محنة أرخت بتبعاتها الصحية والمادية والاجتماعية على الطفلة التي لا يتجاوز عمرها ثلاث سنوات

 

معاناة كبيرة تعيشها فاطمة الزهراء وأسرتها بعد تعرضها لهجوم كلب متوحش ضواحي «البرج» بخنيفرة

 

منذ تعرضها لهجوم كلب ضال متوحش، يوم الأحد خامس ماي 2024، ضواحي منطقة البرج بإقليم خنيفرة، ما تزال الطفلة فاطمة الزهراء نشابي، التي لا يتجاوز عمرها 3 سنوات، تخضع لإجراءات المراقبة الطبية بـ «مستشفى باب الحديد» المتخصص في طب العيون، التابع للمستشفى الجامعي بفاس، والذي نقلت إليه الطفلة في حالة حرجة لتلقي العلاجات الضرورية، رغم الظروف الاجتماعية الصعبة التي يعانيها والدها المكافح من أجل لقمة العيش، وكما هو الأب لطفل ثانٍ لا يتجاوز عمره ثمان سنوات، فهو ابن واحد من ضحايا سنوات الرصاص.
واستنادا إلى المعطيات التي حصلت عليها الجريدة، فإن كلبا ضالا هاجم الطفلة بالقرب من منزل أسرتها، بدوار تغاطآيت خويا، ما تسبب لها في جروح على مستوى العين والرأس، ولولا تدخل والدها الذي أنقذها من أنياب الكلب لكانت الأمور أسوأ بكثير، سيما أمام احتمال أن يكون الكلب مصابا بالسعار، حيث نقلت الطفلة على وجه السرعة صوب مستعجلات المستشفى الإقليمي بخنيفرة، لتلقي الإسعافات اللازمة، غير أن خطورة الإصابة عجلت بنقلها لـ «مستشفى باب الحديد» بفاس الذي خضعت به لعملية جراحية دقيقة.
وكان طبيعيا أن تخلق هذه الواقعة استياء ورعب أسرة الطفلة، وساكنة المنطقة، قبل انتشارها بين المتتبعين للشأن العام المحلي، وعبر منصات التواصل الاجتماعي والإعلامي، لتتجدد مطالب الكثيرين من الجهات المعنية والسلطات المسؤولة بضرورة التدخل العاجل لإيجاد حلول جذرية لظاهرة الكلاب الضالة التي تتفاقم يوما بعد يومعلى مستوى أرجاء الإقليم والمدينة، وتهدد سلامة السكان والأطفال، سيما أمام تسجيل أخبار ضحايا آخرين، إلا أن أضحى الأمر منبين المشاكل اليومية التي تؤرق الجميع.
وبالنظر لوضعية أسرة الضحية، وصعوبة مواصلة رحلة علاج الطفلة فاطمة الزهراء، بحكم ضرورة التنقل بها من وإلى المستشفى المذكور، عبر المسافة بين دوار تغاط آيت خويا ومدينة خنيفرة، ومن هذه الأخيرة إلى مدينة فاس، ذهابا وإيابا، علاوة على مصاريف الدواء ومستلزمات العلاج، فالطفلة الآن بحاجة إلى رعاية طبية مستمرة، ولعلها قد تحتاج لعملية تجميلية مستقبلا، دون أن يفوت الأب الكشف عن حجم محنته المفاجئة التي تسبب فيها حيوان ضال مارس غريزته الوحشية، مما يجعله في حاجة إلى المساعدة للقيام بما يلزم لفائدة فلذة كبده، طبيا، عضويا ونفسيا، واجتماعيا لتجاوز هذه الأزمة غير المنتظرة.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 22/05/2024