محمد بنعيسى: لا ثقافة بدون لغة

اعتبر محمد بنعيسى، وهو يرصد مظاهر وتحديات ولوج المغاربة للثقافة ومستوى التفاوت الحاصل في هذا الولوج، أن الحديث عن الثقافة هو «حديث عن الحياة والإنسان» أي عن صناعة المستقبل.
وأثار بنعيسى مسألة بالغة الأهمية في تداول الثقافة بالمغرب، وهو مشكل اللغة الذي رغم كونه عنصرا بانيا إلا أنه أحيانا يتحول إلى النقيض، فـ»لا ثقافة في أي بلد بدون لغة»، مشيرا الى أن مشكل اللغة شكل منذ 40 سنة خلت، مصدر توتر بين النخبة المغربية المنقسمة إلى فئتين: فئة معربة وأخرى فرنكفونية، علاقتهما منفصمة لا تواصل فيها، بل «وصلت أحيانا حد الازدراء»، وهو ما يقف حاجزا أمام التأسيس لثقافة وطنية، تتبدى خطورته أكثر عندما يتعلق بالتراث، لهذا فإن حل مشكل اللغة يبقى مطلبا قائما.
وتساءل الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة عن السبل الكفيلة التي تضمن انخراط السياسات العمومية ومساهمتها في توزيع أفضل للبنى التحتية الثقافية بالمغرب، وعن الآليات التي يمكن وضعها لجعل الوصول الى الأنشطة الثقافية أكثر سهولة للفئات الهشة اقتصاديا، لافتا الى ما يمكن أن يحققه دمج الصناعات الثقافية في استراتيجيات التنمية الاقتصادية بالمغرب، من أثر على التنمية وخلق فرص الشغل.
وأضاف بنعيسى أن التفاوتات المستمرة في الوصول الى الموارد الثقافية «تكشف عن فجوات عميقة ،سواء كانت جغرافية أو اجتماعية واقتصادية لأن تركيز البنى التحتية في المركز دون الهوامش والمدن الصغرى، يؤدي الى تقييد وصول السكان بهذه المدن الى الثقافة، كما ان «العرض الثقافي نفسه الذي يهيمن عليه الإنتاج الموجه الى النخبة الحضرية، لا يعكس التنوع الثقافي ببلادنا».
ولفت بنعيسى الى أن حل هذا الإشكال يتطلب دمقرطة الثقافة عبر وضع استراتيجية شاملة يكون هدفها تقليص هذه التفاوتات، وعبر لامركزية البنى التحتية الثقافية وتشجيع المبادرات المحلية، بالإضافة الى إدماج الأبعاد الثقافية في السياسات التنمية الاقتصادية، وكل هذا ضمن إطار عام تؤطر له «سياسة ثقافية تقدر جميع أشكال التعبير الثقافي، التقليدية منها والمعاصرة».


بتاريخ : 30/10/2024