محور مبادرات جمعوية موجهة لهاته الفئة ..تحديات تحقيق الاندماج الاجتماعي لنزيلات مراكز حماية الطفولة بعد مغادرتهن لأسوارها

وجدت العديد من الفتيات أنفسهن، في لحظة من لحظات الحياة، وبسبب ظرف من الظروف العابرة أو القاهرة، في حضن مراكز حماية الطفولة، مع ما تحبل به فترة مرورهن بهاته الفضاءات من عبر ودلالات، وما تتم مراكمته بين جدرانها من تجارب، وما قد يرتبط بها كذلك من وصم وانطباعات.
قاصرات يكنّ في حاجة إلى المزيد من الرعاية والاهتمام، وإلى برامج تعزز الاحتضان وتصقل شخصيتهن حتى يتم إعدادها للقادم من الأيام، بكل الحمولات الإيجابية وبعيدا عن كل مظاهر السلبية، وهو ما تسعى مؤسسات الدولة الشريكة ومعها تنظيمات المجتمع المدني إلى تكريسه من خلال مجموعة من المبادرات، ومن بينها ما تطمح إليه منظمة تيبو أفريقيا، التي تسعى من خلال عدد من البرامج إلى تعزيز الاندماج الاجتماعي للفتيات القاصرات المقيمات في مراكز حماية الطفولة، عبر توفير فرص التعليم والأنشطة الرياضية لهن بمعية شركاء هذه المنظمة المدنية.
مبادرات تتعدد أشكالها، ومن بينها برنامج «Girls Can» الذي اشتغلت عليه «تيبو أفريقيا» إلى جانب شريكتها «فيزا»، بهدف تحفيز ريادة الأعمال ومساعدة هؤلاء الفتيات على النجاح في حياتهن المهنية والشخصية، حيث سبق لـ «فيزا» فعلا إنجاز العديد من المبادرات المماثلة في المغرب، مما جعلها تدعم «تيبو» في خطوتها هاته. ويقدم البرنامج الذي تم الإعلان عنه خلال لقاء يوم السبت الأخير بالدارالبيضاء بمدرسة الفرصة الثانية بدرب السلطان في الدارالبيضاء، تدريبا لمدة ستة أشهر للشابات المقيمات في مراكز حماية الطفولة بالدار البيضاء، يليه دعم لمساعدتهن في العثور على منصب شغل أو إنشاء مشروعهن الخاص، وستدعم «فيزا» منظمة «تيبو أفريقيا» في هذا الصدد بمنحة من برنامجها الخاص بالتأثير الاجتماعي وستواكب كذلك عملية الإدماج المالي والاجتماعي للمشاركات.
وتعليقا على الخطوة، أكّد سامي رمضان، المدير الإقليمي لفيزا بالمغرب على افتخار المؤسسة بدعم تيبو أفريقيا في جهودها لمساعدة الفتيات المنحدرات من أسر هشة، وللعمل على تعزيز ريادة الأعمال النسائية من خلال الرياضة، مبرزا أن هذه الشراكة تعتبر علامة فارقة ومهمة للمؤسسة والتي توضح التزامها بالاندماج المالي وتمكين المرأة. وفي السياق ذاته أوضحت ليلى سرحان، مديرة المجموعة في منطقة شمال إفريقيا والمشرق وباكستان، والنائب الأول لرئيس فيزا أن هذا البرنامج هو استمرار لمبادراتها لتعزيز ريادة الأعمال النسائية ودعم تمكين الفتيات في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مؤكدة على أنه من خلال التعاون مع شركاء محليين مثل تيبو أفريقيا، يمكن إحداث تأثير حقيقي على حياة هؤلاء الفتيات الصغيرات والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب.
وبدوره، أكد محمد أمين زرياط، زميل أشوكا ورئيس المنظمة غير الحكومية تيبو أفريقيا، على أن التعليم والتكوين المهني يعتبران ضرورة لهؤلاء الفتيات من أجل تمكينهن من الاندماج في المجتمع بمواطنة كاملة، مشددا على أن البرنامج، والذي يعتبر خطوة من بين مجموعة من الخطوات الموجّهة لعدد من الفئات الهشة، يسطٍّر برامج تدريبية مبتكرة تتكيف مع الاحتياجات المحددة للمستفيدات حتى يكتسبن المهارات الضرورية والمعارف اللازمة لإدماجهن اجتماعيا واقتصاديا.
هذا وتحبل فضاءات مراكز حماية الطفولة بالعديد من القصص الجديرة بالبحث، وتشير المعطيات الرقمية إلى أن شبكتها تتكون من 15 مركزا تتوزع ما بين عشرة مخصصة للذكور وخمسة للإناث، وتستقبل هاته المؤسسات أطفالا في وضعية صعبة وأحداثا مرّوا من ظروف خاصة، فرضت إيوائهم بها.


الكاتب : عزالدين زهير

  

بتاريخ : 16/05/2023