%50 من جيش داعش مكون من أبناء الأقليات المسلمة بالبلدان الغربية
جماعات الإسلام الراديكالي استطاعت استقطاب الأطر والكفاءات من أبناء المهاجرين
ميز محمد البشاري أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوربي، ورئيس الفيدرالية الوطنية للمسلمين بفرنسا، ورئيس معهد ابن سينا للعلوم الإنسانية بتوركوان، في حديثه عما يصطلح عليه بالتطرف العنيف بين ثلاثة مستويات: الإرهاب – التطرف – التطرف الديني العنيف الذي يؤدي الى الإرهاب، مستحضرا خصائص التركيبة البشرية داخل الجماعات المتطرفة، والتي يطغى عليها المكون الإسلامي بالغرب، حيث أنه من ضمن 50 ألف مقاتل بداعش نجد 12 ألفا قادمين من أوربا فيما 6 آلاف من روسيا ن والباقي موزع على باقي البلدان.
وأشار البشاري في معرض حديثه عن الامتداد الإسلامي خارج البلدان الإسلامية الى أن 50 بالمائة من جيش داعش مكون من أبناء الأقليات المسلمة بأوربا ، وأن 85% من أعضاء القاعدة جُندوا من داخل السجون والمساجد ، في حين تم استقطاب العدد الأكبر عبر وسائط التواصل الاجتماعي.
وفي تحليله لهذا المعطى، سجل البشاري أن عامل السن محوري في اختيار الفئات المستهدفة، حيث تركز التنظيمات المتطرفة على فئة الشباب الأقل من 20 سنة والتي سجل أنها تبحث عن المعلومة الدينية بعيدا عن المؤسسات الدينية الرسمية من خلال الفضاء الرقمي الذي يوفر 35 موقعا مخصصا للتجنيد، ضمنها 20 موقعا تعتبر الأكثر ارتيادا وهي المواقع التي تعمل على تصدير الافكار المتطرفة والتجييش للالتحاق بالجماعات الإرهابية.
وأشار البشاري الى أن هذا الاندفاع لا يرتبط بتجذر فكر سلفي أو تراثي وسط الملتحقين بصفوف التنظيمات الإرهابية، لأن 25 بالمائة منهم لا يملكون خلفية دينية بل تؤطر تحركهم الخلفيات الماضوية الاستعمارية التي عانت منها بلدانهم الأصلية ، وتداعيات سياسات التهميش ببلدان المهجر، لكن الأمر يزداد تعقيدا بالنظر الى انخراط العديد من أبناء الجاليات المسلمة ممن ينتمون الى أسر غنية ومثقفة بل إن بعضهم خريجو جامعات ومعاهد واستطاعت جماعات الإسلام الراديكالي مع ذلك استقطابهم، مما يترجم قدرة هذه التنظيمات على تجذير عقيدة الموت وبيع وهم الخلافة وتحقيق العدل الإلهي.
واعتبر محمد البشاري أن بوادر هذا التطرف العنيف بدأت بتغلغل الجماعات الإسلامية العابرة للحدود كالإخوان المسلمين، ولاية الفقيه، حزب التحرير، القاعدة ثم أخيرا داعش، وكلها تنشد هدفا واحدا: مفهوم الخلافة والحاكمية لله، وتتحد في فكرة الولاء لغير الدولة الوطنية مقابل الأمة الإسلامية.