يَدَاهَا الْوَحيدَتانِ عَلَى مُفْتَرَقٍ بَيْنَ الْأَريكَةِ وَالْبَلاطِ وَقَدْ فَاضَ عَنْهُمَا مِنَ الصَّمْتِ ما فَاضَ مِنَ الضَّجيجِ عَنْ أَفْوَاه آنَسَ بَعْضُهَا بَعْضاً وَكَأَنَّ الْعدَاءَ أُبِّدَ بَيْنَ قُفَّازَيْهَا الصَّامِتَيْنِ وَالْمَلاعِقِ الْفِضِّيةِ الضَّاجّةِ.
الْحَفْلُ نَفْسُهُ وَقَدْ تَخَلَّفَ عَازِفوهُ عَنْ مُغَنِّيهِ. الْجُمْلَةُ نَفْسُهَا وَلَيْسَ لَهَا أَكْثَرُ مِنْ مَهْدٍ صَغيرٍ مِنْ فِرْدَوْسٍ تَتَلَوَّنُ فِيهِ وَتَتَلَوَّى. لِيَذْهَبِ الْفِكْرُ مطمئنا في مُمْكِناتِ الْمُحَاكَاةِ، فَتِلْكَ آيَتُهُ عَلَى نَفْسِهِ: تَنْزيلُ الْمِثَالِ مَنْزِلَةَ الطِّينِ.
مَنْ يَجْتَرِحً قَدَاسَةً لِنُحَاسٍ؟ وَكَيْفَ لَهُ أَنْ يَكُفَّ عَنْ كَوْنِهِ ضَيْفاً وَيَغْدُوَ مُضيفاً؟ وَبِأَيِّ الْقَنَاديلِ يَتَوَسَّلُ لِتِلْكَ الرَّقْصَةِ الَمُعْتِمَةِ تَفْسيراً آخَرَ؟ أَلَيْسَ الْجَسَدُ، قبْلَ الْماءِ، فَسِيلَةً عَطْشَى؟وَقَبْلَ النَّارِ حَطَباً يَابِساً؟ وَقَبْلَ الْهَوَاءِ هَوَاءً وَقَبْلَ التُّرَابِ تُرَاباً؟
كافْ
دالْ،
مُنَقَّاةً مِنَ السُّعَالِ،
مَحْضُ صَوْتٍ يَذْهَبُ في صَمْتِ اللَّيْلِ مَذْهَبَ الْيَقِينِ الضَّئيلِ في كَثِيفِ الظُّنونِ. ثُمَّ كَيْفَ لَهُ،
مُكْتَظّاً في ذَاتِهِ وَبِأَقَلِّ الْحُروفِ، أَنْ يَتَزَوْبَعَ في الْمَسَامِعِ؟
إِنُّهُ الْعُرْيُ الْأَخِيرُ
تَدَّعيهِ الرُّوحُ فَرْعَهَا الْقَرِيبَ
وَيَدَّعيهِ الْجَسَدُ أَصْلاً بَعيداً.