وليل الأربعاء مدلج نحو الصباح ، جاء خبر رحيل رجل من طينة الأصفياء والصادقين ..
محماد مول الزيتون.. هكذا كان الاتحاديون ينادونه .. .فالمدينة العتيقة في أسفي تعرفه عن بكرة أبيها منذ أكثر من ستين عاما ..جاء إليها هاربا من بطش القمع الذي حل بجنوب البلاد .. لكن الحلول بأسفي لم يمنع عنه قدر الاعتقال السياسي .
انتظم في الخلايا السرية التي أشرف عليها مناضلو الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، هو العارف بالخبايا والتفاصيل والمتمرس على العمل الفدائي مع المقاومة ..زار كل المعتقلات من دار المقري إلى الكوربيس ودرب مولاي الشريف وعاش مع مناضلي الاتحاد العسف والقمع هناك..ولم يلن أو يضعف ..قدرة رهيبة كانت لهذا الرجل على الصمت والاشتغال بصبر وأناة ، كان مع محماد امرابطين وعلي المشري ماكينة عمل داخل نقابة التجار وحزب الاتحاد الاشتراكي ..يا زمن ويا زمان ..محظوظ من انتمى للاتحاد الاشتراكي ومن ناضل مع مناضليه …
هذا الرجل الذي عشنا معه وعاش معنا في صمت ، كان لا يتكلم ولا يتزاحم على المواقع ، فقط يراقب من بعيد ،يغمغم بضع كلمات ويبتسم ابتسامته الطيبة ويرحل .
هذه المرة رحل بمرة ..كان آخر واحد من جيل التأسيس في 1959 بقي من اتحاديي أسفي …. بمضاضة ننعيه باسم الكتابة الإقليمية للحزب ..وباسم كل الاتحاديين في أسفي ..تعازينا الصادقة لبناته ولزوجته ولكل أبناء سوس من عمومته .
محماد «مول الزيتون» يرحل في صمت..
الكاتب : م.دهنون
بتاريخ : 06/11/2025

