد تشيلي ومنغوليا وسيشيل، من بين البلدان التي تتزايد فيها الإصابات على الرغم من التطعيم الشامل باستخدام اللقاحات الصينية.
وقد أعادت تشيلي إجراءات حظر التجول وفرض قيود على السفر منعا لانتشار المتحول دلتا، وهو أكثر قابلية للانتقال من السلالات السابقة.
بالنسبة لتشيلي، جرى تطعيم أكثر من 70 في المئة من المواطنين بشكل كامل، معظمهم بلقاح «سينوفاك».
لكن رغم ذلك، سجلت سيشيل ومنغوليا مؤخرا واحدة من أعلى نسب الزيادة في عدد الحالات للفرد، على الرغم من قلة عدد سكانها.
وكلاهما يعتمد بشكل كبير على لقاح «سينوفارم» وبرامج التطعيم في كلا البلدين متقدمة، إذ حصل 68 في المئة من البالغين على التطعيم الكامل في سيشيل، و55 في المئة في منغوليا.
وفي الوقت نفسه في إندونيسيا، قالت نقابة الأطباء والممرضات، إن ما لا يقل عن 30 من العاملين في مجال الرعاية الصحية لقوا حتفهم على الرغم من تلقيهم جرعتين من لقاح «سينوفاك».
لكن اللقاحات ليست العامل الوحيد الذي يفسر ما يحدث في هذه البلدان، حسب التقرير.
فقد قالت جمعية الأطباء الرئيسية في إندونيسيا إن الأمراض المصاحبة (تلك التي قد تكون موجودة لدى الشخص) ربما لعبت دورا في وفاة العاملين في مجال الرعاية الصحية.
أما في تشيلي، فقد ألقى بعض الخبراء باللوم في ارتفاع عدد الحالات على الأشخاص الذين اختلطوا بآخرين بعد وقت قصير جدا من تلقيهم اللقاح -خاصة بعد الجرعة الأولى- التي لا توفر سوى حماية جزئية.
وأكد المسؤولون في كل من منغوليا وسيشيل، أن معظم الأشخاص الذين ماتوا بسبب كوفيد أو احتاجوا إلى دخول وحدة العناية المركزة، لم يتلقوا اللقاح.
لكن الخبراء يشيرون أيضا إلى أنه لا يوجد لقاح يوفر حماية بنسبة 100 في المئة، لذلك من المتوقع حدوث بعض الحالات الفردية.
وقالت البروفيسورة فيونا راسل، من معهد مردوخ لأبحاث الأطفال في أستراليا، لصحيفة تشاينا ديلي: «أهم شيء في الوقت الحالي هو منع المرض الشديد والوفاة، وقد أدت جميع اللقاحات أداء جيدا للغاية في الوقاية من الأعراض الشديدة والوفاة».
وفي تجارب البرازيل، أثبت لقاح «سينوفاك» فعالية بنسبة 100 في المئة ضد الأعراض الشديدة وكذلك في الحاجة إلى تلقي العلاج في المستشفى، أما فعالية لقاح «سينوفارم» في مجال الحاجة لتلقي العلاج في المستشفى فقد بلغت 79 في المئة.
وقال البروفيسور بن كولينغ، رئيس قسم علم الأوبئة والإحصاءات الحيوية في جامعة هونغ كونغ، إنه على الرغم من وجود «فعالية متواضعة» ضد أعراض كوفيد، فإن كلا من «سينوفاك» و»سينوفارم» يوفران «مستوى عاليا جدا من الحماية» ضد الأعراض الشديدة.
كما أضاف: «هذا يعني أن هذه اللقاحات المعطلة (المثبطة) ستنقذ بالفعل الكثير من الأرواح».


الكاتب : وكالات

  

بتاريخ : 19/07/2021