مجزرة جديدة للاحتلال الإسرائيلي: استشهاد 90 فلسطينيا وإصابة 300 آخرين بجروح

المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية يؤكد ضرورة استخدام القانون الدولي لوقف المذابح

 

قال المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو، إن «من الضروري استخدام القانون الدولي كي نوقف المذبحة، وعلى الدول التحرك والضغط باتجاه وقف إطلاق النار».
وأضاف أن «المجزرة الأخيرة تؤكد النوايا، ومحكمة العدل قالت قبل شهر إنه لا يمكن التحرك في رفح».
وتابع: «من الضروري تعزيز حماية القانون الدولي، ولكن المشكلة في تفسير الدول لهذا القانون».
وأدى قصف جوي طال خيام النازحين الفلسطينيين بمنطقة المواصي غرب مدينة خانيونس، أول أمس السبت، إلى استشهاد 90 فلسطينيا وإصابة 300 آخرين، بينهم أطفال ونساء، وفق إحصائية أولية لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.
وادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر بيان نشره على حسابه بمنصة «إكس»، أن المنطقة التي قصفها كان «يتواجد فيها هدفان بارزان من حركة حماس»، دون تسميتهما، فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي إنهما «القيادي في القسام محمد الضيف ونائبه رافع سلامة، ولكن لا أعلم مصير الضيف».
لكن حماس نفت صحة الادعاءات الإسرائيلية، وقالت في بيان: «هذه ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية، ويتبين كذبها لاحقا، وهذه الادعاءات الكاذبة إنما هي للتغطية على حجم المجزرة المروعة «.
وحسب ما نقلته «فرانس بريس»، فإن فلسطينيين هرعوا، أول أمس السبت، لانتشال جثث عشرات القتلى الذين سقطوا بضربة إسرائيلية في المواصي التي كانت إسرائيل قد أعلنتها «منطقة إنسانية»، خلال عملية في رفح قرب الحدود المصرية، حيث تناثرت «أشلاء في كل مكان».
فوسط دوي صفارات الإنذار وبكاء النساء عمل مسعفون على انتشال أطفال من تحت الركام ونقلهم إلى مستشفيات قريبة بعد غارة على مخيم للنازحين. وصاحت فلسطينية نقلت من المنطقة وهي تبكي «ماذا فعلنا؟ كنا جالسين على الشاطئ».
وأعلنت وزارة الصحة في غزة التابعة لحماس في بيان سقوط 90 قتيلا «نصفهم من النساء والأطفال»، إضافة الى 300 جريح في ضربة إسرائيلية استهدفت مخيم المواصي للنازحين في جنوب قطاع غزة، وصفتها بأنها «مجزرة بشعة ارتكبها الاحتلال».
من جانبه، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه نفذ في منطقة خان يونس غارة استهدفت قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحماس محمد ضيف ومسؤول خان يونس رافع سلامة.
المخيم الواقع قرب مدينة خان يونس كان مصنفا ضمن «منطقة إنسانية» تضم أعدادا كبيرة من النازحين الذين انتقلوا إليها بعد «أوامر» أصدرتها إسرائيل للمدنيين في ماي بإخلاء أنحاء أخرى في قطاع غزة. وكانت المنطقة تؤوي مئات آلاف النازحين، وفق منظمة «المساعدة الطبية للفلسطينيين» التي تتخذ مقرا في المملكة المتحدة وتشغل مراكز طبية في المنطقة.
وجاء في بيان للمنظمة «على مدى أشهر حذرنا من عدم وجود مكان آمن في غزة وسط قصف الجيش الإسرائيلي».
وتصاعد دخان أسود فوق شارع غطاه الرماد في المواصي حيث شوهدت جثث غارقة في برك دماء، تمت تغطية بعضها. وقد عمل رجال بصعوبة على نقل المصابين إلى سيارات إسعاف، فيما تم تحميل آخرين على عربات تجرها حمير.
وعلى الرغم من إعلان مستشفى ناصر أنه غير قادر على استقبال مزيد من الحالات، تواصل تدفق سيارات الإسعاف ونقل المصابين، وبينهم رجل ربطت ساقة بمنشفة في محاولة لوقف النزف.
وأفادت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لويز ووتريدج بعيد زيارة أجرتها للمستشفى، بأن كثيرا من الجرحى هم أطفال، متحدثة عن «مشاهد مروعة حقا».
وقالت «هناك كثير من الغضب والاستياء» في صفوف سكان هذه المنطقة «لأنه قيل لهم إنها مكان آمن».
من جهته قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن «المجمع المستهدف هو عبارة عن منطقة مفتوحة ووعرة»، وأضاف «لم يكن فيها مدنيون بحسب معلوماتنا». لكنه اتهم في بيان سابق قادة حماس «بالاختباء بين المدنيين».
ووفق بيان لمكتب نتانياهو، تباحث الأخير في ضربة المواصي مع مسؤولين أمنيين وعسكريين في إطار تحقيق هدفه «القضاء على كبار قادة حماس». غير أن حماس ردت بأن «ادعاءات الاحتلال بشأن استهداف قيادات إنما هي ادعاءات كاذبة… للتغطية على حجم المجزرة المروعة. ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية ويتبين كذبها لاحقا «.
وأفاد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل بأنه «ما زالت هناك العديد من جثامين الشهداء متناثرة في الشوارع وتحت الركام وبين خيام النازحين لا يمكن الوصول إليها بسبب كثافة القصف الذي استهدف به الاحتلال اماكن وخيام النازحين».
وروى محمود أبو عكر كيف سقطت الصواريخ بكثافة. وقال «كلما حاول أحدهم الاقتراب لإنقاذ آخرين، كانوا يضربون»، مشددا على أن الضربة وجهت «بدون تحذير».
من جانبه، قال محمود شاهين وقد بدا عليه التأثر الشديد «أشلاء في كل مكان»، مضيفا «أمر لا يتصوره عقل».
وسبق ان أفادت تقارير بتعر ض المخيم للقصف، بما في ذلك في يونيو حين أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مقتل 22 شخصا بسقوط مقذوفات ألحقت أضرارا بمكتبها.
إلى ذلك، طلب مدّعي عام المحكمة الجنائية الدولية منتصف ماي الماضي، إصدار مذكرة توقيف في حق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت، للاشتباه بارتكابهما جرائم حرب، في وقت يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة حيث تحتدم المعارك لا سيما في مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع.
وقال مدعي عام المحكمة كريم خان، إنه يسعى للحصول على مذكرات توقيف ضد نتنياهو ووزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت بتهم جرائم تشمل «التجويع» و»القتل العمد» و»الإبادة و/أو القتل».
وأكد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان مطلع ماي الماضي أنّه لن يرضخ لنفوذ «أقوياء» هذا العالم، في إشارة إلى تهديدات تستهدفه في قضايا مرتبطة بالحرب في غزة.
وفي بداية ماي الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية تحذيراً إلى «الأفراد الذين يهدّدون بالانتقام» منها أو من موظفيها، مؤكدة أنّ مثل هذه الإجراءات يمكن أن تشكّل «اعتداء على مجرى العدالة».


بتاريخ : 15/07/2024