ماذا يجري داخل فريقي المغرب التطواني واتحاد طنجة؟

ماذا يجري داخل فريقي المغرب التطواني واتحاد طنجة، حاملي مشعل كرة القدم بالمنطقة الشمالية؟
سؤال عريض يطرحه مناصرو الفريقين، خلال السنوات الأخيرة، بفعل حالة التراجع المسجلة على مستوى حضور هذين الفريقين، اللذين عاشا مجدا كرويا قبل أربع سنوات، وغمرا مناصريهما بحالة فرح عارم، عقب النتائج الكبيرة التي حققاها.
فالمغرب التطواني، حصد رفقة المكتب المسير السابق، بقيادة عبد المالك أبرون، لقبين للدوري الاحترافي، وشارك في كأس العالم للأندية خلال سنة 2014، قبل أن يتوج بعدها اتحاد طنجة بلقب الدوري الاحترافي.
ورغم هذه النتائج الجيدة، والتي كان من الممكن استثمارها للارتقاء نحو الأفضل، واستغلالها لجلب المستشهرين وهيكلة الفريقين على نحو عصري، حصل العكس. فالمغرب التطواني وجد نفسه في وضع لم يكن أشد المتشائمين يتوقعه، بمجرد رحيل أبرون، ليبدأ مسلسل تواضع كبير، قاده إلى السقوط إلى الدرجة الثانية، قبل أن يستعيد مكانته بالدوري الاحترافي الأول، ويبلغ نهائي كأس العرش، لكن بداية هذا الموسم لم تكن في مستوى التطلعات، بفعل الأزمة المالية التي تحاصره، وتحد من طموحاته.
لقد وجد المكتب المسير الحالي صعوبة كبيرة في تسديد مستحقات اللاعبين، كما أنه دخل في نزاعات قضائية مع لاعبين ومدربين قدامى، استنزفت كل ما في حوزته، وحرمته من تأهيل منتدبيه الجدد، ما فرض عليه خوض مبارياته حتى الآن بتشكيلة محدودة.
والغريب أن اللاعبين الجدد بدورهم يكلفون الفريق ماليا دون أن يستفيد من خدماتهم، لأن المكتب المسير أقدم على صفقات دون أن يتأكد من براءة ذمته المالية.
إن الرئيس الغازي حينما أكد في تصريحه الأخير على أنه أصبح يعيش في الجحيم، وأنه لم يعد يدري من أين تأتي الموارد المالية، كان عليه أن يسأل نفسه عن مصير موارد الفريق، والتي صرفت على النزاعات والصفقات غير المفيدة، خاصة وأنه يعلم علم اليقين أن مداخيل الفريق محدودة.
وأمام هذا العجز الواضح، والذي أعلن عنه الرئيس في تصريحه الأخير، وجد اللاعبون أنفسهم يدخلون في إضرابات عن التداريب، بسبب تأخر صرف مستحقاتهم، «فزاد الخل على الخمير».
وما يقال على المغرب التطواني ينطبق على اتحاد طنجة، الذي دخل مسيروه قبل بداية الموسم في تحد مع أنفسهم، وقاموا بتغيير وجه الفريق، وأعلنوا عن مشروع كروي ضخم، تعاقدوا من أجل تحقيقه مع الناخب الوطني السابق، بادو الزاكي، وسطروا له هامشا زمنيا مدته أربع سنوات، لكن الحلم تبخر مع بلوغ الدورة الخامسة فقط.
لقد وجد فارس البوغاز نفسه يحصد الهزيمة تلو الأخرى، وفشل المشروع في المهد بسبب محدودية التركيبة البشرية، حيث تخلى الاتحاد عن أبرز نجومه وتعاقد مع لاعبين من أقسام الهواة والدرجة الثانية، فعجز الزاكي عن تحقيق الوعود، ورفع الراية البيضاء، ليترك منصبه مرغما، بعدما فشل حتى في السيطرة على لاعبيه، وقد لاحظ الجميع كيف أن اللاعب عبد المطلب احتج عليه بقوة، وانتقده أمام عدسات الكاميرا، ما جعله يعرض على اللجنة التأديبية.
هما نموذجان صارخان لواقع رياضي مغربي مازال يئن تحت وطأة العشوائية، الأمر الذي جعل القطاع الخاص يدير ظهره لهما، بسبب غياب مشروع رياضي يمكن الاستثمار فيه أو دعمه، واقع تغيب فيه الكفاءات أمام نفوذ شخصيات تحاول تلميع صورتها الخاصة عبر تسويق الوهم، فتكون كرة القدم والرياضية الوطنية بشكل عام هي الخاسر الأكبر.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 03/11/2022