محاربة الفساد والريع!

الرهانات متعددة وواعدة، والإكراهات أيضا معقدة، لكن صراحة ما يثير انتباهي في الخطاب العمومي لوزارة بنسعيد هو أن لا يهرب من النقد بتبني خطاب الأزمة وتبرير النمو التربوي البنيوي باقتصاد المطر، رغم أننا تأخرنا سنوات في تنزيل الرؤية الملكية في التحول اقتصاد مرهون بالمطر إلى اقتصاد متنوع…. تذكرون دعوته إلى تشجيع البحث العلمي في تنويع مصادر الماء… للأسف لم نكن لنصل إلى ما وصلنا إليه لو تمت أجرأة الرؤية الملكية في سياسة الماء…
الأهم كما قلت هو عدم اختبار وزارة بنسعيد وراء خطاب الأزمة وأثر الجفاف على الاعتمادات والتمويل العمومي، بل كانت لها الإرادة في المبادرة والإبداع وتنوع الشركاء….
الانتظارات يجب أن تكون واقعية وعقلانية تتسم بالجودة وهذا يعني هذا التسرع والمراهنة على الكم….
طبعا ننتظر التأهيل للمخيمات وفضاءات الاستقبال والتنشيط وفق رؤية معمارية تستحضر الثقافة المحلية والمعمار الجميل المنصف لكل الأطفال والشباب… فعلى الوزارة أن تمضي قدما بلا هوادة في مصالحة القطاع مع جميع أبناء الوطن الذين تم استبعادهم لأسباب خارجة عن إرادتهم…
والحكامة التي تغني الشفافية وعدم الهدر المالي والمادي والبشري هي خبار لمحاربة الفساد والريع والاشتغال مع متجمع مدني مسؤول بمحاربة الاسترزاق والتسرب إلى هذا القطاع الحساس بخلفيات ربحية وغير تربوية.
انتظاراتي لن تكلف الوزارة غير تنزيل الحكامة ومحاربة الفساد والريع، والرقي بالشراكة وفق الخطاب الملكي الموجه للبرلمانيين ومقتضيات الدستور.
أقول لوزير الشباب والثقافة والتواصل، لك فريق قوي راكم من التجارب ما يؤهله لتطوير القطاع، والثقة هي أكبر محفز للمبادرة والإبداع، فلا تبخس دور هذه النخب من الموظفين والموظفات… كن منسقات لفريق عمل يصنع الثقة ويخلق جو الأمان ليخصل على أعظم ما في عقولهم…
أما المجتمع المدني الواعي بمسؤولياته .. الوطني… لا الريعي….. فأظن أن محاربة الفساد والاسترزاق مهمة لا يمكن القيام بها دون الإشراك الحقيقي لشريك القطاع القوي الجامعة الوطنية للتخييم، فهي أدرى فالواقع في تفاصيله الدقيقة ولهت من الآليات ما يمكنها من أن تحظى بالثقة في مجال محاصرة الفساد.
(*) روائي وإعلامي/ المستشار الإعلامي للمرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف


الكاتب : خالد أخازي

  

بتاريخ : 10/02/2024